الرئيسية آراء وأقلام من اكتشاف الكينونة الى رفضهأ اية مقاربة للانخراط في العالم

من اكتشاف الكينونة الى رفضهأ اية مقاربة للانخراط في العالم

FB IMG 1616229568306.jpg
كتبه كتب في 20 مارس، 2021 - 9:40 صباحًا

ذ.نور الدين بوصباع

‘‘ إن من واجب العلوم الاجتماعية القيام بتعرية وتفكيك وجلاء حقب من الماضي مصنوعة، وفترات من الحاضر محرفة، وتصورات حول المستقبل وهمية، يراد منها جميعا سجن الفكر في استلابات تعيد نفسها باستمرار‘‘
محمد أركون

العيش على تقديس الماضي واجترار الملاحم و البطولات،والبكاء على الأطلال.العيش في الماضي والتفكير بمنطق الماضي واعتباره الشيء المأمول الذي يجب العودة اليه ان نحن أردنا ان نكون جزء من العالم اليوم ولنا كلمتنا الفصل في جميع القضايا.
العيش بشكل ببغائي على ترديد المنظومات الفقهية و المقررات الدراسية المؤدلجة،والحديث بدون خجل عن الإعجاز العلمي واللغوي بشكل تبريري فج،العيش على مقولات العقل المستقيل الذي يكرس الخنوع والتسليم والطاعة والولاء وعدم السؤال.
هذا النمط من العيش لم يعد اليوم ممكنا اليوم والعالم قد قطع اشواطا مهمة نحو التقدم ونحن لانزال متعلقين بكينونة ضائعة وتائهة و معطوبة، ونحن لانزال مع الأسف نحاول اكتشاف هذه الكينونة واستعادتها من جديد بعدما تبث تاريخيا عدم جدواها،وانها كينونة بدون أرادة مادامت محكومة بكثير من أصناف العنف المادي و الرمزي وبكثير من التجهيل والتيئيس.
بتعبير ميشيل فوكو ربما الهدف هذه الأيام ليس ان نكتشف مانكون بل ان نرفض مانكون بسبب وجيه وحيد وهو ان هذه المغامرة في اكتشاف الكينونة اوصلنا الى الباب المسدود واضاع الباحثون و منذ ماسمي بالنهضة العربية الكثير من الجهد والوقت دون ان يكتشفوا شيئا.
اليوم يجب التفكير بمنطق اخر وهو ضرورة تجاوز ورفض هذه الكينونة المستلبة والمرعوبة و المقموعة والمحنطة والتائهة والبحث عن كينونة حرة تتمتع بكثير من الحيوية و الابداع والخلق.كينونة متمردة لاتستسلم لنمط وعلاقات الإنتاج اللذان تم تكريسهما بالقمع تارة والكبث تارة اخرى الى كينونة قادرة على تفكيك اللامفكر فيه بتعبير محمد اركون ان كان مقدسا رجعيا او تعليما طبقيا او ايديولوجية متعفنة تخدم جهة ضد أخرى.كينونة تنخرط في العالم دون الخوف على الدين من الضياع او الهوية من الاندثار.

مشاركة