الرئيسية أحداث المجتمع العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية في زيارة خاصة للسمارة

العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية في زيارة خاصة للسمارة

IMG 20210320 WA0038 scaled.jpg
كتبه كتب في 20 مارس، 2021 - 2:37 مساءً

تحرير : العربي الراي

بدعوة كريمة من الفرع الإقليمي للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية بالسمارة، استقبل المنظمون مساء الخميس 18 مارس 2021 بمركز الاستقبال الكاتب العام للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية على رأس وفد يتكون من عشرين عضوا من المكتب التنفيذي.

وصولا إلى فضاء المنتجع المرابض على مقربة من ضفاف وادي الساقية الحمراء المتقطع الجريان، والذي يبعد عن مدينة السمارة بإثنتي عشر كيلومترا ونيف.خص الوافدون باستقبال متميز على نغمات حسانية أصيلة، قبل أن يأخذوا مكانهم داخل خيمة وبرية تقليدية أثبتت بأكسسوارات تختزل تاريخ الموروث الثقافي الحساني تم انتقاؤها بعناية بالغة من طرف أيقونة المقاولة السياحة بالإقليم النعمة لباه.

وقد افتتح هذا الحفل البهيج بكلمة ترحيبية باسم الفرع الإقليمي للعصبة أداها ذ. احميدة كركوب، توجه من خلالها بالشكر الجزيل لعمالة الإقليم ولرئيس المجلس الإقليمي، وللبرلمانيين مولاي ابراهيم الشريف، والزبير حبدي على دعمهم المادي والمعنوي لهذا النشاط الاستثنائي الذي ينظمه الفرع الإقليمي للعصبة، كما رحب بالكاتب العام المركزي الدكتور لحسن مادي والوفد المرافق له، شاكرا لهم تلبية الدعوة وإدراجهم مدينة السمارة كأولى محطة لقافلتهم التي تحمل شعار ” التزام مستمر في ظل السيادة المغربية”، المحدد زمنها أيام : 18/19/20/21/22 مارس الجاري

وهي القافلة التي ستقودهم علاوة على السمارة إلى مدن العيون و بوجدور والداخلة وصولا إلى معبر الگركارات الذي اختاره الدكتور مادي لعقد الدورة الأولى للمجلس الوطني.

وتحمل هذه القافلة دلالات ومعاني عديدة وعميقة تندرج في سياق الاجماع الوطني على ملف الوحدة الوطنية للمملكة لا سيما بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها المغرب بعد إقدامه على تحرير المعبر المذكور و إجلاء عناصر البوليساريو لما أثارته من بلبلة وشغب وتعطيل سيولة للسير الطرقي.

وهي مكاسب دبلوماسية مهمة عززت سلسلة الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وفتح العشرات من الدول لقنصلياتها بكل من العيون والداخلة.

فخلال هذا الحفل، رحب رئيس المجلس الإقليمي بدوره بضيوف الإقليم، مشيدا بالدور الطلائعي الذي قامت به العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية منذ الاستقلال الى اليوم؛ من تخفيض معدل الأمية بين صفوف المواطنين، وكذا ما حققته من تطور مطرد على مستوى التعليم الأساسي.

وإثراءا للنقاش، طرح حملة شهادة الدكتوراه من أبناء وبنات الإقليم جملة تساؤلات رد عليها الكاتب العام للعصبة الدكتور لحسن مادي.

في معرض حديثه نوه مادي بحفاوة الضيافة وبحسن الاستقبال، كما تقدم بنبذة حول نشأة العصبة التي لاقت دعما ومساندة قويتين من خلال محرر الأمة وضمان استقلالها الراحل جلالة الملك محمد الخامس، وباني المغرب الحديث، ومهندس المسيرة الخضراء طيب الله ثراه الملك الحسن الثاني، ووارث سرهما جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي خصها برسالة ملكية سامية غذاة وجهها جلالته إلى المؤتمر الوطني للعصبة بالرباط يوم 10 مارس 2000

كما تم استعراض تجارب بعض فروع العصبة، من مكناس والدار البيضاء و أزيلال.

وبخصوص اليوم الثاني، احتضنت قاعة العروض التابعة لمركز الاستقبال و الندوات بالسمارة الافتتاح الرسمي للقافلة، حضرها إلى جانب رئيس المجلس الإقليمي محمد سالم البيهي، والبرلماني: مولاي ابراهيم الشريف، ونائبة رئيس جهة العيون الساقية الحمراء: فاطمة السيدة، والوزير السابق : أحمد لخريف. فضلا عن وفد المكتب التنفيذي للعصبة، وأعضاء الفرع الإقليمي وفعاليات النسيج الجمعوي المحلي، والشباب والإعلام.

بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والإستمتاع إلى النشيد الوطني، تناولت الكلمة الكاتبة العامة للفرع الإقليمي : مريم لباه، رحبت من خلالها بالوفد الرسمي و بضيوف الحاضرة الدينية والعلمية للأقاليم الجنوبية – مدينة السمارة – وعلى رأسهم الدكتور لحسن مادي وأطر المكتب التنفيذي للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية. حيث شكرتهم على تشريف السمارة بهذه الزيارة الإستثنائية في زمن كورونا وما يعرفه من بروتكول صحي معتمد، وتجشمهم عناء السفر، قادمين من مختلف جهات المملكة، تلبية للدعوة الكريمة الموجهة إليهم من طرف أعضاء مكتب الفرع، و الذين أقنعوا الدكتور لحسن مادي وفريقه بالخروج عن النمطية المعتادة في تحرك وتنقل الوفود الرسمية المنطلقة من الرباط صوب الجهات الجنوبية للمملكة. كما حيت عاليا جنود الخفاء وصناع المحتوى الذين يثابرون دون كلل أو ملل كخلية نحل نشيطة، في تجويد أنشطتهم على مستوى الفرع والمركز، من خلال أفكار واقتراحات ومبادرات وإبداعات خلاقة، وسعي دؤوب إلى خدمة الفئات المستهدفة، في إطار المقاربة التشاركية التي تجمعهم و السلطات المحلية والقطاعات الحكومية والهيآت المنتخبة والمجتمع المدني. هذا مع الحرص جهد الإمكان على التسويق الأمثل للموروث الثقافي المادي و اللامادي الحساني للمناطق الجنوبية ، كمكون رئيسي من مكونات الحضارة المغربية.

وهي فرصة استغلتها المتحدثة لتوجيه الشكر الموصول لكل من دعم الفرع ماديا ومعنويا من سلطات محلية في شخص عامل إقليم السمارة السيد حميد نعيمي، والمنتخبين وعلى رأسهم رئيس المجلس الإقليمي الذي وكعادته لم يتوان يوما في تشجيع و مساندة الفرع، وكذا رئيس الجماعة الحضرية بالنيابة : الزوبير حبدي، وكل من تقدم بخدمة ومساعدة الفرع من قريب أو بعيد. كما توجهت بتحية خاصة لرجال الصحافة والإعلام على تغطية هذا الحدث المتميز.

وأردفت مريم أن قافلة المكتب التنفيذي للعصبة تحمل رسائل واضحة المعالم لمن يهمهم الأمر، مفادها أن المغرب يمارس سيادته على مجموع ترابه الوطني وهو ماض بتؤدة وتباث ورباطة جأش في مساره التنموي، و في توطيد عرى الأخوة والصداقة والتعاون المشترك في إطار ” رابح رابح” مع دول قارته السمراء، وانصهاره في عمقه الإفريقي. غير آبهة دبلوماسيته الديناميكية بمناورات خصوم وحدته الترابية.
وهي مناسبة كذلك للمكتب التنفيذي للعصبة في أن يقوي جسور التواصل مع المكاتب الجهوية والإقليمية بهذه المدن، ومع سلطاتها المحلية ومنتخبيها ومجتمعها المدني و شبابها. فضلا عن التعريف بالعصبة وبأهدافها وبأدوارها الريادية في مجال التربية الأساسية و محاربة الأمية.

وفي مداخلة نائبة رئيس جهة العيون الساقية الحمراء أوضحت فاطمة السيدة الطفرة النوعية الشاملة التي تحققت على مستوى إقليم السمارة بما فيها مجال التربية الأساسية ومحاربة الأمية.

بدوره أكد رئيس المجلس الإقليمي محمد سالم لبيهي على اهتمام الملوك العلويين بهذه الربوع عامة، والعناية المولوية السامية لجلالة الملك محمد السادس بإقليم السمارة على غرار مدن جهتي: العيون الساقية الحمراء، و الداخلة وادي الذهب. كما أشار إلى المجهودات الكبيرة التي بذلت بالإقليم منذ انضمامه إلى حضيرة الوطن الأم سنة 1975، بفضل معجزة المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني،
مذكرا بالأهمية الكبرى التي توليها السلطات المحلية والمنتخبون والمجتمع المدني للتربية الأساسية ومحو الأمية، وفق المقاربة التشاركية التي تجمع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالفرقاء، والتي تعد العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحو الأمية رائدها الأول.

من جهته أبرز البرلماني مولاي ابراهيم الشريف الدور البارز الذي يبذله ممثل الساكنة بالبرلمان للعمل على الاستجابة للتطلعات وربح المكاسب وتحدي الإكراهات وتراكمات الاختلالات السابقة على مستوى التدبير والتسيير الجماعي.

واعتبارا للانتماء السياسي للمكتب التنفيذي للعصبة، وتحرك قافلته لصلة الرحم مع الفروع والمنتخبين وخصوصا الاستقلاليين منهم، والتواصل مع الفئات الشابة والمجتمع المدني، استمع الحضور إلى نشيد حزب الاستقلال عربونا للانتماء وحفظا للعهد.

بعد هذا الفاصل، تناول رئيس العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية الدكتور لحسن مادي الكلمة معرفا مرة أخرى بالعصبة ومسارها الكرونولوجي، وما حققته ميدانيا عبر ربوع المملكة إلى جانب القطاع الوصي: وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي ومحو الأمية. والتي تعززت مصداقيتها بالرسالة المولوية السامية التي وجهها عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس إلى المؤتمر الوطني للعصبة بالرباط في العاشر من مارس 2000

وصولا الى فقرة التكريمات، خص الفرع الإقليمي للعصبة الوفد الرسمي وضيوفه بتذكارات تؤرخ للمناسبة، كما خص الدكتور مادي ورفاقه رئيس المجلس الإقليمي محمد سالم لبيهي، والمنتخبة الجهوية فاطمة السيدة، والوزير السابق أحمد الخريف، والبرلماني مولاي ابراهيم الشريف بتذكارات رمزية.

وعلى وقع تصفيفات الحضور أبت فاطمة السيدة إلا أن تولي التفاتة خاصة للعنصر النسوي المرافق لوفد الدكتور مادي، وأن تلبسهن الملحفة – الزي الرسمي للمرأة الصحراوية- وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. فيما ألبست الدراعة – الزي التقليدي الرسمي للرجل الصحراوي الحساني –

وقبل مغادرة القاعة والتوجه لزيارة المقر الجديد لحزب الاستقلال و فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و جيش التحرير، تناول الوزير أحمد الخريف في كلمته الأشواط المهمة التي قطعتها التنمية بالصحراء بصفة عامة وإقليم السمارة بصفة خاصة، شملت بنياته التحتية ومؤسساته العمومية وعنصره البشري. كما أشار بالدبلوماسية المغربية النموذجية في تبديد النزاع بين المملكة وخصوم وحدتها الترابية، لا سيما بعد العودة الميمونة للمغرب إلى جذوره الإفريقية، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وتناسل فتح القنصليات الأجنبية بالعيون والداخلة. هذا مع تذكيره باستراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد الأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقها جلالة الملك محمد السادس سنة 2015، والذي يعد ثورة حقيقية في مجال تدبير الحكامة.

وختاما لفعاليات هذا اليوم زار المكتب التنفيذي للعصبة موقع العصلي بوكرش و المتحف الأركيولوجي، قبل التحاقهم بمدينة العيون.

فبعد استراحة قصيرة، اجتمع الوفد مع رئيس المجلس الإقليمي وبعض المنتخبين، ثم التحق بعدها الجميع بمنتجع الساقية الحمراء حيث أقيمت حفلة عشاء وسهرة فنية على شرف الضيوف.

مشاركة