الرئيسية آراء وأقلام الجزائر: من البطاطا الى سد النهضة..

الجزائر: من البطاطا الى سد النهضة..

Screenshot 2021 10 26 22 57 05 55 a23b203fd3aafc6dcb84e438dda678b6.jpg
كتبه كتب في 26 أكتوبر، 2021 - 10:58 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي/ رئيس التحرير

في الوقت الذي يعيش المواطن الجزائري حربا مستمرة للحصول على “البطاطا” ،أمام عجز الحكومة المفلسة المشلولة ،على إيجاد حلول ناجعة بعدما أصبح هم المواطن الوحيد هو “مادة البطاطا” التي إرتفع ثمنها إلى 100 د ج ،نجد المئات من الجزائريين ينتظرون في طوابير طويلة جدا من نساء ورجال قاربت المائة متر، قصد الحصول على كيلوغرامات من مادة البطاطا ،زد على هذا،الغلاء الفاحش لباقي المواد الاستهلاكية من زيت وسكر وقمح وحليب،أمام قلة المياه الصالحة للشرب،لدرجة ،تحولت الجزائر العاصمة نفسها الى واحة جافة،تنعدم بها المياه.

أمام هذا الوضع المأساوي ،الذي تعيشه الجارة الشرقية ،والذي يحاول العسكر تصديره للخارج،من خلال خلق عدو خارجي،تتعمد الدبلوماسية الجزائرية جر المواطن للخارج،لتغطية أزماتها الداخلية،من خلال تحركات لوزير الخارجية المشبوهة،اقليميا ودوليا،ٱخرها لعب الوساطة في أزمة سد النهضة.

دخل وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة مؤخرا على ملف سد النهضة،مقترحا لعب دور الوساطة بين مصر والسودان واثيوبيا، محاولا لعب دور بنّاء في ما أسماه ب “تصحيح التصورات الخاطئة لجامعة الدول العربية بشأن سد النهضة“.

ويوم السبت الاخير ،أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في تصريح لـRT ، أن ملف سد النهضة الإثيوبي معقد وبه جوانب سياسية تعيق التوصل إلى الحل المنشود،مضيفا  إن الاتصالات متواصلة والدول الثلاث قطعت أشواطا نحو الحل.

تصربح العمامرة الغريب، جعل المصريون يعتبرونه يمس بمصالح الفراعنة،ويرجح كفة اثيوبيا،بل ويظهر جليا الموقف الحقيقي للجزائر من القضية برمتها،واصطفافها الظاهر الى جانب أثيوبيا،عكس ما ادعت الجزائر في بداية الأمر، لما ادعت ،أنها ستحافظ على موقفها الحيادي من الأزمة، وأن هذا الموقف يساهم في الوقت الراهن بقبولها كوسيط من قبل إثيوبيا، في حين أن مصر والسودان لن يرفضا أي دور إيجابي من أجل الاتفاق على الأطر التي أعلنت عنها أكثر من مرة.

ورحب الإعلام المصري بوساطة الجزائر في بداية الأمر ، معتبرا أن زيارة المعامرة، الذي يتمتع بخبرة طويلة ومعرفة بالقضايا الإفريقية، إلى مصر تأتي بإطار مبادرة جزائرية لتقريب وجهات النظر بين دول مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.

لكن،تصريح العمامرة الأخير،بعثر كل الأوراق،وجعل الإعلام المصري،يراجع حساباته،ويقف على حقائق صادمة،مفادها،أن الجزائر صغيرة على أن تلعب دور الوساطة بين دول ،أحدها ،دولة كبيرة بتاريخها واقتصادها،والأفضل لها،أن تهتم بمشاكلها الداخلية ومشاكلها مع الجيران،المغرب،تونس،ليببا.

وتساءل الإعلام المصري،ماذا ننتظر من دولة ،قاداتها ،لا يستطيعون توفير البطاطا للمواطنين،ولا حتى لتر من الحليب والماء الصالح للشرب،ولا حتى قادرة على معالجة مشاكلها مع المغرب…؟

ودعا الإعلام المصري،المسؤولين،بالتربث،وعدم الوثوق في الجزائر،لأن العمامرة يخدم أجندة روسية بالمنطقة،وله أجندة واضحة ،لاختراق العمق الافريقي،بعدما، يئس العسكر من إستمالة القادة بافريقيا والعرب لدعم المخطط الانفصالي الارهابي بالمنطقة

مشاركة