الرئيسية أحداث المجتمع ساعة في الجحيم تعيشها كل يوم أحد الطفلة “كنزة”..

ساعة في الجحيم تعيشها كل يوم أحد الطفلة “كنزة”..

IMG 20210606 WA0090.jpg
كتبه كتب في 6 يونيو، 2021 - 9:50 مساءً

صوت العدالة/ أنس خالد

عاشت صباح اليوم الأحد 6 يونيو 2021، الطفلة “كنزة” ساعة من الجحيم، من المعاناة ومن الألم. ساعة كادت ان تودي بحياتها، لتكون في عداد الأطفال الذين راحوا ضحية اللاعقل واللامبالاة وانعدام الضمير من أشخاص كيفما كانت علاقتهم، آباء او أناس عاديين.

اليوم، وحسب ما التقطته الكاميرات، كادت الطفلة “كنزة”، أن تفقد براءتها، لولا الألطاف الإلاهية التي حالت دون ذلك ووقفت بجانبها وانقذت روحها، بعد أن هربت ورفضت بصفة تلقائية بعيدة عن كل المناورات من مرافقة أبيها الذي سبق وأن أهملها حسب تصريحات والدة الطفلة لمدة تزيد عن 3 سنوات. رفضت موافقته لانه بالنسبة لها شخص غريب ولا تربطها به أية علاقة، وحتى إحساس الابوة عندها منعدم ومفقود تماما.
بسبب هروبها منه، كادت شاحنة ان تضع حدا لحياتها لولا كما سبقت الإشارة الألطاف الإلاهية، وتدخل الام، في حين بقى الاب واقفا دون أن يحرك ساكنا، وهذا كله، وقع بحضور أقارب الطفلة وبحضور المفوض القضائي المرفق له وكذا المفوض القضائي للعائلة، وبحضور رئيسة جمعية تهتم بحقوق الطفل، علما ان ما وقع للطفلة “كنزة” يتكرر للمرة التاسعة، على اعتبار ان الأحد 6 يونيو هو الأحد التاسع الذي تعيش فيه كنزة نفس المعاناة ونفس الأحداث..

ما وقع الطفلة “كنزة”، صباح اليوم الأحد، وما نتج عنها من سلوكات من قبيل البكاء والصراخ، تسبب لها في انهيار في حالة من التقيء فيما بعد، يجعلنا نتساءل، أليس من حق هذه الطفلة ان تتمتع بالحقوق القانونية والرعاية الاجتماعية، حتى وان تعلق الأمر حمايتها من أبيها..؟ أليس من حق القانون، وهنا أشير لخلية الأطفال على مستوى المحكمة الابتدائية ان توفر لها الحماية، لأنها تتعرض كل أسبوع لاشكال التعنيف والترهيب، وكما هو معلوم ان التعنيف ليس بالضرورة ان يكون جسديا فقط، بل التعنيف والترهيب النفسي له أثر وانعكاسات سلبية على الفرد، فكيف الحا وأن الأمر يتعلق بطفلة صغيرة.

صورة الطفلة “كنزة”، اليوم وهي تصرخ وترفض مرافقة أبيها، الذي تعتبره شخصا غريبا عليها، هي صورة كل طفل وطفلة، ستبقى راسخة في العقول لن ينسها، صورة قد تسبب لهم أزمات نفسية ومشاكل وعقد في حياتهم ومسارهم، لهذا وجب التدخل العاجل، من خلال الوقوف عند مثل هاته الحالات، وتراجع من أجلها قوانين ونصوص تهدف اساسا إلى حماية الطفل تحت شعار اعتبار المصلحة الفضلى للطفل.

ما وقع اليوم لكنزة، يحدث في الوقت الذي شكل دستور 2011 منعطفا تاريخيا إضافيا، حيث ارتقى بحق الطفل في الحماية وجعله حقا دستوريا، إذ نص في الفصل 32 على أن الدولة تسعى لـ «توفير الحماية القانونية، والاعتبار الاجتماعي والمعنوي لجميع الأطفال، بكيفية متساوية، بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية». كما نص على أن «التعليم الأساسي حق للطفل وواجب على الأسرة والدولة»، وأحدث مجلسا استشاريا للأسرة والطفولة.

وقع في الوقت الذي صادق فيه المغرب على العديد من الإتفاقيات والمواثيق التي ترمي بالأساس إلى حماية الطفل ضد كل أشكال التعنيف والتعذيب.

حيث أصبحنا، نجد بعض الجهات، التي للأسف من المفروض والواجب عليها ان تعمل على تنزيل ما تم التنصيص عليه في هذا، نجدها تعمل العكس وتستعمل الشطط في السلطة المخولة لها، فنجدها تسير ضد الهدف المنشود ألا وهو حماية الطفل حماية قانونية.

ونحن نتحدث عن الحماية القانونية للطفل، نستحضر جليا ما وقع ويقع الطفلة “كنزة” التي أصبحت تتعرض بشكل مستمر للتعنيف من طرف والدها بإيعاز من طرف احد رجالات السلطة القضائية، الذي من المفروض أن يوفر لها الحماية القانونية، ويسعى لحمايتها من كل شخص يحاول إيذاءها وإيلامها، حتى ولو تعلق الأمر بأبيها.

إن قصة “كنزة” التي تعرضت الإهمال والنسيان من قبل ابيها، لمدة تزيد عن 3 سنوات أو أكثر، ها هي اليوم تعاني وتزداد معاناتها مع نفس الشخص والدها، التي عبرت وباستمرار عن عدم مرافقته والذهاب معه، لأنه وببساطة بالنسبة إليها شخص لا تعرفه وليس لها ذكرى جميلة معه، كيف لا وهو الذي أهملها ولم يبالي يوما ان لديه ابنة من حقها عليه أن يوفر لها الرعاية والدفء والحنان والعطف.

لقد أثار ملف الطفلة “كنزة”، غضب الشارع جراء ما تعيشه من معاناة، حيث بات الخوف والفزع يلاحقانها في كل مكان وزمان، والتهديد برجال الأمن وأخذها بالقوة والعنف كابوس كان له الوقع السلبي على نفسيتها وعقلها، الأمر الذي تسبب لها في أزمة نفسية حادة إضافة إلى تبول مستمر بالمنزل والمدرسة، التي كشفت ان الطفلة أصبحت تعيش الخوف وتردد باستمرار “أنا خائفة..”
ولعل السبب في هذه الحالة التي وصلت إليها الطفلة “كنزة”، والتي توضح شواهد طبية لدكاترة أخصائيين في الأمراض العقلية والنفسية، هو والدها الذي، وبعد غياب طويل، جاء ليأخذ الطفلة تحت طائلة التهديد وبإيعاز من احد الأشخاص النافذين، وهو الأمر الذي لم تقبله الطفلة.

والدة الطفلة “كنزة”، تؤكد على أنه لم اتنكر يوما لزيارة والد كنزة لابنته، بل بالعكس، فقبل صدور حكم قضائي في الشأن، يبقى هو والدها ومن حقه زيارتها. إلا أن، تضيف والدة الطفلة، غيابه لمدة طويلة، جعلت “كنزة” ترفض مرافقته في اليوم المخصص له حسب ما هو منصوص عليه في الحكم. مضيفة أن محاضر المعاينة ومحاضر التي تم تحريرها سواء من طرف الموفض القضائي المرفق له، حيث جاء في المحضر المؤرخ في 2 ماي 2021، مرجع 47/2021، مايلي، “… بعد أن عرفناها عن صفتنا واطلعناها عن موضوع مهمتنا، صرحت بأنها لا تمانع من تسليم الطفلة لوالدها وفق صلة الرحم، إلا أنه كلما أراد أن يتسلمها تصرخ وتبكي بقوة كبيرة، حيث انه حاول معها من التاسعة صباحا إلى حدود الحادية عشر والنصف صباحا دون جدوى..”. هذا وقد سبق وحسب محضر اخباري بتاريخ 21 أبريل 2021، بمرجع 127/ 2021،” أن الطفلة كنزة استمرت بالبكاء إلى أن تبولت على نفسها.. “.

إن ما تعيشه الطفلة” كنزة” ، من آلام ومعاناة يتطلب التدخل العاجل من الجهات المسؤولة، خصوصا السلطة القضائية، خلية الاطفال، باعتبارها الأولى المسؤولة عن توفير الحماية للطفل، لأن ما يقع له اليوم، جراء معاملة أقل ما يقال عنها، أنها معاملة لا تليق بطفلة ذات 4 سنوات، من شأنه أن ينتج عنه سلوكيات وممارسات تؤثر سلبا على نفسية الطفلة وحياتها ومستقبلها.

مشاركة