الرئيسية آراء وأقلام الجزائر: النظام العسكري فقد البوصلة

الجزائر: النظام العسكري فقد البوصلة

1 1358447.jpg
كتبه كتب في 13 أكتوبر، 2021 - 3:01 مساءً

بقلم: عبد السلام اسريفي

صرنا نعيش يوميا على حماقات وخزعبلات النظام الجزائري العسكري،الذي يظهر أنه فقد البوصلة ولم بعد يفرق ما بين السيادة والسياسة.

فتجده يتفنن في اختيار التهم الموجهة للمغرب،بل بات مدمنات على تصدير التهم للمغرب،متجاهلا عن قصد هموم المواطن الجزائري،الذي ينتظر يوميا في طوابير طويلة الخبز والحليب ،في غياب مرعب للماء الصالح للشرب والخضر وأحيانا كثيرة،يقضي أيام طويلة في انتظار ما قد يجود به سنبور معلق وسط المطبخ.

فمرة يتهم المغرب بتصدير الجراد للجزائر لسحق الخضرة وقتل النباتات والمنتوجات الفلاحية،ومرة يتهمه بتصدير المخدرات لقتل الشباب وتعطيل الفكر الجزائري،ومرة يتهم المغرب بالتجسس على القيادات وما يسميه بالشخصيات العسكرية للنيل منهم ومن استقرار البلاد،ومرة يتهم الدولة بالنسبه في إشعال الحرائق بمنطقة القبائل،ومرة في قتل عشب ملعب لكرة القدم ،والباقي سيأتي بالطبع…

تصرف العسكر الجزائري بهذا الشكل،له تفسير يتيم ،هو أنه فقد فعلا البوصلة،وصار يضرب شمالا وجنوبا،شرقا وغربا للتغطية على فشله في تدبير شؤون الجزائر،وإخراجها من ظلمات الفقر والانتظار،رغم،أن البلاد لها مداخيل مهمة من عائدات البترول والغاز الطبيعي.

فالنظام العسكري،الذي يضع على الواجب ،الرئيس عبد المجيد تبون،يعلم ،أن المغرب،كدولة، ماضية في تقدمها،في انفتاحها على شركاء جدد،بمنطق رابح رابح،بغض النظر على الموقع والتحالفات القديمة، خصوصا انجلترا واسرائيل،وقريبا شركاء جدد،فضلوا لغة المصالح على لغة المواقف والتحالفات.

لذلك،فالشعب الجزائري،الغيور على وطنه،يع كل الوعي،بالوضع المأساوي الذي تتخبط فيه البلاد،لكن،قمع العسكر وسياسة التجويع،تجعله يتراجع للوراء ومتابعة ما قد تسفر عنه سياسة تبون الداخلية،في انتظار انفراج ،قد يساعد في نجاح الحراك الشعبي الحر.

فلا يعقل،أن يصدق المواطن الجزائري مبررات النظام العسكري،والتهم التي يصدرها للرباط،لأنه يعلم،أن الوضع الداخلي غير مريح،والوضع المعيشي غير مستقر،والأمن الغذائي مهدد من قبل سياسة تعتمد تصدير الأزمات للخارج ،خصوصا للمغرب،لوجود حساسية وحقد دفين لما تبقى من أصدقاء تبون .

ويشن مجموعة كبيرة من الجزائريين الأحرار على صفحاتهم وقنواتهم حربا على النظام العسكري،بسبب الوضع المزري الذي باتت عليه البلاد،والأزمة الاقتصادية الخانقة المترتبة على سوء تدبير العسكر للموارد المالية للدولة،حيث يعتبر الكثير من المهتمين،أن الجري وراء التسلح على حساب المعيش اليومي للمواطن،ينم عن وجود سوء نية لدى العسكر،الذي خلق عدوا ونحث لنفسه تمثالا عملاقا،سماه القوة الضاربة…متناسيا،أن الشعب الجزائري لا يهمه ما يفكر فيه العسكر اتجاه الآخرين،في ظل وجود أزمة اقتصادية خانقة،خصاص مهول في المواد الغذائية،غلاء فاحش في كل المواد،وتسيب غير مبرر في جل القطاعات،بشكل يؤكد على وجود فوضى داخل الحكومة الحالية،التي انساقت وراء خرافات العسكر .

فالشعب الجزائري،الذي يعرف عليه النباهة والغيرة،مطالب بعدم الانسياق وراء حماقات العسكر،والضغط من موقعه لتحسين شروط العيش الكريم،والتخلص من الساعات الطوال التي يقضيها وهو ينتظر الحليب والخبز وقطرة ماء.

مشاركة