الرئيسية آراء وأقلام نحتاج ثقافة الإعتراف بالجميل بعيدا عن السلبية والتجريح.. حجتكم نصفها علة..

نحتاج ثقافة الإعتراف بالجميل بعيدا عن السلبية والتجريح.. حجتكم نصفها علة..

telechargement 13.jpeg
كتبه كتب في 11 يونيو، 2021 - 1:45 مساءً

“أنا أعترض إذا أنا موجود”، نهج لا يكاد يفرق بين أسس النقد وهواية الانتقاد، النقد الصريح آلية للتقييم وتقويم الاعوجاج، او ربما في أحيان كثيرة لتعديل ما نراه بالاتفاق يحتاج إلى لمسة تغيير، لكننا سنتفق جميعا أن هذا أو ذاك لا بد له من حجج دامغة وبراهين صادقة هدفها الأساس والايجابي بالضرورة التصويب والتصحيح.. والا فإننا نكون قد صنفنا أنفسنا اختيارا في خانة من يمارسون الانتقاد هواية.

هل يجوز تسيير الجمعيات المهنية من غير القضاة الممارسين؟ هكذا كانت الرحلة بتساؤل منطقي،ولا ضير في ذلك.. لكن الضير عندما تكون العلة في الحجة.. فلا قيمة لهدر الزمن في حجة بها علة، وهو ذات الامر الذي وقعت فيه بعض النخب في خلطها بين ما هو موضوعي صرف، وبين حجة خاضعة للمشاعر، بل وتكون المشاعر في عمومياتها، وباختلافها دون توضيح.. محركا فعليا لحشد ترسانة الانتقادات في غاية البلاغة لتضمر الظاهر وتظهر الخفي، وهنا الرسالة واضحة، فإن كان نقدنا للأمور لا يستند الى امر معقول منطقي ولا يرتقي بنا وبِمَن ننتقده.. فلا حاجة لنا به.

النقد لأهل الاختصاص.. الودادية الحسنية للقضاة، تتمتع بكامل استقلاليتها ولها نظامها الاساسي الذي ينظمها ويؤطر اشغالها، ومحاولة الخوض في نقاش ما مدى امكانية ترأس هيئة او جمعية من طرف شخص وضعت فيه كامل الثقة، وتعززت هذه الثقة بسلسة المكاسب التي تحققت.. فهو سؤال يدعو للاستغراب، خاصة إذا كان النظام الاساسي للجمعية المهنية او الهيئة وهو شان داخلي بطبيعة الحال ، لم يمنع لا من قريب أو بعيد ذلك، وهو ذات الامر الذي سيتأكد اذا اتفقنا جميعا ان الصفة القضائية الشرفية تبقى لصيقة بالسادة القضاة حتى بعد إحالتهم على التقاعد.. ويبقى تاريخهم الحافل هو من يشهد.

وحتى تكون الرسالة بحجم الظرف، ولا تخطأ عنوانها سنعرج على التنويه الكبير الذي حظي به الاستاذ عبد الحق العياسي خلال قيادته للودادية الحسنية للقضاة، وهو الامر الذي لا ينكره احد، خاصة وأن حجم الانتظارات تعكس قوة شخصية الرجل، و إسهاماته في الدفع بها نحو الامام لمواصلة الانجازات الكبرى التي دأبت الودادية على الظفر بها وتحقيقها خلال الفترات السابقة و الحالية..

قيادته في المرحلة السالفة للودادية كانت الى عهد قريب رمزا للاشعاع والرقي والتعالي على سفاسف الامور، فأبرز مكانتها داخل المنظومة القضائية بقوة بريقها وبصمتها داخليا وخارجيا. من جهة أخرى، وهو الامر ذاته الذي تمت الإشادة به، من خلال الدور الريادي الذي لعبه الأستاذ عبد الحق العياسي داخل الودادية الحسنية للقضاة في تمكين رجال ونساء العدالة من اثبات الذات وترسيخ قيم من شأنها أن ترفع مكانتهم أكثر داخل المنظومة القضائية، وتعزيز حضورهم في الفضاء المجتمعي من خلال تحصين المكاسب ضمن برامج لها وقعها فعليا.

الرسالة ان لم نفهم المعنى من القراءة الأولى نعيدها ثانية.. وهذه المرة يكون عنوانها نريد نقدا بعيدا عن الشخصنة للأمور، أسقطنا هذا التعبير على واقعنا. واعتمدناه مقياسا في تعاملاتنا لرأينا الجزء المضيء جدا، وحظينا بلم الصف ورصه، في مرحلة تحتاج منا وباتفاق الجميع الى التضحية و نكران الذات والاعتراف للاخرين بالجميل بعيدا عن السلبية والتجريح.

الأستاذ محمد رضوان نائب رئيس الودادية الحسنية للقضاة

مشاركة