رشيد أنوار / صوت العدالة
الساعة تشير إلى الثانية زوالا ، حرارة مفرطة ، و غبار يتناثر في الهواء ، يخرج الحسين أيت بلونص شاب في الثلاثينات من عمره ، يتكأ على عكازين فلاديين ،حاملا حقيبة رياضية على ظهره ، يمتطي الحافلة بعد طول انتظار للتوجه من الدراركة إلى مدينة إنزكان، ثم يصارع جحافل الراكبين لصعود حافلة أخرى في اتجاه مدينة أكادير ،و منها يضطر إلى المشي ما يقارب العشرين دقيقة ليلتحق بحي الكويرة بمدينة أكادير في مسار يتجاوز الساعتين …
تلك رحلة الوصول إلى ملعب القرب ليلتحق بزملاء يعانون من نفس الإعاقة (رجل مبثورة ) لمباشرة تداريب شبه يومية ضمن فريق النهضة الأكاديرية لكرة القدم لمبتوري الأطراف .
الفريق خرج للوجود في 21 مارس من سنة 2019 بقيادة الفاعلة الجمعوية نزهة الطركزي التى سهرت على إخراج الفكرة إلى أرض الواقع ، و باتت أول امرأة تترأس فريقا لكرة القدم بالمغرب ، لأول فريق لمبتوري الأطراف بجهة سوس بعدما كانت المنافسة تقتصر على جهة الدار البيضاء و الرباط .
يعيش الفريق ظروفا مادية صعبة ، لكن رغم كل شيئ تبقى العزيمة و الإصرار على المواصلة الهاجس الأكبر لكل أعضاء الفريق ،بعدما أصبحت ممارسة كرة القدم المتنفس الوحيد لأغلب أعضاء الفريق بعد حرمانهم من حياتهم الطبيعية بسبب حادثة سير أو مرض أنهى حلمهم في مداعبة الكرة .
