الرئيسية آراء وأقلام سفر إلى الذات

سفر إلى الذات

FB IMG 1617271889027.jpg
كتبه كتب في 9 أغسطس، 2021 - 9:35 صباحًا


بقلم
هند بومديان

  • أفتقدني يا أنا…!
    و لأنني هناك أرسم تفاصيل الليل دوني و أبكي، وأخلق القصص لأشياء ،
    أوشك على خوضها معي ، أنتظرها
    ثم أخوضها بالشكل الذي تأتي به
    أرسمني بين السمارة والرعاة الفتية والزرع ، السادة والشيوخ أرسم صوتي على النايات و أجدني في أغانيهم ، في ترانيم الشعراء تراتيل المنشدين خرير المياه ، و أنين السواقي…
    لكني لا أجدني فيمن يمر بي
    شاردة ولا أطالبني أن آتي كما أشاء , أكتفي بتصوري قرب ذاتي،
    وأبتسم .
    كخصلة ترشح بعطرهم وبعض الخزامى و رسائل تنام على وجنة القمر لا بل خد الذكرى أظنها تكفيني…
    أراوغ اللحظات سهوا و أنزل للأرض
    وأصعد للأعلى بنفسي نحو السماء لا أكثر …
    هناك حيث صنعت لأجلي شيئا آخر !!!
    شيئًا وقع في قلبي للأبد، كالضياع مثلا…
    شيئا عاديا جدا لكنه في اللحظة المناسبة…
    أنت حمقاء يا أنا، بل أنت في الواقع مجنونة يا هند !…
    كيف استبد بـك الخيـال إلى هذا الحد ؟
    لقد وعدتني بأن أكون طيفا … لكن سرعان ما أنقلبت إلى خيال ، لا عقل له ولا إدراك .
    أأُسرفك يا أنا ؟
    أأُغنيك ياأنتِ ؟
    بسمفونيات الألم المدفون … أم ماذا يا مجنونة ؟ !
    أمممم … أتعلمين !
    كنت أُريدك اللإنتهاء … كنت أُريدك السماء و الضياع و السراب .
    تبا قلي يا أناي … :
    أأختصر روحي أم أختصرك حتى أسافر إلى ذاتي ؟!
    فقط أعيدوا إلى وطن الروح السنونوات المهاجرة، و أيقظوا بذاكرتي رائحة القهوة و نادوا على ساعي الأحلام أن يحضر مكاتيبي العتيقة، ولطخوا الطرقات بعطر الإياب كي أستطيع العودة لأحضاني .
    بسهام حروف الكبرياء، أقول في داخلي شوقٌ يتنفسُ مني .. يقتلني على مهل .
    بغرور أجبت …. فقلت في داخلي ثورة أنا، و طبعي التمرد أيها العالم…
    سأضع جسدي في معزل مني وأتمتم يا ” هند ” أنت سراب ، و جزء من الوهم صعب أن يصدقك العقل، و تستوعبك الذات .
    و أنتظرت…
    أجل هناك أنتظرت ………
    ف اجتاحني الحنين مع بزوغ الفجر،
    لتزورني الذكريات على هيئة صرخات…
    توقظ الألم من غفوته …
    تارة…. تبدو الأشياء الصغيرة متشابهة عندما أغيب ..
    فالأيام كلها يوم واحدة، وبحة الاسماء متداخلة، حتى حروف الهجاء عليلة ..
    وحده نبضي من فزع، و أصبح ك خيول الأندلس يوم الرحيل حين بلغ منتهاه ..
    أجل أندلسية أنا متهالكة، تود
    أن توقظها أجراس اللهفة ..
    فلا أطيل المكوث هناك، أنا و أوراقي وكل قصائدي، وأصيص الحبق، لم نبرح زقاق اللقاء .
    يدثرني كف اللقاء بلمسة حنان، كغيمة شاردة تمر بحلمي، تلهج الروح للمعة ومض وانبلاج نور وسط الضياع، وعطر وردة حمراء، تناغش سريرتي، و للروح في لغة التيه آلالاف الحكايات، و في شغف الوجد
    الخصب الدافىء نور و نار يشق المساء ، يأثث الاحلام…
    يا ذاتي، يا برعم اللهفة بداخلي، رفقا برعشة رمش، أهاته تريق شهوة السماء لاحتضان الغمام…
    أنت بل أنا،
    إدمان .. و جوارحي مني سُكارى
    نبيذ معتق .. أفسد عقلي , و أعصابي , وبدائيتي
    و بت أتوه فيه توقدا و هذيان .. شرودا و أحزان..
    حتى في صحوتي، أهذي
    وأزف رسائلي لروحي، لأني أكتب إلي إحتضارا…
    س أخبرني يا أنا،
    أنني ضالة العمر ، وحلم السنين ، و كل الفراغ ملأ دنياي وعالمي ….. فعكفت عليه الليالي ، ثم أفرغت به أحلامي ومُثلي .
    فأمنت مرتله ….
    أجل أنا …!
    و يستحيل أن أخطئ .. أراني في كل شيء ولست أنطوي عن مُثلي ، أحملني معي حيثما توجهت .
    عرفت منذ الأبد أنني غريبة …
    ولم أخطئ قط في توقعاتي … ولا أخطأت أبدا فيها .
    بنشوة عامرة ، وذهول هنيء ، أغمضت عيني ، ورحت أحلم بأنني وجدتك يا أناي …
    رأيت الدنيا كلها نشيداً جديداً… فريدا… غريبا…. سماوي النغم ، يهتف به كياني بملء إيماني،
    أنني أنا …
    ولم أكن مخدوعة، ولست بالواهمة . …
    ألهث وراء يومي تحت وطأة الماضي، و وحدتي باثت تبهرني ، تفقدني أحيانا توازني، تصلب مشاعري مرات ، و مرات، على مرآة الحياة ، تائهة عن الآتي، فأظل قابعة ، خارج الفصول…
    دعيني يا عزلتي، أنتشي بلحظاتي، أتسلى بمجريات أحلامي ، لأبلغ مداها اللانهائي..
    أسبر أغوار صمتي، وأفقه معالم ذاتي، بعيدا عن ظلال الأوهام، وحطام التفاصيل لتنجلي، بلاهة الانزواء و تنطفئ ، حرقةُ السُّؤال…
    أنا بعيني ..
    كما عرفتني ، وكما تمثلتني الطبيعة…
    وكما أقترحت علي السماء أن أكون .
    و حتى إِن حن فيا ذلك البريق المنكسر …. ربما أضطجع قرب الفجر بحلمي على عكازه التعب…
    وأشكي لرب الكون إن عزّت علي معانقة روحي وعـز مني الوصال للذاتي وحرم الطلب س أخلد في ذاتي للأبد……
مشاركة