الحافظ المخروبي- صوت العدالة
في مشهد مؤلم يتكرر كل صيف، تذبل الأشجار المغروسة حديثاً بشارع البريد بحي بنكيران بمدينة الخميسات، في غياب أي اهتمام من الجهات المعنية بسقيها والعناية بها، وكأن الهدف من غرسها كان مجرد التقاط الصور ونشرها في تقارير فارغة من الفعل الميداني.
فما الجدوى من زرع أشجار إذا لم يتم سقيها والاعتناء بها في الوقت المناسب؟ من غير المقبول أن تترك هذه النباتات الخضراء، التي كان من الممكن أن تساهم في تلطيف الأجواء وتحسين منظر الحي، لتلقى مصيرها تحت شمس الصيف الحارقة دون قطرة ماء.
نفس المشهد يتكرر بشارع المحكمة الحالية، خلف منزل مندوب الصحة، حيث تبدو الأشجار في حالة يرثى لها، مما يطرح أكثر من سؤال حول دور المكتب المختص بالبيئة والمجال الأخضر في الجماعة. أين المتابعة؟ وأين الصيانة الدورية؟ وأين الحس بالمسؤولية البيئية؟
وإن أضفنا إلى هذا الواقع البيئي المؤلم انتشار الأزبال بشكل فوضوي في بعض الأزقة والشوارع، تزداد الصورة سواداً. فشركة النظافة، التي قيل إنها تعاني من الإفلاس، يبدو أنها تركت السكان وحدهم في مواجهة تراكم النفايات، مما يهدد الصحة العامة ويشوه جمالية الأحياء.
ختاماً، نوجه نداءً صادقاً إلى كل من يهمه الأمر، من مسؤولين محليين ومكتب البيئة والجماعة الترابية: اتقوا الله في هذه المدينة، وفي نباتاتها، وفي سكانها، ولا تتركوا الإهمال يجهز على ما تبقى من أمل في بيئة نظيفة وهواء نقي.

