الرئيسية آراء وأقلام زمن الانفتاح وعالم الهشاشة

زمن الانفتاح وعالم الهشاشة

IMG 20211216 WA0002.jpg
كتبه كتب في 16 ديسمبر، 2021 - 8:50 صباحًا

دنيا الفيلالي / القاهرة
ق : الدكتور فيصل العزام

زمن الانفتاح والمتغيرات وكثرة الفضائيات والثقافات وما أحدثه
الإنترنت من تغيرات في المجتمعات والتقنية المتسارعة في
وسائل الاتصالات جعل العالم ينساب وينصهر كما تنصهر المعادن
في البوتقة بعضه على بعض، أصبحت لا حدود ولا قيود تقف
أمام انتقال الأخبار والمعلومات والفتن والمغريات وفي خضم
ذلك نتساءل عن التربية؟ لأن تربية الأجيال اکثر جوانب المجتمع
عرضة للتغير وهنا حدث تغير كبير في منظومة التربية ومن المهم
هنا الوقوف ومراجعة منظومة التربية للتوافق مع الآثار الناتجة
من زمن الانفتاح.
قبل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كان الطفل يكتسب
القيم من الأسرة ثم المدرسة ثم المجتمع المحيط به، والآن
ظهرت بدائل وتراجع دور الأسرة والمدرسة وحل محلها الأجهزة
الذكية في تربية الأولاد فلذات أكبادنا أصبح التربية والثقافة
يتلقونها من الإنترنت والقنوات الفضائية وشبكات التواصل
الاجتماعي، وهذا ملاحظ في السنوات الأخيرة وجلوسهم لساعات
طويلة أمام هذه الأجهزة نعيش الانتشار الهائل لوسائل التواصل
الاجتماعي والمتناقضات الخطيرة التي يعيشها عالمنا العربي، وما
وصل إليه من ضعف شديد وما يحمله هذا الضعف من مضامین
سيئة يستشعر به الشاب والفتاة وظاهرة الهشاشة التي نشاهدها
في شبابنا ومشاعرهم التي تجرح من أقل شيء ويشعرون
بالإهانة من أصغر كلمة، وظهورهم بالنفسية الضعيفة وهذه
الحالة من الشعور تحطم صلابة المرء النفسية وتجعله عرضه
للتحطيم بالكامل من أول صدمة في الحياة والانفجار المذهل
والسريع للمتناقضات التي تعيشها الأجيال الحالية والقادمة،
والمواقف شبه اليومية التي تتكرر أحيانا يتصل بك أو يرسل لك
رسالة ويشتكي إليك من أزمة اجتاحت حياته وجعلته منهارا وغير
قادر على مواصلة الحياة، هذا شعور الجيل الحالي الذين يعيشون
دور الضحية ومشاعرهم المترفة وصلابتهم الضعيفة، إن الشباب
والفتيات يضخمون المشاكل أي مشكلة في حياتهم لدرجة لا
نتصورها ووصفها بالكارثة وأن المشكلة تفوق قدرة تحمل الشاب
أو الفتاة، تجعله يشعر بالعجز والانهيار ويصفون المشكلة بكلمات
مبالغ في وصفها والواقع غير ذلك. ثم تتفاجأ بأن المشكلة
بسيطة وموقف عادی ومن مواقف الحياة العادية التي يتعرض
لها جميع الناس ولم تستدع هذه المشكلة كل هذا التهويل وعدم
القدرة على التصرف والمشاهد كثيرة والأمثلة التي نشاهدها
وقت ظهور مصطلح التنمر في عالمنا العربي، وعرف بشكل
واسع في وسائل التواصل الاجتماعي وفي غضون سنة واحدة
صار الجميع يشتكي ويبالغ في تقدير التنمر ويعلن أنه تعرض
للتنمر حتى صار مصطلحا جاذبا للمراهقين

مشاركة