الرئيسية آراء وأقلام انهم يدوسون على الإرادة الشعبية

انهم يدوسون على الإرادة الشعبية

IMG 20211013 WA0046.jpg
كتبه كتب في 13 أكتوبر، 2021 - 5:52 مساءً

بقلم: ايمان الفناسي

مع تعيين الحكومة الجديدة ستبدأ عجلة التنمية في الدوران وهذا سيلمسه المواطن بقوة في الأيام القليلة القادمة لا لأن أخنوش وحزبه يمتلكون رؤية استراتيجية دقيقة ولا لأنهم قادرون على فهم حاجيات المغاربة ومطالبهم …من يذكر اليوم تقرير ماكنزي القديم الذي قال أن المغرب سيتعرض للسكتة القلبية في أواخر عهد الملك الراحل الحسن الثاني ؟! إن المؤشرات التي اعتمد عليها التقرير الذي أنجزته مؤسسة ماكنزي الشهيرة هي ذاتها التي يمكن الاعتماد عليها اليوم لندق ناقوس الخطر في كل الميادين بدء ا بالاقتصاد ومرورا بالتعليم والصحة ووصولا إلى السلم الاجتماعي الذي يستند أساسا على توافر فرص الشغل وتعزيز القدرة الشرائية لدى الفئات الهشة .
نعود إلى تقرير ماكنزي لنقول أن دوائر النفوذ في المغرب تعاملت معه ببراغماتية كبيرة خاصة بعد إفشال تجربة التناوب التي تسببت في يأس المغاربة من السياسيين ، لقد تكفلت حكومة التقنوقراط التي جاءت بعد التناوب بإصلاح أعطاب اليوسفي ورفاقه لكن هل فشل اليوسفي وبوستة ومن معهما حقيقة في قيادة قاطرة التنمية أم أن تجربتهما أجهضت لغاية في نفس يعقوب؟!
في كل الحكومات التي تعاقبت على تسيير البلاد منذ فجر الاستقلال يمكننا التمييز بين صنفين من الحكومات حكومات ذات سند شعبي تمثل الإرادة الشعبية وأخرى تمثل دوائر القرار أو ما يصطلح على تسميته بالمخزن وعادة ما يكون التحالف مع الحكومات الشعبية تحالفا لحظيا مشروطا مكبلا بقيود ثقيلة لضمان استمرارية المخزن وديمومة مصالحه ،إن الغاية من هذا التحالف كانت دائما تتلخص في سحب السند الشعبي من الطبقة السياسية التي تقود الحكومة وكشف زيف شعاراتها أمام قواعدها حدث هذا مع بقايا الحركة الوطنية في المرحلة التي تلت الاستقلال ثم مع الاتحاد الاشتراكي ، ثم حزب العدالة والتنمية مؤخرا. كل الذين يمثلون الإرادة الشعبية وجدوا أنفسم أمام ألوان من البلوكاج حين تولوا الإدارة والتسيير ثم سيقوا إلى مزبلة التاريخ وكل الذين يمثلون إرادة المخزن فتحت وستفتح أمامهم نوافذ الدعم مشرعة لتحقيق بعض النجاح في تجاربهم في الإدارة وإن كانوا متواجدين فيها دائما، فدوواين الوزارات والمؤسسات العمومية والإدارات الحيوية لا تخلو منهم في أي زمن مهما أسندت مهام التسيير ظاهرا لغيرهم.
إن حكومة أخنوش الحالية تضم نفس الألوان السياسية التي فشلت في تدبير مجموعة من القطاعات في الحكومتين السابقتين لكنها ستستفيد من كل شروط النجاح واليوم من مدينة فاس التي شهدت ميلاد العهد الأخنوشي نرقب باندهاش كيف انطلقت أشغال الترصيف والتبليط المجمدة منذ سنوات (شارع محمد الخامس…)وكيف ستنطلق عجلة الأشغال العمومية قبل مناقشة مشروع الميزانية بل وسنندهش للسرعة التي تراجعت بها نسب الإصابة بكورونا وكيفية رفع الحجر الصحي الذي أنهك البلاد والعباد.
إنها رسالة واحدة علينا أن نفهمها في كل تجربة حكومية سيتبولون على الإرادة الشعبية ، وحدها إرادة المخزن يجب أن تحظى بالتقدير والدعم المباشر وغير المباشر …
سير عالله

مشاركة