بقلم : عبد السلام اسريفي/ رئيس تحرير
في سابقة من نوعها ،اتهم جمال ريان مذيع قناة الجزيرة القطرية ، المغرب بسفك دماء الفلسطينيين منذ اللحظات الأولى لتأسيس دولة إسرائيل.
وزعم المذيع( الفلسطيني) بأن السلطات المغربية قامت بتمكين إسرائيل من “المال والسلاح والرجال”، عبر السماح بهجرة مئات الآلاف من اليهود المغاربة منذ عام 1948.
كلام جمال الغريب،أساء للمغرب شعبا وملكا،ومن العيب أن يصدر عن صحفي، من المفروض أن يلتزم الحياد والموضوعية،ويتحلى بالمهزية،التي يفرضها عليه الواجب والمنطق،لكن،للأسف،يظهر،أن المذيع المخضرم،له ما يدفعه للكلام عن جهالة عن دولة،قدمت ولا زالت الكثير لفلسطين ولشعب فلسطين.
وحتى يرتاح المذيع جمال ريان،فمن الواجب أن نذكره ببعض الحقائق المنحوتة على مداخل التاريخ، فالمغرب كان دائما ولا زال يعتبر أن العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يؤدي استمراره إلى توسيع الفجوة وتعزيز الحقد والتشويش على فرص السلام في المنطقة، بل يعتبر القضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية وأن القدس الشريف في صدارة اهتماماته،ويرفض،الرفض القاطع لجميع الإجراءات التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف، أو تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
والمغرب يا صديقي جمال ،يسعى إلى تحقيق التوازن بالمنطقة ،وبحافظ دائما على دعمه للقضية الفلسطينية،بل ومنذ بداية وقوع العدوان الإسرائيلي الحالي، أجرت المملكة اتصالات مكثفة مع أطراف عديدة لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة الحوار، خصوصا أن دعم القضية الفلسطينية يحظى بمتابعة ملكية في المغرب.
،وبالفعل، عبر مراراً وتكراراً أن موقفه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال دون تغيير، فضلاً عن أنه يرسل مساعدات إلى فلسطين من خلال التبرعات المباشرة كلما دعت الضرورة الى ذلك.
زائد وهذا هو الأهم،فالمغرب، له النصيب الأكبر في تمويل وكالة بيت مال القدس الشريف بنسبة 87 في المئة من مساهمات الدول، دون ذكر أرقام إجمالية،ولا اعتقد أنك تجهل هذه الحقيقة،وإنما طولب منك التجاهل وقذف المغاربة،لغرض في نفس الممولين.
ويكفي أن تتصفح محركات الشبكات العنكبوتية لتعرف حجم المساعدات التي قدمها ولا زال المغرب لفلسطين،والمجهودات المبذولة لإرساء السلام بالمنطقة،والحفاظ على مقدساتها ومظاهر حضارتها الاسلامية،وهذا يشهد به الفلسطينيين أنفسهم وزعمائهم بما فيهم فتح وحماس.
وللأسف الشديد،كنا نعتقد أنك ستشهد على الأقل بما تعرفه عن العلاقات المغربية الفلسطينية،لكنك،تناسيت،وهذا نتفهمه،لأننا صرنا نعلم الآن من يحرك بعض المذيعين بهذه القناة،ومن يدفع لهم للإساءة الى المملكة،التي اختارت المضي في طريق التنمية وخلق حلف قوي متين،كفيل بتحقيق شروط التنمية بالقارة السمراء،وسيبقى الدافعون لك،يلهثون وراء السراب،غارقون في متاعبهم الداخلية،بائسون،ينتظرون الموت المحتم،وستبقى انت يا جمال، أداة رخيصة لتصفية الحسابات،لتعكير الأجواء،والاساءة الى القضية الفلسطينية والفلسطينيين.
فلا أنت فلسطيني تراعي مصالح الشعب ،ولا أنت إعلامي قادر على العمل في حياد واستقلال،بل،بكل بساطة،أنت بوق بئيس،تسعى لنشر الفتنة والتشويش على القضية الفلسطينية،التي تحتاج لمواقف ورجال وأموال وليس لأبواق ومنافقين ومهرجين.
