انس خالد/ وجدة
شهدت مدينة العيون سيدي ملوك صباح اليوم وقفة احتجاجية غير مسبوقة، قادها شباب المنطقة الذين خرجوا إلى الشارع رافعين شعارات تطالب بـ الحق في الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، وهي مطالب أساسية كفلها الدستور المغربي لكنها ما تزال غائبة عن واقع المدينة.
أول ما أثاره المحتجون هو الوضع الصحي الكارثي الذي تعيشه المدينة، حيث يفتقر المستشفى المحلي للتجهيزات الضرورية والأطر الطبية الكافية، ما يدفع المواطنين إلى التنقل نحو مدن بعيدة مثل وجدة أو تاوريرت قصد العلاج. شباب المدينة وصفوا الأمر بأنه “إهانة لكرامة الإنسان” حين يُترك المريض لمصيره بسبب غياب أبسط شروط التطبيب.
كما ندد المحتجون بـ تدهور وضعية التعليم، معتبرين أن ضعف البنيات التحتية والاكتظاظ داخل الأقسام وغياب الدعم التربوي كلها عوامل تُسهم في تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي. “كيف يمكن لشباب أن يحلموا بالمستقبل وهم يفتقرون إلى تعليم منصف يساوي بين المركز والهوامش؟” يتساءل أحد المتظاهرين.
شعار آخر صدح به المحتجون يتعلق بـ العدالة الاجتماعية، حيث أكدوا أن المدينة تعاني من غياب مشاريع تنموية حقيقية، في ظل بطالة خانقة وحرمان الشباب من فرص الشغل والاندماج الاقتصادي. بالنسبة لهم، المشكل ليس في غياب الكفاءات، بل في غياب إرادة سياسية حقيقية لخلق التنمية بالمنطقة.
هذه الوقفة لم تكن مجرد احتجاج عابر، بل كانت بمثابة جرس إنذار ينبه المسؤولين إلى حجم الغضب الاجتماعي وسط شباب العيون سيدي ملوك. فالصوت الذي ارتفع اليوم يعكس خيبة أمل متراكمة لسنوات من التهميش والوعود التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
ما جرى صباح اليوم يطرح أسئلة عميقة حول جدية السياسات العمومية الموجهة نحو المدن الصغيرة والمتوسطة. فإلى متى ستظل الحقوق الأساسية رهينة الحسابات السياسية الضيقة؟ وأين تترجم الشعارات الرسمية حول “النموذج التنموي الجديد” في واقع هؤلاء الشباب؟
