الرئيسية أحداث المجتمع وجدة : الأسئلة المحرجة للمنتخبين حول الحصيلة والوعود الإنتخابية الزائفة.

وجدة : الأسئلة المحرجة للمنتخبين حول الحصيلة والوعود الإنتخابية الزائفة.

IMG 20210514 WA0046.jpg
كتبه كتب في 14 مايو، 2021 - 12:28 مساءً

بقلم : عصام بوسعدة

خلال هذه السنة ستنتهي ولاية المجلس الجماعي لمدينة وجدة ، وستكون دورة ماي العادية هي آخر دورة في عمر هذا المجلس الفاشل بشهادة أعضائه ، والتي ستكون فرصة لتفويت ما تبقى من نقاط شائكة في إطار لعبة الإجماع التي لا معارضة فيها، حيث تصوت جميع الأحزاب لإقتسام ما تبقى من غنائم عقارية وصفقات لما بقيَّ من تدبير مفوض وغيرها من الملفات التي يمكن أن تقبل القِسمة لإنهاء ولاية أكثر مجلس مختل في تاريخ المدينة .

لتبدأ حملة إنتخابية ساخنة بين أحزاب المجلس التي إنشق وإرتمى معظم أعضائها في أحزاب صغيرة ستدخل المجلس لأول مرة ، ودلك في إطار تنفيذ خطة لتوزيع الأعضاء على أكثر من لائحة لربح معركة رئاسة البلدية التي يبقى مفتاحها في الرباط ، لأن إلغاء العتبة والقاسم الإنتخابي الجديد بالجماعات الترابية، سيتيح الفرصة للعديد من الأحزاب للدخول للمجلس ولو بعضو واحد أو عضوين على الأقل حسب نسبة التصويت ، و التي لن تتجاوز 55 ألف صوت في أحسن الظروف في مدينة عدد المسجلين بها يتجاوز 250 ألف ناخب .

سؤال الحصيلة الإنتخابية أو ما الذي تحقق ؟ سيكون مرتفعا مع إقتراب الإستحقاقات الإنتخابية وبداية الحملة الإنتخابية سواء السابقة لأوانها والتي بدأت منذ أسابيع بعقد لقاءات مع جمعيات الأحياء ، أو خلال الحملة الإنتخابية القانونية التي نُريد لها أن تكون فرصة للمناظرات بين وكلاء اللوائح والمرشحين للنقاش السياسي و الدفاع عن حصيلتهم خصوصا الذين عمروا البلدية لأكثر من 20 سنة وجمعوا ثروة طائلة وأصبحوا من أصحاب المشاريع الكبرى والفيلاث الفخمة ، المنتظر منهم هو عقد لقاءات جماهيرية بدون لغة الخشب يقول فيها المنتخبون كل شيء عن تقصيرهم وقلة حيلتهم وعجزهم عن التغيير والإصلاح في كل المجالات التي تختص بها جماعة وجدة .

و هي فرصة كدلك ليطرحو حقيقة مشاكل العجز المالي وحجز ممتلكات الجماعة و مشاكل الإدارة وإستنزافها لموارد الجماعة المالية بأكثر من 80 في المئة من الميزانية ، والتي يذهب جزء مُهم منها للموظفين الأشباح، وهو الخطر الأكبر على خزينة الجماعة ، و الذي لم نجد عضوا واحدا يتحدث عنه ويندد بهذه السرقة الموصوفة لأموال الشعب ، بإستثناء مبادرة جمعوية قوية إقترحت على رئيس الجماعة الذي وافق على نشر لوائح الموظفين أمام مكاتب رؤساء الأقسام والمصالح والملحقات والمرافق الأخرى ، ليبقى الدور على المواطن والمجتمع المدني ليقوم بدوره في فضح الموظفين الأشباح على موقع الوظيفة العمومية الرسمي ، ليتم تفعيل الإجراءات القانونية الخاصة بدلك ، في ظل عجز المجلس عن معالجة الملف لأسباب يعلمها العام والخاص .

طبعا هكدا الكلام لا يعجب أحدا ولا يعجب حزبا ولا منتخبا ، وعلى رأي الشاعر نزار قباني في قصيدة ” مواطنون دونما وطن ” كل الكتابات التي نكتبها لا تعجب السلطان ” ، فالمنتخبون يعرفون كيف يحتالون على الناخبين وسيتم سريعا السخرية مما يتضمنه هذا المقال على أرض الواقع ، وإعتبار هذه الأسئلة عن الحصيلة وعن مالذي تحقق، والنقاش حول مشاكل البلدية وممتلكاتها المحجوزة والإختلالات والفساد بمعظم مرافقها ، وعن عجز الميزانية ومشاكل التدبير المفوض والتي لا يعرف حتى بعض المنتخبين الحاليين تفاصيلها، وعن الحلول المقترحة والبرامج الواقعية مجرد هُراء في هُراء ، ونقاش ممنوع حتى داخل صالوناتهم السياسية ونقاشاتهم الداخلية.

وللأسف هذا الكلام واقعي فالناس لكثرة معرفتهم بأهل السياسة والإنتخابات يعرفون أنه لا أمل في التغيير والإصلاح والتنمية المحلية وإنقاذ المدينة من الإفلاس المالي ، والسؤال الحقيقي الذي سيطرحه معظمهم ، هو هل يمتلك هؤلاء المرشحين المال ليقدموا معونات غدائية ومساعدات إجتماعية في مختلف المناسبات، وهي للأسف مطالب إجتماعية حق من حقوق المواطن يتم المتاجرة فيها في مزاد علني حول من يدفع أكثر لنصوت عليه ، في مشهد سياسي بائس تلخصه هذه الكلمات ” الخبز مقابل التصويت ” ، يستغل فيها المنتخبون الفاسدون الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعاني منها الطبقة الفقيرة من قاطني الأحياء الهامشية ليتم تجييشهم نحو صناديق الإقتراع بوعود كاذبة ورشاوي إنتخابية زائلة .

وفي سياق آخر وعلاقة بكواليس الحملة الإنتخابية السابقة لأوانها بوجدة، فهي مليئة بالأحداث وهناك أخبار يمكن أن يتعجب لها العجب حول لقاءات بعض المنتخبين السابقين و الحاليين ، وعن عودة رئيس عصابة 14 للعمل السياسي من بوابة السبولة والتي تعتبر مغامرة أخرى غير محسوبة كالعادة ستكون نتيجتها الفاضحة ربح مقعد وحيد والركون إلى الإنزواء والإكتئاب لا محالة ، الكواليس حافلة أيضا بالصراعات في بعض الأحزاب بين قدماء المنتخبين أو ما يعرف لدى الرأي العام بالحرس القديم ، والمنتخبين الجدد أو ما يمكن الإصطلاح عليه بحمائم الحزب ، على حجز المقاعد الأولى باللوائح المتعلقة بجماعة وجدة .

بل الأكثر من دلك رفع الفيتو ضد ترشيح بعضهم البعض ، وهو صراع عادي ومعقول إذا تم إحترام المعايير التي جرى الإشارة إليها في المقال السابق الذي كان بعنوان (وجدة : إنشقاقات الأحزاب تُفرخ لوائح متعددة ،إستعداداً لحملة إنتخابية ساخنة بين الإخوة الأعداء ) ، وجرى فتح النقاش لتقييم تجربة الحزب في تسيير الشأن المحلي ، والإجابة على أسئلة جوهرية حول ماذا يريد الحزب من منتخبيه ؟ وما الأهداف التي يريد تحقيقها المنتخبين والمرشحين الجدد ؟ و ماهي الوسائل والآليات لتحقيق ولو جزء بسيط من برنامج حزبهم، وتنفيذ سياسات عمومية في إطار مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعليين لتنمية محلية حقيقية تأخد بعين الإعتبار الإصلاحات الضرورية لإنقاذ البلدية من الإفلاس التي تعاني منه أصلا.

وفي إطار فضح ما يمكن فضحه من إختلالات بالمجلس الجماعي بوجدة ، و المساهمة في النقاش السياسي الذي نريد له أن يرتفع لمناقشة الأفكار والملفات بشكل مفصل، لإنتاج حلول ومقترحات عملية لإصلاح حقيقي ينشده جميع الغيوريين على مدينة وجدة ، بدل النقاش السائد هذه الأيام والمليئ بالشخصنة والجهل والتعصب ، وهي مخلفات الدكاكين السياسية التي لم تساهم في تأطير وتكوين مناصريها ، سأتطرق بحول الله وتوفيقه في مجموعة من المقالات لأوضاع الشأن العام المحلي ، سعيا لتنوير الرأي العام الذي من حقه أن يعرف كل شيء عن مدينته .

يتبع ..
عصام بوسعدة

مشاركة