الرئيسية أخبار عالمية السعودية تقصر الحج على 60 ألف مواطن ومقيم

السعودية تقصر الحج على 60 ألف مواطن ومقيم

corona 130621 saudi.hajj .jpg
كتبه كتب في 13 يونيو، 2021 - 9:34 صباحًا

أعلنت السعودية رسمياً قصر أداء شعيرة الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين في الداخل، حفاظاً على سلامة الحجيج، ووفقاً لإجراءات وبروتوكولات احترازية وصحية عالية لتفادي تفشي فيروس كورونا. وأكدت وزارة الحج والعمرة أن هذا الترتيب يأتي من منطلق حرص المملكة الدائم على صحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم وسلامة بلدانهم، مبينة أن حج هذا العام سيكون بإجمالي 60 ألف حاج من جميع الجنسيات ومواطني السعودية.

ووفقاً للوزارة، سيكون الحج مقصوراً على الفئات العمرية من 18 إلى 65 عاماً الحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين، وهي: محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يوماً، أو محصن متعافٍ من الإصابة. كما سيتعين على الراغبين في الحج هذا العام ضرورة أن تكون الحالة الصحية لهم خالية من الأمراض المزمنة.

وشددت وزارة الحج والعمرة على أن الحكومة السعودية تولي دوماً سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم حرصاً بالغاً وعناية تامة، وتضع ذلك في مقدمة أولوياتها «امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية»، مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج والعمرة، وتمكنهم من الوصول إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة.

وتطلق وزارة الحج والعمرة البوابة الإلكترونية في المرحلة الأولى للراغبين بالتسجيل لحج هذا العام من المواطنين والمقيمين في المملكة، ابتداءً من الساعة الواحدة مساء اليوم (الأحد) وحتى الساعة 10 مساءاً من يوم الأربعاء 23 يونيو (حزيران) الحالي.

وأكدت الوزارة أن التسجيل سيكون متاحاً للفئات العمرية وفق الضوابط والآليات المتبعة لفئات التحصين، مشيرة إلى عدم وجود أولوية للتسجيل المبكر، على أن يبدأ الحجز وشراء الباقات الساعة الواحدة ظهراً من يوم الجمعة 25 يونيو الحالي.

– إجراءات صحية مشددة

وكشفت الوزارة أن المملكة تشرفت خلال السنوات العشر الماضية فقط بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج. وأفادت الوزارة بأنها حرصت على وضع الخطط التنفيذية لتحقيق جميع الاشتراطات، وتوافر جميع المعايير الصحية، مع التأكيد على ضرورة اتباع جميع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها في أثناء تأدية الحاج للمناسك.

ولفت وزير الصحة السعودي، توفيق الربيعة، إلى أنه من أهم أسباب اتخاذ هذا القرار أن العالم ما زال يعاني من جائحة كورونا على الرغم من توفر اللقاحات، وبعض الدول تشهد زيادة في عدد الحالات، إلى جانب المتحورات. وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي: «نحن حريصون على عدم تنقلها بين الحجاج، وحرصنا على أن يكون الحج مقصوراً على حجاج الداخل هو لعدم انتشار متحورات جديدة بين دول العالم».

وشدد الربيعة على وجوب أن يكون العاملون في الحج محصنين، لافتاً إلى متابعة دقيقة لسلامة الحجاج، عبر قياس الحرارة ورصد أي أعراض لضمان سلامة الجميع، وأن الأنظمة الإلكترونية تسجل بدقة كل من أخذ اللقاح، ولا يوجد أي احتمالية لشهادات مزورة. وكشف وزير الصحة أن هناك 3 مستشفيات إضافية ستكون مهيأة في حج هذا العام، بالإضافة إلى مستشفيات مكة المكرمة، لضمان سلامة الجميع.

ومن جانبه، أوضح نائب وزير الحج والعمرة، عبد الفتاح مشاط، أن الوزارة حرصت على تطبيق أعلى المعايير والبروتوكولات الصحية لسلامة الحجيج، وقال إن تحديد الرقم بـ60 ألف حاج من الداخل يعود إلى أن التجمعات البشرية قد تزيد من انتشار الوباء، خاصة مع التحورات الموجودة. ولأن شعائر الحج تتم في أماكن وأوقات محددة، كان لا بد من تطبيق عالٍ جداً للمعايير والبروتوكولات الصحية. وأشار نائب الوزير إلى أن التسجيل سيكون متاحاً لجميع الجنسيات عبر المسار الإلكتروني على موقع الوزارة قريباً، على أن تعلن الآليات بشفافية عالية.

وأفاد مشاط بأن الوزارة أبلغت الجهات المختصة في الدول مضامين القرار، ووجدت تفهماً كبيراً جداً، مضيفاً: «الجميع يستشعر المسؤولية».

– هيئة كبار العلماء

إلى ذلك، أيدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية ما أعلنت عنه وزارة الحج والعمرة، بقصر حج هذا العام على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي 60 ألف حاج، وقالت: «إن النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس، وإن ذلك من المقاصد الشرعية الإسلامية».

وأوضحت الأمانة أنه لأجل ذلك، جاءت النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة، وأن تبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت ببذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر، أو التقليل من ذلك.

وأضافت: «نظراً إلى ما قرره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعد السبب الرئيس في انتقال العدوى، في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتحوراتها، وأن التقليل من هذه التجمعات هو الحل الأمثل حتى يأذن الله بارتفاع هذا الوباء، فإن ما قررته حكومة المملكة العربية السعودية يعد قراراً موفقاً ومسؤولاً ومطلوباً اتخاذه حفاظاً على الأنفس البشرية، وقياماً بواجب المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة، وتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة».

ورحبت عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية بقرار السعودية قصر الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين، نظراً لاستمرار جائحة كورونا، والتحورات الناتجة عنها، معتبرين هذا القرار استمراراً لنهج المملكة في حفظ سلامة وأمن الحجيج. وأصدرت رابطة العالم الإسلامي بياناً باسم العلماء المنضوين تحت مظلتها الجامعة (المجلس الأعلى، والمجمع الفقهي الإسلامي، والمجلس الأعلى العالمي للمساجد، وهيئة علماء المسلمين)، أيدت فيه الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة المملكة لمواجهة السلالة المتحورة الجديدة من جائحة كورونا. وأوضح الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، أن نصوص وقواعد الشريعة الإسلامية تؤكد حتمية أخذ احترازات السلامة كافة في مثل هذه الجائحة.

وأشار البيان إلى أن عدداً من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي قد تواصلوا مع رابطة العالم الإسلامي، منوهين بحكمة هذا الإجراء الاحترازي الذي تقتضيه الضرورة الشرعية الداعية إلى بذل الأسباب كافة لحفظ الأبدان والأرواح، مثمناً الجهود الاستثنائية المبذولة من حكومة المملكة التي توضح بجلاء حرصها على سلامة قاصدي المسجد الحرام، من حجّاج وعمّار، وزوّار المسجد النبوي الشريف.

– منظمة التعاون الإسلامي

ورحب الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بالتدابير التي أعلنت عنها وزارة الحج السعودية أمس، وقرارها تنظيم شعيرة الحج لهذا العام وفق تدابير صحية وإجراءات محددة، وقصر أداء الشعيرة على المواطنين والمقيمين داخل المملكة. وثمن الأمين العام قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس القمة الإسلامية، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يأتي امتداداً لنجاح المملكة في تنظيم شعيرة الحج الموسم الماضي وفق جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها المملكة، دولة مقر منظمة التعاون الإسلامي، منذ بداية ظهور الجائحة، والتي ساهمت على نحو فاعل في تقليل الآثار السلبية، والحيلولة دون انتشار الوباء.

ولفت الأمين العام إلى أن المملكة تضطلع بمسؤوليتها تجاه تنظيم شعيرة الحج، والمحافظة على الأرواح التي ينص عليها مبدأ المحافظة على النفس، وهو أحد الضرورات الخمس التي جاءت بها مقاصد الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يدعو المملكة لاتخاذ قرارات وإجراءات صارمة تستند إلى المعطيات الصحية الراهنة والقواعد الفقهية الراسخة، وتتماهى مع الرخص الشرعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده عندما يصعب أداء العبادات أو المناسك.

وثمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قرار السعودية، في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا، الذي قالت عنه إنه يترجم حرص حكومة المملكة على إقامة شعائر الحج بشكل آمن.

ونوه الدكتور نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، والجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في هذا السبيل، مؤكداً أن القرار ينطلق من العناية القصوى التي توليها المملكة لصحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، وبذل العناية اللازمة لهم، بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة للحد من انتشار الوباء بين الحجاج.

– إشادات بالقرار

من جانبه، أكد الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني، تأييد مملكة البحرين التام للقرار الذي اتخذته السعودية، باقتصار موسم حج هذا العام على مواطني المملكة والمقيمين فيها، وذلك في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا، وظهور تحورات جديدة له، لافتاً إلى أن هذا القرار الصادر من وزارة الحج والعمرة جاء حافظاً لشعيرة الحج، ملبياً لمقتضيات الضرورة الشرعية التي تحفظ النفس البشرية، داعماً للمتطلبات والمعايير الدولية لمكافحة هذا الوباء.

وأعربت الكويت والإمارات عن ترحيبهما بقرار المملكة، وتأييدهما للخطوات والإجراءات المتخذة، وأشادتا بالجهود الكبيرة المقدرة التي تبذلها المملكة في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام، والحرص على سلامتهم.

ومن جهته، أشاد مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، بقرار السعودية تنظيم فريضة الحج هذا العام، مؤكداً تأييده ودعمه بكل قوة مواقف المملكة، وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر المقدسة. وثمن مفتي مصر جهود المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج.

وسجلت السعودية (أمس) 1077 حالة إصابة جديدة، و16 حالة وفاة، فيما سجلت 906 حالة تعافٍ، وبلغت الحالات النشطة 10267 حالة، منها 1562 حالة حرجة.PUBLICITÉ

مشاركة