هبة بريس: محمد زريوح
يعيش المركز الصحي الحضري بمدينة بن الطيب بإقليم الدريوش حالة شلل تام نتيجة انقطاع كامل للتيار الكهربائي، بسبب عطل في العداد، في ظل غياب أي تدخل من المندوبية الإقليمية للصحة أو الشركة الجهوية متعددة الخدمات “الشرق للتوزيع”. هذا الانقطاع أدى إلى تراجع واضح في جودة الخدمات الصحية المقدمة، وأضر بشكل مباشر بقدرة المرفق على أداء مهامه الحيوية.
وبحسب مصادر هبة بريس ، فإن تداعيات المشكلة لم تتوقف عند انقطاع الإنارة وتعطيل الأجهزة الطبية، بل طالت أيضًا برنامج تلقيح الأطفال الرضع، حيث يتطلب حفظ اللقاحات تبريدًا متواصلًا داخل الثلاجات، وهو ما أصبح مستحيلًا في غياب الكهرباء، مما يضع سلامة هذه الجرعات وصلاحيتها على المحك.
عدد من سكان المنطقة عبّروا عن استيائهم الشديد من هذا الوضع، محملين المسؤولية الكاملة للجهات المعنية عن أي خطر قد يهدد صحة الرضع. وقال أحد المواطنين للجريدة: “قدمت الأسبوع الماضي لتلقيح ابني، لكنني فوجئت بغياب التلقيح بسبب انقطاع الكهرباء. أخبروني أن اللقاح لا يمكن تخزينه من دون تبريد. الآن فات الموعد، وطفلي بدأ يعاني من الحمى، ولا نعلم إن كانت هناك مضاعفات. من غير المقبول أن يتوقف تلقيح الرضع بهذه الطريقة في بلدة مثل بن الطيب.”
الرأي العام المحلي يطالب بتحرك عاجل لإعادة التيار الكهربائي وضمان استمرارية الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التلقيح، الذي يعتبر حقًا صحيًا لا يقبل التهاون، خاصة بالنسبة للمواليد الجدد الذين يحتاجون إلى حماية دقيقة في أشهرهم الأولى.
في الوقت نفسه، يواجه العاملون بالمركز الصحي أوضاعًا مهنية صعبة وسط الظلام وغياب التهوية والتكييف، مما يضاعف من الضغط النفسي والجسدي عليهم، خاصة في أوقات الذروة وارتفاع درجات الحرارة. ويؤكد متابعون للشأن المحلي أن استمرار هذا الوضع يضر بسمعة الخدمات الصحية في المنطقة، ويستوجب تدخلًا فوريًا يضمن كرامة المواطن ويحافظ على الصحة العامة.
