الرئيسية آراء وأقلام في تفكيك ثقافة الجوع ” الشبع هو بداية الجوع” أحلام مستغانمي

في تفكيك ثقافة الجوع ” الشبع هو بداية الجوع” أحلام مستغانمي

FB IMG 1613378473808.jpg
كتبه كتب في 15 فبراير، 2021 - 9:43 صباحًا

بقلم : ذ.نورالدين بوصباع

” وسيرو انتما عايشين غير بالخبز وتاي أما احنا واكلين شاربين شوفو حالكم انتما أجيعانين” لازمة كثيرا ما نسمعها في شجاراتنا وخصاماتنا وتُمثل بالتالي وعيا شقيا يلازمنا ويحدد مكانتنا الاجتماعية، انطلاقا من قواعد المأكل والمشرب.
نحن الشعب العجيب والغريب الذي يقف سقف تفكيره على مايأكل ومايشرب ولايتعدى هذا السقف التفكير في تحسين شروط حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولهذا حتى في نقاشاتنا كثيرا ما نلجأ دون وعي إلى ترديد كثير من المقولات القدحية المرتبطة بهذا السياق” بنادم لغدا ع الله ولعشا ع الله” و” بنادم مالاقي حتى مايكل وزايدها بلفهمات” و” بنادم ضربو لكرشو ينسى حتى للي خلقو” و‘‘الجوع والنوع والبكا بلا دموع‘‘.
ثقافتنا المجتمعية التي لا تشجع على القراءة ولاتسهم في إنتاج القيم الجمالية التي تهذب الذوق وترفع من وعينا الجمعي، ثقافتنا المجتمعية والتي في حالة انفعالية عوض أن تمتلك أعصابها وتعقلن ردة فعلها نجدها تتحدث عن ثنائية الشبع والجوع هي ثقافة تكتنز تاريخا من الجوع ومن القحط ومن الجفاف ومن سوء التغذية.
ليس الجوع أن نفتقد الأكل والمشرب بل أن نفقد الاحساس بالكينونة وبالماهية الوجودية، كلنا نعاني من سوء التغذية في أفكارنا وفي عواطفنا وفي تمثلنا للعالم.
ليس الجوع أن نفتقد الأكل والمشرب بل أن نفتقد رغبتنا في تغيير واقعنا المر و إشباع ذواتنا من الحرية والكرامة.
ليس بالموز والبطيخ الأحمر نحيا بل نحيا أكيد بوطن يسع للجميع و يضمن الكرامة للجميع، وبمسؤولين شرفاء لا يلتهمون كل مايقع في ايديهم حد التخمة.
إدارتنا للصراع الحقيقي تبدأ وتنتهي في نظري بتجاوز الحديث عن الجوع والشبع وأن ينصب على تمثل الحوار العقلاني الذي يحترم فيه كل واحد خصوصية الآخر فنحن جميعا أبناء هذه الأرض وابناء هذا الهم الوجودي الذي ينتظرنا جميعا، وعلينا أن نحافظ على أخوتنا وسلميتنا مع احترام بعضنا البعض.

مشاركة