الرئيسية أحداث المجتمع الشريط الوردي رمز الامل و الحياة

الشريط الوردي رمز الامل و الحياة

IMG 20211024 WA0047.jpg
كتبه كتب في 25 أكتوبر، 2021 - 9:39 صباحًا


صوت العدالة – فاس

يأتي اكتوبر الوردي من كل عام ليحمل في طياتة استحضارا لقصص سيدات مصابات بسرطان الثدي ،قصص يمتزج فيه الالم و الامل نساء تربص بهن المرض اللعين ،وكيف لا وهو يسلبهن انوثتهن و يجردهن راحة بالهن و سكينتهن ،ويكبلهن بسلاسل من الخوف والتوجس ،ألم يتضاعف بنظرة مجتمع لايرحم بين مشفق و نابذ و جاهل،و الحقيقة أن هاته الاحاسيس لم تات من فراغ بل نتيجة حتمية لما ترسخ في اذهاننا حول مرض السرطان بأنه بداية النهاية يسدل الستار عن كل ماهو جميل في حياة المرأة لدرجة ان الكثير بات ينعته خلسة ب 《المرض الخايب》،مع كل هذا وذاك لابد من التأكيد ان كشف هذا الداء مبكرا يعد حلقة ذهبية في مسار المصابة به،فبين الالم و الامل قصص نساء مصارعات لسرطان الثدي ،قصة حنان سيدة في عقدها الرابع أم لطفل تجاوز الرابعة بقليل لديها اعتقاد راسخ بان السرطان يصيب المسنين او اللائي ليس لهن اطفال بل وانه مرض لا يصيب الا الاخرين فهي في منأى عنه كيف لا وهي الشابة و الام لطفل وأن هاته الكثلة الصغيرة في ثديها لا تعدو كونها شيئا عاديا وستضمحل مع مرور الايام لكن العكس صار صحيحا فالكثلة بدات تكبر و ازداد حجمها و تضاعف و حنان متجاهلة لها وكارهة رؤيتها بل رافضة زيارة الطبيب خوفا من خبر سيء او مصير مبهم ،الى ان سيطر عليها الشحوب و الهزال و بدأ الالم يسري في كل انحاء جسدها ،زارت الطبيب مرغمة مكرهة لينبئها ان الورم خبيث وانه تمكن منها و غرس مخالبه في كل اعضاء جسمها النحيل .لتبدا رحلة العلاج و التي لم تكن طويلة فلم يمهلها المرض كثيرا لتودع الحياة الدنيا تاركة الما و حسرة كبيرين.
قصة اخرى تبدو مغايرة لسيدة تدعى نادية في عقدها الخامس وهي المواظبة على الفحص الدوري كيف لا وهي ممن فقدن الجدة و الام بنفس الداء،لم يكن اكتشافها لكثلة صغيرة جدا في ثديها بالشيء الغريب بل ربما كان متوقعا بثقة عالية توجهت لمركز الكشف وتاكد لديها ان الورم سرطانا في مراحله الاولى وبعد استكمال الفحوصات اللازمة بدات رحلة العلاج وكلها امل وثقة في رعاية الله لها ولطفه ،تجلدت بالصبر و الايمان وجاءت نتائج بعد العلاج لتعلن انتصارها على المرض الفتاك،وان الكشوفات الدورية لن تعدو كونها عادية روتينية .
قصتين مختلفتين تماما لكن مغزاهما واحد هو ضرورة الوعي باهمية الكشف المبكر ،اهمية التحلي بالمعنويات العالية المستمدة من الايمان و الدعم الاسري و المجتمعي كل هذا كفيل ان يحيل هذا المرض من عدو كاسر فتاك الى داء يمكن الانتصار عليه ونعلن حياة وردية مليئة بالامل خالية من الالم.

مشاركة