الرئيسية آراء وأقلام مذكرات نور الدين الرياحي نزهة الاحد رقم (31) “أعياد عرش مجيدة لجلالة الملك و لكل المغاربة”

مذكرات نور الدين الرياحي نزهة الاحد رقم (31) “أعياد عرش مجيدة لجلالة الملك و لكل المغاربة”

IMG 20210801 WA0148.jpg
كتبه كتب في 1 أغسطس، 2021 - 3:03 مساءً

لو وضع جلالة الملك محمد السادس نصره الله في كفة و العالم كله في كفة أخرى فإن المغاربة سييفضلون الأولى على الثانية و لو كلفهم ذلك أرواحهم كلها و هو ينقذهم بعد الله من كرونا و يمد يد السلام و التعاون و الاخوة و التضامن و الامل إلى الجميع .

كما كان يضرب المثل في إنجلترا:
لو وضع تراث شكسبير في كفة و الهند في كفة امام الانجليز فإنهم لا شك يفضلون الأولى على الثانية و لو ماتو جوعا .

                                   بقلم نور الدين الرياحي 

كنت قرأت مقالا قديما نشرته احدى المجلات القديمة يوم كانت قراءة المقالات تكلفنا الذهاب الى مكتبات الكتب المستعملة و البحث الطويل فيها على هذه المجلات بكافة اللغات ، لأنها كانت تخرج اما بصفة دورية فتذهب المواضيع التي كانت أسبوعية او شهرية بمجرد خروج الاعداد الجديدة ، و تصبح المواضيع القديمة كنوزا يجب النبش عليها ، و كان المقال لسيناتور أمريكي في مجلة ريدر ديجيست ‘READERS’Digest و نسختها العربية المختار و التي صدر اول عدد منها عام 1922 و يتذكر طلبة الدار البيضاء باننا لم نكن نجد اعدادها القديمة الا عند با بوعزة الكتبي في البحيرة وراء باب مراكش ، و كان يعرف قيمتها و يبيع لنا الاعداد القديمة احيانا اغلى من اثمنة اعدادها الجديدة رحمه الله .

و السيناتور و رجل أعمال و الاديب الامريكي كاتب المقال في نفس الوقت، كان يجسد بمقالاته هو و غيره ثقافة خاصة يقوم التعليم في الدول المتقدمة يقوم على ركائزها و هي تعليم التجارب الناجحة و الإبتعاد عن التجارب الفاشلة ،.

و كانت و لا زالت الجامعات و الصحف و المجلات و برامج الاذاعات و التلفزة تفتح ابوابها و صفحاتها لبرامج الحديث عن التجارب كدروس للطلبة في كل ميادين التعليم ، و لما كانت تغيب عن جامعاتنا هذه المناهج كنا نبحث عليها شبابا و مراهقين في المكتبات القديمة للإطلاع عليها .

و دائما مع السيناتور الامريكي الذي نشرت له المجلة مقالا لا زلت اذكر عنوانه :

عندما تحول الفشل و الخيبة و الألم إلى سلم للنجاح .

و يحكي هذا السيناتور و رجل الاعمال كيف طرد من التعليم الجامعي بعدما عجزت والدته عن اداء رسومه ، و كيف استطاع ان يعمل في سن صغيرة و يتعلم ، و كيف عمل مع احد المحامين في بدايته و كيف ربح قضيته الأولى و كيف تحولت حياته من فشل إلى نجاح بسبب إصراره على أن يحول كل درجة في الفشل إلى قطعة من السلم يضع رجله عليها ليصعد و يكتشف بصعوده ان عالما آخر لم يكن في وسعه رؤيته موجود ، فقط كان السلم وحده هو ما ينقص لاكتشاف عالم النجاح.

و تكلم لما كان تحت السلم الذي لم يضع فيه رجله و تكلم على المشاريع التي خلقها بواسطة هذا السلم و التي اذرت عليه ثروة كبيرة رصد جزءا منها للاعمال الخيرية .

وقد زاد من اصراري ان افيق اليوم حسب أحوال السهر باكرا يوم الأحد ، بعد أن اصبح هذا الالتزام المعنوي بكتابة نزهة الاحد ، التي اصبح ينتظرها معي عددا من القارءات و القراء الاعزاء و يناقشوها معي طوال اسبوع عوض القضايا القانونية و الفلاحية و العائلية ، التي تستغرق وقتي عادة ، و قد اصبحت من خلال هذه المناقشات التي تأخذ دائما من وقت ام الورود و وورودها و احتجاج براعمها على الغياب و البعد على اللعب معهم ، و اصبحت أجد في خلوتي ، لذة ما بعدها لذة في تبادل افكار النزهة و تعليقاتها و اشعارها مع من تكبد عناء قراءتها و مناقشتها ، فلم تصبح نزهة احد بل اصبحت نزهة اسبوع حتى الاسبوع الموالي و بذلك اصبحت بالنسبة لكاتبها نزهة ما تبقى من العمر ان شاء الله طوال الاسبوع كله و انا اتواصل مع من أحب.

و اشكر كل المشاركين و المشاركات من قريب أو بعيد على المساهمة في نقاشها و التحليق في سماوات فكرها البديع الذي احاول ان اختاره بعناية لهم في مواضعها.

و هكذا اصبحت هذه النزهة في زمن كرونا و دلتا نوعا من الهروب من التفكير في مآسي هذه الجائحة و لو لبعض الوقت في انتظار ان يرفع الله على الانسانية هذا الوباء الذي حرمنا من مباهج الحياة و غيرها تغييرا لا يسعنا الا ان نحمد الله عليه رغم هذا الحرمان .

وقد استمعنا البارحة إلى خطاب العرش و الذي أبى جلالة الملك محمد السادس نصره الله بقدر ما دعا المغاربة إلى التمسك باليقظة تجاه هذا الوباء اللعين بقدر ما زرع في نفوسنا امل الأمن الصحي الذي اتخذته بلادنا هدفا مستفيدة من ظروف كرونا ، و دعوة جلالته إلى جيراننا معتبرا باننا توأمان و هو خير تعبير لما يجمعنا بينهم، و مد يد السلام و الاخوة في وقت ما أحوج الاخوة الى هذه الشجاعة و الحكمة و بعد النظر و النصيحة إلى مائدة السلام و التعاون و فتح جسر الاخوة ، .

و هي كلها دعوات أبى جلالته ان يدخل على شعبه الفرح بواسطتها في ظرف عصيب ، الذي رغم كل الصعوبات فقد استطاعت بلادنا ان تتصدر الصفوف الأولى في التلقيح من بين الدول المتقدمة .

و هذا الورش اليوم في العالم هو المعيار الوحيد للتقدم اذ ان تحصين الشعوب بواسطة التلقيح هو الهاجس الأول قبل الاقتصاد و قبل أي شيئ آخر .

و نحن نرى يوميا المئات من الموتى في دول غير بعيدة عنا بسبب التأخر في التلقيح ، و هو ما جعل بلادنا رغم كل الظروف ان تستفيد من النسبة المتقدمة لاعداد الملقحين و ينقص عدد الضحايا بكثير مقارنة مع دول أكثر حتى تقدما و اقتصادا و إمكانيات من بلادنا .

لكن جهود جلالة الملك و عطفه على رعاياه و جهود الطاقم الطبي المغربي و رجالاته و نسائه في كافة المؤسسات و الميادين ، و في وقت الشدة تمتحن الوطنية، جنبت بلادنا و لله الحمد الأخطر و الأسوأ كما نراه يوميا في دول أخرى.

و اذا كان فضل بعد الله سبحانه و تعالى فهو لجلالته عندما استبق بحنانه و عطفه الابوي على شعبه و هو ما نفذ البارحة إلى قلوبنا مباشرة و هو يعتبر بانه يعيش الجائحة و يعتبر كل مصاب فيها كأحد من ابنائه و بناته ، لقد كان و لا زال جلالته من بين اول مدبري الازمة العالمية و الحصول على العدد الكافي من التلقيحات و الاستفادة منها بشكل ديمقراطي لا فرق بين غني و فقير و لا صاحب سلطة و جاه ومال و رجل أو امرأة من سواد الامة بل كان أول من أعطى الانطلاقة بالتلقيح هو بنفسه و هي رسالة واضحة من أجل وضع حد لاي تشكيك في فعالية التلقيح و كل ذلك في وقته و الذي اكدته الأحداث بعد ذلك . وتلقف المغاربة بحسهم العميق لتلك الرابطة التي تجمعهم مع ملوكهم، الرسالة ، و هبوا افرادا و جماعات الى مراكز التلقيح ، لأن الثقة بينهم و بين عاهلهم اكبر حتى من التلقيح نفسه و لولا ذلك لكنا اليوم في وضعية دول أخرى بقيت تتأرجح بين فاعلية التلقيح و تعطيله حتى غرقت السفينة و لم يبق وقت و لا مال و لا تلقيح و اصبحنا مع الاسف الشديد نرثي لحالها و حال حكامها و شعوبها و هي ليست بالبعيدة منا ، نطلب من الله السلامة .

و لم يفرق التلقيح بين احد الا ما اقتضته المصلحة الطبية للجميع من تفضيل ،و املاه برتكول لجنة علمية مختصة .

و لا ينكر الجميل الا جاحد و من لا يشكر الناس لا يشكر الله : فشكرا جلالة الملك.
أمرتم و نفذ أمركم المطاع و لقحت شعبكم ، و سدد المولى سبحانه خطاكم .
فكان المتنبي يخاطب جلالتكم :

.إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعاً
مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ

وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ
كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ

تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً
وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ

و رغم ما وقع بعد عيد الأضحى من عدم احترام الاجراءات الاحترازية بسبب قدسية العيد عند المغاربة ، فان النتائج كانت تكون أكثر سوءا لولا تلك النسبة الكبيرة من الملقحين التي وفر لها التلقيح في وقته.

، و لربما سوف تكون بلادنا بفضل هذه الاستباقية ، التي لم تجئ من لا شيئ و انما مما يحظى به المغرب من علاقات دولية وازنة و سياسة حكيمة لملكه مكنته من الاستفادة من التلقيح في وقته و لا زال ،.

رغم صعوبة الحصول عليه، و التي لم يكن التوفر على المال وحده كافيا للتزود بها بل كان يجب ان يكون الشعب الذي يطلبها أمة كالامة المغربية و ان يكون نظام حكمه ملكية متجذرة في التاريخ كالملكية المغربية و سياسة رشيدة و علاقات دولية في مستوى بلادنا و تضحيات جسام من أمة بكافة مشاربها ، تحت قيادة ملوك عظام .

في الوقت الذي عجزت دول أخرى في العالم رغم امكانياتها و اقتصادياتها المتطورة و امكانياتها المتعددة على ضمان ولو تلقيح عشر من ساكنتها .

و هو انجاز يجب على كل متتبع ان يقف وقفة إجلال و شكر و إخلاص لمن حققه و يدعو لجلالته الله بطول العمر حتى يرى شعبه يرفل في حلل السعادة و الرفاهية و التقدم و الازدهار الذي يريده له .

و لا ادري لماذا لا يتطرق الاعلام بكافة مشاربه بالتعريف بهذا الإنجاز العبقري الذي هو حدث الساعة اليوم و يفسره بكثير من الثناء و الشكر و الاعتبار و العناية و يظهر المجهود الذي بذل من أجل أن يكون المغرب اليوم من الدول الأولى في العالم التي تمكنت من تلقيح غالبية سكانها و ستشرع قريبا في تلقيح اصحاب سن العشرين في الوقت الذي لا زالت غالبية الدول لم تلقح حتى طاقمها الطبي المتواجد في الصفوف الامامية لحرب كوفيد !!!!

لذلك اعتبرنا ان الامل الذي بشر به جلالة الملك المغاربة يستحق التوقف عليه و التعريف به في هذه النزهة ، و اعتباره من درجات سلم النجاح الذي سوف تتحول معه كرونا و دلتا من حدث سلبي إلى حدث إيجابي بإذن الله و ارادة جلالة الملك و شعبه الوفي في المستقبل. ..

و نرجع الى شكسبير الذي يحلو لكل من يدافع على الحرية ان يتغنى باسمه كمدافع عليها و لا يعلم اي واحد منا كيف بقي البشر متعلقا بهذه العبقرية ، و الجواب سهل جدا عند الاطلاع على ما كتبه فليس الشيوخ وحدهم و الحكماء هم من يتطلع الى ابداعاته و لكن كذلك الشباب ،

لأن ما يناقشه و يعرضه على قرائه يتعلق بالنفس البشرية ، فيشعر كل واحد منا كيف ما كان طيفه بانه متجسد في كتاباته و مسرحياته و اشعاره كشخص و انسان .

ففي الذكرى الاربع مائة له نظم في 2012 فكرة رائعة سموها الاولمبياد الثقافية أسوة بالاولمياد الرياضية التي ما احوجنا الى مثلها لتفتح الاذهان على الثقافات .

Olymbiade culturelle

دامت ست اسابيع عرضت فيها 37 مسرحية ب 37 لغة بما فيها لغة الاشارات لمن لا يسمع كذلك و أسمعت كلمات شكسبير كما قال المتنبي حتى من به صمم بالإشارات.

و حج في سنة 2014 حجيج كبير الى مسقط رأسه في الذكرى 450 لازدياده في تلك المدينة الصغيرة التي خلد اسمها عوض ان تخلد اسمه ففي

Stratford-upon-Avon

زار الحجاج ليس فقط منزله و لكن كل ما يمت الى حياته و حياة عائلته و ممتلكاته بصلة درجة ان الانجليز أبناء جلدته لا يشكون ابدا بما يسمونه الاهتمام الذي تعدى مقاييس الاعجاب و يحلو لهم ان يموتوا ب over dose شكسبير الى جانب باقي المهتمين بثقافته .

فما هو سبب اهتمام الانجليز به ؟

أنه فقط عزف على وترهم الحساس و هو يهتم بذلك الغالي النفيس عندهم الذي هو الحرية.

فهو يعلمهم كيف يكونوا احرارا بذلك المفهوم الذي عبر عنه في أعمال الدراما و المسرحيات و الاشعار و الكوميديات ، و هو تحقيق الحياة بصفة شمولية و بوعي و التعبير عن المشاعر و الاحساسات في نفس الوقت كشخص و كمواطن .

و هو يرسل إشارات واضحة عن طريق شخصيات مسرحياته و قصصه ، فهؤلاء الابطال يتصارعون من أجل تحقيق رغباتهم في الحرية الشخصية كمواطنين .

و كمثال على ذلك ضرب النقاد مثالا لشخصية روزاليندا في

Rosalinde

comme il vous plaira . as you like .كما تريد او كما تهوى ، فقد اختلفت ترجماتها ، و لم يختلف كنهها .

فهذه المسرحية بطلتها روزاليند شخصية عادية تكاد تكون ساذجة بالرغم من جمالها و نشأتها في منشأ تحكمه قوانين الدوقية الصارمة ( من الدوق ) مسرحها غابة اردين الفرنسية تحيى حياتها بالحرية التي تطلعت اليها وفي ذلك عدة دلالات .

فروزاليند الجميلة و التي مثل دورها عدد كبير من النجمات السينيمائيات العالميات و لا زال إلى يومنا هذا و حتى قبيل إغلاق المسارح بسبب كرونا منذ عام و نصف بسبب كرونا كانت و لا زالت شخصيتها تعرض على خشبات المسرح و هي تقول :

IILOVE NOT MAN LESS,BUT NATURE MORE .

je n aime moins l homme , mais j aime davantage la nature

أنا لا أحب الرجل أقل ، ولكن الطبيعة أكثر.

فهي كما عبر شكسبير كنموذج لتلك الشابة الجميلة المطوقة بواجب تحفظ عائلتها الدوقية ، في قرارة نفسها تحب الرجل كذلك كل ما في الأمر أن حب الطبيعة أكثر منه .

لكن عندما تجد الرجل الذي يهوى الطبيعة و الغاب و البحر و التراب و الخيل و الحرث و الزرع و مياه البحيرات و يتذوق رائحة التراب شتاء و صيفا ، فهي تحب حبين ربما كرابعة العدوية عندما قالت متصوفة :

أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ

وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك

فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ

فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ

وامّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ

فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ

لذلك كانت روزاليند الجميلة تردد ربما مع عباس محمود العقاد الذي تأثر كذلك بشكسبير و الذي احب في حياته كلها امرأتين سارة و مي زيادة و تحدث عنهما كحديث شكسبير في تعريف هذه العلاقة التي تجمع مع أي امرأة و رجل و سئل عنها و أجاب و هو أكبر من تجول في الكتب و الثقافات العالمية بمختلف مشاربها حتى أضعف نظره بالقراءة الطويلة و الكتابة بتعريفه المختصر :

( اننا لا نحب حين نختار ، و لا نختار حين نحب ، و اننا مع القضاء و القدر حين نولد و حين نحب و حين نموت . لان الحياة و فقد الحياة هي اطوار العمر التي تملك الانسان ، و لا يملكها الانسان) .انتهى قول العقاد .

لذلك يجب ان نعلم بان ليس للانسان اي ذنب في اختيار من يحب فهو الحاجة الوحيدة التي يختارها الانسان حتى و لو كان فيها حتفه و يذهب اليها مضحيا بكل شيئ دون استخدام حتى قدراته الفكرية و تعقله ، و هو يلتقي في ذلك مع القصة و الفيلم الجميل الذي سيطر على السينيما الأمريكية و العالمية

les oiseaux se cachent pour mourir

العصافير تختبئ لتموت ،

و الذي اعتبره مع فيلم ذهب مع الريح من أعظم الأفلام المعاصرة إخراجا و سيناريو و اداء و ممثلين و طبيعة ،

حين قالت بطلة الفيلم ميجي لراهب بريكاسار المسكين غاضبة :

ان التردد في الاختيار هو مأساة الحب . يجب الاختيار وقت الذي يجب فيه ذلك . و عاتبته أنه فضل الكنيسة على الحب . و لم يختر بينهما .

و اجابها في ذلكم المنظر الجميل و هي بين ذراعيه وسط طبيعة استرالية خلابة و وسط الزهور مرتديا جبة الراهب جالسا على كرسي متهالك القوى بعدما علم بان ابنها الذي مات هو ابنه.

و بانه القطعة التي خطفتها منه لتحتفظ بحبه و تراه فيه ، خلسة في لحظة حب ، دون ان تعترف له بذلك طوال حياته فخطفها القدر منها .

فاجابها بقوله الذي حفظناه من شدة ما اعدنا الفيلم :

ان العصفور عندما يعشق زهرة الاكاسيا الجميلة ذات الشوكة الطويلة و يتجه اليها و تدخل صدره الصغير و تدميه ، و يغرد من الألم ، كان يعرف حتفه و مع ذلك اتجه اليها و ادمت قلبه ، و غرد و سمع الناس تغريده، و لكن ظن الجميع بانه تغريد فرح ،في حين أنه آخر تغريد له في الحياة و نزلت دموع البطلة ميجي و نزلت دموع رالف و احتضنته لتجده جثة هامدة بين يديها لتنتهي القصة التي ملأت الدنيا و شغلت الناس بعد شكسبير.

بنفس الصورة التي صور بها العباقرة اكبر عاطفة إنسانية في الوجود .

         يتبع الجزء الثالث ان شاء الله .

مذكرات نور الدين الرياحي

نزهة الاحد رقم 31

فاتح غشت 2021

مشاركة