الرئيسية أحداث المجتمع محيط جامعة محمد الأول بوجدة على صفيح ساخن: بين حق الاحتجاج وهاجس الأمن

محيط جامعة محمد الأول بوجدة على صفيح ساخن: بين حق الاحتجاج وهاجس الأمن

IMG 20250929 WA0126
كتبه كتب في 29 سبتمبر، 2025 - 11:40 مساءً

وجدة – صوت العدالة | أنس خالد

تحوّل محيط جامعة محمد الأول بوجدة مساء اليوم إلى مسرح لأحداث شغب غير مسبوقة، بعدما انطلقت احتجاجات طلابية سلمية، قبل أن تنفلت الأمور في مشاهد عنف وتخريب خلّفت إصابات في صفوف المتظاهرين ورجال الأمن على حد سواء.

الصور المتداولة والفيديوهات التي وثّقها الطلبة والساكنة المحلية أظهرت حالة من الكرّ والفرّ، وتوتراً شديداً بين القوات الأمنية والمحتجين، ما جعل الأسئلة تتكاثر: كيف ولماذا انقلب المشهد من تعبير سلمي إلى مواجهات دامية؟

في الوقت الذي يطالب فيه الشباب بحقهم في حرية التعبير ورفض القمع، لا يمكن تبرير أي شكل من أشكال التخريب أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وبالمقابل، يرفض الرأي العام كذلك أي تعاطٍ أمني مفرط أو استعمال للعنف في مواجهة احتجاجات طلابية، مهما بلغت حدّتها.

ما وقع اليوم يعيد إلى الواجهة إشكالية التواصل المفقود بين الدولة والجامعة، ويطرح بإلحاح سؤال غياب الوساطة الفعلية بين الطلبة الغاضبين والجهات المسؤولة. أليس من الأجدر فتح قنوات حوار ديمقراطي بدل ترك الساحة تنفجر بالاحتقان؟ أليس من واجب الجميع البحث عن حلول استباقية بدل انتظار لحظة الانفجار؟

الأحداث المؤلمة بمحيط جامعة محمد الأول ليست سوى مرآة لاحتقان اجتماعي يتجاوز أسوار الجامعة، ويدق ناقوس الخطر بشأن جيل كامل يشعر بالتهميش وانسداد الأفق. وبين من يبرر العنف بدعوى القمع، ومن يبرر القمع بدعوى العنف، يبقى الضحية الأكبر هو مستقبل هذا الجيل، وصورة المدينة، وسمعة الجامعة.

وجدة اليوم على صفيح ساخن.. لكن السؤال الأهم: هل سيتحوّل هذا الغليان إلى حوار مسؤول يفتح أبواب الحلول، أم إلى مواجهة مفتوحة تجرّ الجميع إلى المجهول؟

مشاركة