وضعت السلطات الأمنية بمدينة طنجة حداً لمسار يونس البلوطي، الشهير بلقب “إل ماجيكو”، بعدما جرى توقيفه متلبساً باستعمال جواز سفر مزور. الخبر، الذي تناقلته وسائل إعلام بلجيكية على نطاق واسع، يعيد إلى الواجهة ملف عائلة البلوطي التي ارتبط اسمها طيلة السنوات الأخيرة بأخطر شبكات تهريب الكوكايين في أوروبا.
يونس، البالغ من العمر 30 عاماً، هو الشقيق الأصغر لعثمان البلوطي المعروف بلقب “ملك الكوكايين” في بلجيكا. ورغم صغر سنه، فقد راكم سجلاً إجرامياً ثقيلاً أمام القضاء البلجيكي، مع أحكام بالسجن لعدة سنوات لا يزال مطالباً بتنفيذها.
غير أن عملية توقيفه بطنجة لا تعني بالضرورة ترحيله إلى بلجيكا، لغياب اتفاقية ثنائية لتسليم المطلوبين بين الرباط وبروكسيل. هذا في وقت شكّل تسليم شقيقه عثمان من طرف الإمارات إلى السلطات البلجيكية، بعد مفاوضات دبلوماسية شاقة، سابقة بارزة في هذا الملف الشائك.
مصادر إعلامية بلجيكية أوضحت أن عملية الإيقاف جاءت نتيجة مخالفات ارتكبها “إل ماجيكو” فوق التراب المغربي، وليس بتدخل من الإنتربول. وهو ما يعزز فرضية أن الجواز المزور الذي كان يستعمله للتنقل أثار انتباه الأجهزة الأمنية المغربية، لينتهي مشواره متوقفاً في طنجة.
القضية تكتسي بعداً إنسانياً مأساوياً أيضاً؛ فالعائلة القادمة من الريف المغربي عاشت سنة 2023 حادثة دامية تمثلت في مقتل ابنة عثمان، الطفلة ذات 11 عاماً، برصاص عصابة منافسة في أنتويرب. كما سبق أن تعرض يونس نفسه لعملية اختطاف في المدينة ذاتها، أُفرج عنه إثرها بعد دفع فدية مالية.
وبين سيرة “ملك الكوكايين” وشقيقه “إل ماجيكو”، يبدو أن العائلة تحولت إلى رمز لحروب الكارتيلات الأوروبية، حيث يتقاطع المال السريع مع الدم والانتقام، في صراع مفتوح لا تعرف نهايته بعد.

