الرئيسية ثقافة وفنون ذات عشق خسف فيه الألم

ذات عشق خسف فيه الألم

IMG 20210322 WA0009.jpg
كتبه كتب في 22 مارس، 2021 - 9:00 صباحًا


بقلم:ذ.هند بومديان

إشتــقت لظلي ، ذاك البعث المدهش ، الذي يسترق النظر إلي كل يوم من رخم الروح، و أنا وحدي أغير رداء ذاتي و أحبُ ما لا يُرى فيني ، فأقرأ على ذاتي السلام ، تارة أكون فراشة تهاب وحوش الظلام و التيه في فلاة الكلام ، تحترق أجنحتي و تهفو ألواني إلى جذوة دياجير الليل مسرعة كترنيمة وجد أبدأ بها يومي و أخبره أن يلهمني حرفا و بوحا ، أتعهد به لأبرح هذا المكان أمضي مسرعة في طريقي إليَّ و أشرق في عتمة جاهليتي ، وحده المنفى البعيد عن أكاذيب الشيطان يلملم شتاتي .. و تارة أتذكر أنني مجرد حرف في خاطرة و لولا الخواطر لما كانت الشمس بلا كف ، و القمر بلا وعي وقت الظلام ، فأرسمني نيرانا تحت المطر لأكون بردا و سلاما على روحي الثائرة.
امم ، تذكرت مرة حين قال :
أحبك ملهمتي ، هلمي إلى قلبي نتقاسم شرود العشق المشروع ، و الممنوع ، و المؤجل ، ف أبوء بودك لا بسخطك ، أمتطي و إياك جواد العشق الجموح .
فقلت :
على رسلك يا هذا ويكأنك مندفع ، تحث خطاك لتسرع نحوي ، عساني أرمي بين راحتيك كل يوم قبلة قد ضلت طريقها إليك لتنام على عطف قافيتي كلماتك ، أو يستلف أرقك من أحداقي النوم.
قال :
وحدك حبيبتي القوة التي تنتشلني من سكري إلى طهري ، أكتب الشعر كلمات فتغرد بحضورك المشاعر ، يا امرأة من نور و ضياء تغيبين ف أنغمس في أحزاني ، أكتب مذكراتي و رحلة التمزق و الضنى.
قلت :
كل نظرة كنت تلقي بها نحوي ، كنت أشعرها كدفء يدثرني من غربتي ، و أنا طريدة الضياع في صحاري همسي ، حنيني و ألمي أكتبه ببحة صوتي على رداء الدمع دهرا طويلا ، حتى صرت نزفي الأعظم.
قال:
أكتب الآن سطور خيبتي و الشجن ، من ملذّاتٍ الأحلام إلى ذاتٍ ، تؤمنُ بأنه لا شركَ في هواك ، أهيم في السطور ، و حين يهل وجهك متدثرا بالضوء أبعث فيه من جديد ، فأخبر التاريخ أن تلك الجميلة نبية عشقي و قرآن غرامي.
فقلت له :
يا حلما لم يكتمل .. ويا نغما مكسور الوثر ….ويا عطرا ثائرا كلما اشتد عبقه في روحي غرس توليبا و زنبقا ، يسقيه ودقا في ليالي الشتاء الموحشة حتى انكسر ، ألم أمنحك السلام حين قلت لك اقبلني .. وقبّلني .. وانفخ في روحي من روحك حياة فوق الحياة.
قال :
ماذا عساي أقول حوريتي ، أشتاقك كعمر الفقد حين يضيع في المسافات .. كصُدفةٍ حدثت عمداً و راحت سهوا .. كغيث تأخر موعده يا نافلة هيامي و فرض هواي.
خبريني ماذا عساي أقول الآن ؟
قلت :
يا عابر الحنين ، كنت يوما قبلة شوقي المقدس ، لكن بعد غيابك ، أطلقت سراح الشكوك في محرابي ، و في رحل الحنين دسست صواع النقاء من عبائتي ، أقد منه قرطاسا لصبري ، فصارت أحلامي كقبلة مجنونة أرمي بها نحر الأوقات كلما اشتد الشوق.
قال :
ويحك من قاسية ، لطالما شعرت بوجودك في الأيام الخوالي ، فكنت أدير خد أحلامي للألم ، و أسند الروح على حسرتي ، فصرت أراك كشهقة سرور ناءت غريبة الدار تحمل الحسرات.
قالها ذاك العابر من بين الحروف و الكلمات دون النظر إلى ذاته في المرآة و هب مسرعا يطرق أبواب القلب.
قال ، و قال ، و قلت … ويحك لم أعد أبالي و ما كان في جيب الزمن رسمه بمداد نبضي و بوح روحي على لوحة سريالية ، آتية
من عالم السكون ، كلغز عتيد يرسل ألوان طيفه و الصرخات ، أما أخبرناك أنا قاتلك هاهنا سعير غضبك و كبريائي.
هه ، حسنا … فذاك شأنك أيها العنيد … أقسمت أن أطهر روحي من كل رجمة شوق تصيبني .. فتبلل سهوب ضياعي كل مساء ، تبا عشقت و اشتقت ، غفوت فصحوت و قد أصابني رذاذ الحنين على حين غفلة و ليكن ما شاء الله ، فعزمك حديد فيه بأس شديد و لا منافع في روحي تذكر ، سأقول تبا و كفى .

مشاركة