في سابقة من نوعها، احتضن إقليم هويلفا الإسباني هذا العام أول احتفال رسمي بعيد العرش المجيد، تخليداً لذكرى تربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، في مبادرة نظّمتها جمعية إدماج المهاجرين المغاربة في الأندلس، برئاسة كريم الكابلي، وبدعم من فعاليات مدنية محلية ومتعاونين من داخل وخارج الجالية.
وجاءت هذه المبادرة لتعكس عمق الارتباط الذي يكنّه أفراد الجالية المغربية بوطنهم الأم، وتأكيداً على حضورهم النشط والمتوازن في المجتمع الإسباني، خاصة في منطقة الأندلس التي تعرف كثافة سكانية مغربية معتبرة.
الحفل الذي أقيم وسط أجواء احتفالية بهيجة، عرف حضوراً مميزاً لممثلين عن السلطات المحلية، وشخصيات سياسية ومدنية، إضافة إلى عدد من رؤساء الجمعيات الإفريقية والإسبانية، في مشهد يجسد روح التعايش والتنوع الثقافي.
وتضمن برنامج الحفل كلمات رسمية ترحيبية، أكدت على أهمية مثل هذه المناسبات في ترسيخ الهوية والانتماء لدى أفراد الجالية، إلى جانب فقرات فنية تقليدية عكست ثراء التراث المغربي، منها عروض موسيقية شعبية، وأهازيج أمازيغية، بالإضافة إلى فقرة خاصة لتذوق أشهر الأطباق المغربية التي نالت إعجاب الحضور.
في تصريح خصّ به المنظمين، أكد رئيس الجمعية كريم الكابلي أن هذا الاحتفال ليس فقط مناسبة وطنية بل هو أيضا “محطة لتعزيز جسور الحوار والانفتاح، وفرصة لتقوية مكانة الجالية داخل المجتمع الإسباني، والتأكيد على إسهامها الإيجابي في التنمية المحلية”.
وأضاف أن الجمعية تطمح إلى أن يكون هذا الحدث تقليدًا سنويًا، ضمن رؤية تهدف إلى تحسين صورة المهاجر المغربي، ودعم عملية الاندماج في مجالات التعليم، والثقافة، وسوق الشغل، مع المحافظة على الروابط الروحية والثقافية مع المغرب.
ويُعد تنظيم هذا الحدث نموذجًا ناجحًا لانخراط الجالية المغربية في الدينامية الثقافية والرمزية لوطنها، ورسالة وفاء وانتماء تتجاوز الجغرافيا، لتثبت أن الروح الوطنية قادرة على العبور حتى إلى ضفّة أخرى من العالم.


