الرئيسية آراء وأقلام الطفولة و المراهقة..أية مقاربة في التربية؟ الطاهر مورتجين.

الطفولة و المراهقة..أية مقاربة في التربية؟ الطاهر مورتجين.

IMG 20210709 WA0013.jpg
كتبه كتب في 9 يوليو، 2021 - 12:01 مساءً

أستاذ باحث في علم الاجتماع
يمثل الاطفال و المراهقون المستقبل الواعد لكل مجتمع من المجتمعات ,فالطفولة و المراهقة مرحلتان مهمتان تمثلان موضوعا حيويا و هاما بما للكلمة من معنى و للعبارة من دلالة.و على هذا أساس هذا المنظور فانهما تكونان الحلم الأكيد ,يعقد عليه كل مجتمع اماله المستقبلية و طموحاته بحثا عن الانتاجية و التفوق.
فتقدم المجتمع يقاس بمدى اهتمامه و رعايته و تنشئته لأطفاله و مراهقيه بحكم أن المجتمعات ترتقي أساسا بفضل عنصرها البشري .لذا يشكل الأطفال و المراهقون المرجعية الاساسية للمستقبل كذوات و شخصيات فاعلة تمثل تركيبا اجتماعيا ينشد التغيير و يحلم بغد أفضل .ولما الامر كذلك فالمجتمع المتخلف تخلف في رعاية و تنشئة الاطفال و المراهقين.
ينظر المراهق و الشاب دائما نظرة أمل في المستقبل وهذا أمر طبيعي لكل واحد منهما سوي التركيب و النفسية,مليئة بالحيوية و التفاؤل ,متشبعا بكل ما اكتسبه وتعلمه من قيم حميدة و تربية حسنة وتمثله من سلوك مدني.
ان التوجه الحكيم في مسألة تنشئة الأجيال يدعو في عمقه و جوهره الى تنشئة الاجيال الصاعدة على فطرة النمو و الارتقاء و التطور مع ضرورة تجاوز السلبي من مرحلة الجيل الذي سبقه. يتأسس هذا التصور على التحديث دون القطيعة و يروم ادكاء الاحتفاظ بالموروث العادتي و التقاليدي الحسن و يفسح المجال لتحقيق التجاوز الذي يحدث بفعل أجيال الطفولة و المراهقة, فاعادة التربية و التنشئة الاجتماعية بنفس المعايير معناه الركوض و توقف نمو المجتمع الطبيعي .انه الاجترار و التقليد و التخشب
نمط التربية و التنشئة الاجتماعية محددان أساسيان لنوعية الطفولة و المراهقة و بالتالي للشباب,فشخصية الراشد يتحدد تكوينها و ترسم معالمها في السنوات الاولى من حياة الفرد. بهذا الخصوص يؤكد علم النفس التربوي و علم النفس الطفل أن مرحلة الطفولة محدد أساسي لميولات الطفل و المراهق و حاجاته وتنمية ميولاته,و دكاءاته وصقل مواهبه و ابراز ابداعاته شريطة نمو سليم و اهتمام صحيح و تنشئة اجتماعية سوية
ولما كان الطفل قادرا على التمييز بناء على فطرته و ما اكتسبه من البيئة الاجتماعية التي يترعرع فيها بين الحسن و القبيح ,و لكي يكون مستجيبا لما يطلب منه متفاعلا ايجابا ,اعتمادا على تواصله البريئ و علاقاته الاجتماعية لابد من بناء علاقة ثقة معه سواء داخل الاسرة أو خارجها بمختلف المؤسسات الاجتماعية,و المؤسسة التعليمية خصوصا.
تقوم هذه العلاقة على الاحترام و الحق في السؤال مبنية على التحاور والتشارك و التحسيس بالمسؤولية و اذا كان حسب علم الاجتماع النتيجة تستمد قوتها من السبب فلتكن تربية الاطفال ورعاية المراهقين وفق اسس صحيحة واليات منسجمة و طبيعة سنهم ونموهم ملبية لمتطلباتهم المعقولة حريصة على النتاغم و قدراتهم العقلية و الادراكية تقديرا لذواتهم فمن الاقوال المخلدة لغاندي أفضل المعلمين الاطفال فعلينا حبهم وتقبلهم وتوجيههم مع ضرورة تحبيبنا لهم بتواصل لطيف رحيم فالمجتمع مليئ بالاعطاب لدرجة نكاد نصدق ان الجريمة ظاهرة اجتماعية سليمة .
فالتربية حقيقة علمية , في مجتمعنا تشوبها جملة من الاخطاء وجب تصحيحها .

مشاركة