الرئيسية أحداث المجتمع تطوان…دراسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول واقع المجتمع المغربي والعنف المدرسيم بجهة طنجة تطوان الحسيمة

تطوان…دراسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول واقع المجتمع المغربي والعنف المدرسيم بجهة طنجة تطوان الحسيمة

IMG 20240301 WA0026
كتبه كتب في 1 مارس، 2024 - 9:17 صباحًا

صوت العدالة: عبد القادر خولاني
أصبح مفهوم العنف المدرسي يستأثر باهتمام كبير مختلف المتدخلين في العملية التربوية ومادة دسمة لمختلف المنابر الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة وعلى المواقع الإلكترونية، و يتجسد العنف المدرسي في العنف بين التلميذ و الأستاذ، و بين التلاميذ، من خلال التهديد بالقتل، الإيذاء، الإذلال، الاحتقار، الإهانة، الاستعلاء، التحرش، الاغتصاب وغيرها …
ولقد بدأ اهتمام الباحثين في المجال السلوكي و التربوي، و المنظمات غير الحكومية خلال السنوات الأخيرة في التزايد، وذلك نتيجة تطور الوعي النفسي و الاجتماعي بأهمية البحث في أسباب العنف و الآثار المستقبلية المترتبة عنه، ومن بينهم المجلس الأعلى للتربية و التكوين و البحث العلمي .
وفي هذا المجال جاء اللقاء الذي ترأسه ذ محمد عواج مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة يومه الخميس 29 فبراير 2024، بمعية السيد نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بعمالة تطوان، والسادة ممثلي ولاية أمن تطوان وممثلي سرية الدرك الملكي بتطوان، والسيدة والسادة أعضاء المجلس الإداري إضافة إلى السيدة رقية الشفقي متخصصة في الأبحاث الميدانية والتحليل بالهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي وممثلي القطاعات الحكومية ، كما حضره السيدة والسادة المديرون الإقليميون ورؤساء مصالح بالأكاديمية إضافة إلى عينة من مديري المؤسسات التعليمية التي شملتها الدراسة والأطر المختصة في الدعم الاجتماعي وكذا منسقي المراكز الإقليمية للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي ، وجمعيات المجتمع المدني بالجهة، اللقاء الجهوي الذي خصصت أشغاله لتقاسم نتائج التقرير الموضوعاتي حول تقييم العنف في الوسط المدرسي المنجز من طرف المجلس الأعلى بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة اليونيسيف.
وفي مستهل كلمته الترحيبية، أشاد السيد المدير بالمجهودات المبذولة في مجال الوقاية ومناهضة العنف في الوسط المدرسي على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة سانحة لمواصلة تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات الوزارية وفعاليات المجتمع المدني في هذا الشأن.
تضمن جدول أعمال اللقاء عرضا مفصلا قدمته السيدة ممثلة المجلس الأعلى حول تقرير هذه الدراسة، بسطت من خلاله أبرز أشكال العنف المصرح بها وكذا أنواع العنف بالوسط المدرسي كما تطرقت أيضا إلى سبل تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والأسر والمجتمع المدني والسلطات المحلية وجميع المتدخلين بما فيها القطاع الرقمي لتحديد المشاكل واقتراح الحلول الممكنة لمعالجة هذه الظاهرة.
تواصلت أشغال اللقاء بمداخلات المشاركات والمشاركين التي دعت في مجملها إلى وضع خطة مندمجة وعملية تأخذ بعين الاعتبار المقاربة الوقائية والعلاجية من أجل الحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي إضافة إلى تعزيز الهياكل المكلفة بتدبير هذا الملف سواء من طرف الفاعلين أو الشركاء، كما ركزت هذه المداخلات على أهمية جعل المؤسسات التعليمية فضاء آمنا وتعزيز أنشطة الحياة المدرسية كآلية من آليات التصدي لتفشي هذه الظاهرة في الوسط المدرسي.
في حين أصبح هاجس و أمل وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة ومن خلالها الإدارة التربوية و الأساتذة و تلاميذ المؤسسات التعليمية و معهم جمعيات آباء و أولياء تلاميذ ، أن يكون كل دخول مدرسي جديد مختلف عن الذي قبله، و ليس الهدف البحث عن النجاح أو الشهادة فقط ، إنما يكون هو إرساء قيم مختلفة تهم الفعالية و التسامح و الحوار جنبا إلى جنب في العملية التربوية التعليمية، وقبول الجوار في المقعد و في الفصل الدراسي ، و في الساحة، فضلا عن قبول مبدأ الحوار بين المعلم و التلميذ ، و المساعدة في بناء شخصية وفكر و عقل المتعلم ، لا إلغائها و إقصائها و تهميشها ، و جعلها تدور فقط في فلك الكتاب و المقرر ، حتى نستطيع أن نبني جيلا مفكرا غير منقاد، ونجعل بحق المدرسة المغربية بيتا للتربية الأولى للعقل و الإنسان، و الامتداد الطبيعي للأسرة و المجتمع، و النواة الصلبة التي يجب أن يكون لها اعتبارها في الحاضر و المستقبل….
و نستخلص من كل هذا ، أنه يجب تناول الظاهرة وفق مقاربة شمولية مندمجة ووقائية بالأساس يساهم فيها كل المتدخلين ، مما يتطلب الحوار و التشاور بين مختلف الفاعلين في العملية التعليمية التربوية و البحث عن السبل الكفيلة لتخفيف من حدة تفاقم الظاهرة ،من سبيل إعداد الأساتذة للمتغيرات العالمية والمستجدات التربوية وتدريبهم على كيفية التعامل مع التلميذ(ة) ، فضلا عن البحث في بدائل العقاب البدني وأساليب التربية والتنشئة السليمة داخل المدرسة ، و تجهيز المؤسسات التعليمية و تجميل فضائها و تفعيل الأندية التربوية و الأنشطة المدرسية و جعل فضاء المؤسسات يحفز على التعلم و يحد من الهدر المدرسي …
للإشارة يندرج تنظيم هذا اللقاء في سياق العمل التشاركي الذي يقوم به المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي من خلال الدراسات والتقييمات الكمية والنوعية، المنتظمة والدقيقة لمختلف مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي التي ينجزها.

مشاركة