الرئيسية أحداث المجتمع ولا عبد الواحد ماشي كلهم واحد

ولا عبد الواحد ماشي كلهم واحد

IMG 20210613 WA0055.jpg
كتبه كتب في 13 يونيو، 2021 - 4:13 مساءً

صوت العدالة – فوزي حضري

ولاد عبد الواحد كلهم واحد ، عبارة اصبحت شائعة لدى فئة عريضة من الناس يتداولونها تعبيرا منهم عن التشابه حين المقارنة بين شخصين أو عدة أشخاص بنفس المجال خاصة .
وهي تعبير مجازي يكثر استعماله للتشبيه بين السياسيين في علاقتهم ببرامجهم الانتخابية ووعودهم للمواطنين حيث سقف الوعود يكون مرتفعا مقابل نتائج هزيلة أو منعدمة في الغالب على أرض الواقع .
فهل فعلا ولاد عبدالواحد كلهم واحد ؟ أو هل فعلا كل السياسيين متشابهون ؟
أكيد هذا التعبير المجازي سواء كان صحيحا أم مغلوطا فهو نتاج عقود من التراكمات السلبية لدى المواطن والتي تتعزز مع اقتراب كل موعد انتخابي وهو الموعد الذي تكثُر فيه وعود المنتخبين لاستمالة الناخبين للظفر بأكبر عدد من الأصوات . هاته الوعود التي يرى المواطن أنها تتبخر مباشرة بعد العملية الانتخابية وفوز المرشح ولد عبدالواحد، لأنها وعود في نظر من يؤمن بالمقولة لا يتحقق منها شيئ على أرض الواقع يمكن أن يلمسه المتتبع للشأن العام ولا تظهر نتائجها الإيجابية إلا على أصحابها حيث يتغير حالهم من سيئ لأحسن .وهذا ما جعل الكثيرون يفقدون الثقة في كل المرشحين والذين لا يمكن أن ننفي وجود فئة منهم لا تنطبق عليهم المقولة لنزاهتهم ومبدئيتهم لكن أصواتهم لا تصل وسط ضجيج وفساد اولاد عبدالواحد .
وهنا لا بد أن نتساءل عن السبب الذي يجعل المرشح يتخلى عن وعوده للمواطنين بمجرد فوزه ،هل هو سبب ذاتي نابع من نية مُسبقة هدفها التضليل قصد الوصول إلى المبتغى الشخصي ،أم هو نتيجة لفساد سياسي عام ؟
بالرجوع قليلا للمحيط الصغير الذي نعيش فيه وبمقارنة بسيطة بين حال من مثلونا ويمثلوننا قبل وبعد جلوسهم على كراسي المسؤولية وهنا لا أعمم ،يتضح أنهم فعلا كانوا يمثلون علينا فالذي تغير هو محيطهم الضيق أما محيطنا فلا زال يرزح تحت وطأة الفقر والتهميش …لأن التغيير الذي لا يلمسه المواطن في معيشه اليومي ،في مستشفياته العمومية وفي مؤسساته التعليمية …لا يمكن تسميته تغيير بل هو فقط مساحيق تجميل كتلك اللوحات الجميلة التي يُنصِّبونها بمداخل ومخارج المدن لتوحي بأن كل شيء بالداخل جميل في حين الواقع عكس ذلك .
إذا كان البعض يعتبر الانتخابات فرصة لتحقيق الاغتناء على حساب البسطاء من أبناء الشعب ويسعى بكل الوسائل لكسبها ،فما محل الأحزاب السياسية التي تزكي فاسدين على رأس لوائحها ؟
أكيد ،من يزكي الفساد فهو فاسد ،لأن الأحزاب من المفروض أن تساهم في بناء الوطن عبر بناء الإنسان الصالح الذي يخدم الوطن بما ينعكس إيجابا على المواطن . أما وأن تسمع هنا وهناك أن أحزابا تبيع التزكيات وأن أحزابا تزكي فاسدين فهذا دليل على فساد منظومة تحتاج لإعادة إصلاح وهذا الإصلاح لن يتأتى إلا بتظافر جهود كل الخيرين ودعم الأصوات الصادقة بعيدا عن المصالح الضيقة .
وأكيد وكما أن أصابع اليد الواحدة لا تتشابه في المقاس فأيضا ولاد عبدالواحد لا يتشابهون في التفكير ولا يتشابهون في نقض الوعود فمنهم الصالح ومنهم الطالح ومسؤوليتنا أن نبحث فيهم عن الصالح إن كانت فعلا تهمنا مصالح الوطن .

مشاركة