محمد جعفر/ سات تيفي
أوشكت الولاية الثانية لرئيس الجامعة فوزي لقجع على نهايتها، ومن دون أدنى شك تعتبرهذه الحقبة من أفضل السنوات لكرة القدم المغربية على جميع الأصعدة ، خصوصا في العقد الأخير، سواء على صعيد المنتخب الوطني الأول أو المحلي وحتى منتخب الشاب، كما هو الحال بالنسبة للأندية المغربية في العديد من الواجهات القارية وحتى العربية.
وقبل التتويج الأخير للمنتخب الوطني المحلي يوم أمس الأحد بثاني لقب له على الصعيد القاري والثاني له على التوالي في نفس المنافسة، لم تخلو أي سنة من تتويج مغربي أو على الأقل حضور قوي حتى آخر المنافسات، فقد توج فريق النهضة البركانية بلقب الكونفدرالية لسنة 2020 كما هو الحال لفريق الرجاء الرياضي الذي توج قبله بنفس اللقب إضافة لكأس السوبر الإفريقي قبل سنتين والنجاح إلى حدٍ كبير في كأس عصبة الأبطال لقطبي الدار البيضاء في نسختها الأخيرة والتي كان فريق الوداد بطلا لها قبل ثلاث سنوات، ساهمت في وجوده في كأس العالم للأندية والتي يعد الرجاء الرياضي أول فريق عربي يصل لنهايتها في سنة 2013، كما هو الحال للمنتخب الوطني المغربي الذي تصالح مع نهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب دام لأكثر من عشرين سنة ، وكذلك كأس أمم إفريقيا بمصر والذي عبر للدور الثاني بالعلامة الكاملة، والعديد من الإنجازات التي حققت في العشرية الأخيرة
نستعرض معكم أهم 6 أسباب جعلت كرة القدم الوطنية تعرف قفزة نوعية على جميع الأصعدة :
1- إستمرار العمل على تعيين رجال دولة تيقنوقراطيين على رأس الجامعة الوطنية المغربية.
بعد الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله في مؤتمر الصخيرات والتي دعى فيها جميع الأطراف الرياضية للعمل بشكل جدي قصد النهوض بهذا القطاع وتوفير جميع الأليات سواء، المادية أو اللوجستيكية والتركيزعلى نهج خارطة طريق فعالة، تم بعدها تعيين السيد علي الفاسي الفهري والذي أشرف على وضع اللبنات الأساسية لمشروع رياضي متوسط المدى بداية بتأهيل بعض الملاعب والمشاركة في تقديم كل الدعم للأندية المغربية وكذلك تمكين اللاعبين القدامى من ولوج عالم التدريب عبر تنظيم دورات تكوينة سواء داخل المغرب أو خارجه، وتهييء البرنامج الأولي لدخول أندية القسم الوطني للإحتراف والذي لازلنا لحد الآن نعمل على تطويره، بالرغم من الاخفاق على صعيد المنتخب الوطني لكن لا ننكر فظل الرجل في حينه وما ساهم به للوصل لما نحن عليه،
2 – ترأس السيد فوزي لقجع لرئاسة الجامعة والبعد التسييري الجديد لرجل المال في الدولة
لا يختلف إثنان على أن فوزي لقجع ومند أول يوم على توليه منصب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة لقدم ، وفي أول تصريحاته عبر على أنه أتى لتكملت ما بدأ به سلفه والتطبيق ما أوصى به جلالة الملك في رسالته، وبطريقة عملية أكتر،
بدأ الرجل في الرفع من الميزانية المخصصة للفرق الوطنية سواء في قسميها الأول والثاني وكذلك في أقسام الهواة، وذلك بزيادة مداخيل النقل التلفزيوني والعمل على فرض شروط الاحتراف، كما أن لقجع ركز على ضرورية التمتيلية المغربية داخل دواليب الإتحاد الإفريقي والغوص في كواليسه بعدما كان المغرب لا يغدو سوى عضو غير فعال داخلة منظومة كروية يتحكم فيها لوبي تونسي مصري، حتى أصبح النائب الأول لرئيس الإتحاد.
3- التركيزعلى تنظيم التظاهرات القارية والدولية وربط العلاقات
بداية بتنظيم كأس إفريقيا للشباب بالدار البيضاء سنة 2012 مرورا بتنظيم كأس العالم للأندية لسنتي 2013 و 2014 والتي عرفت نجاحا كبيرا خصوصا في نسختها الأولى، و منافسات كأس أمم إفريقيا للمحليين وصولا إلى بطولة إفريقيا للفوت صال بمدينة العيون، وكذلك الترشح لتنظيم نهائيات كأس العالم 2026 أمام خصم قوي من عيار الولايات المتحدة الأمريكية، إكتسبت الرياضة المغربية صيتا محترما لدى المجتمع الرياضي الدولي وقدرة البلاد على تنظيم كبرى الملتقيات، الشيء الذي جعل من المغرب رقم قوي داخل القارة السمراء وحتى على الصعيد الدولي إنتهى بدخول العديد من الوجوه المغربية للتسير داخل دواليب الكاف، مكن الرياضة المغربية من الدفاع عن حقوقها وحماية فرقها في حل المنافسات القارية والقطع مع الشطط الذي كان يمارس في العهود السابقة.
4- هيكلة المنتخبات الوطنية وتوفير جميع الظروف المواتية للتألق
عرفت الإدارة التقتية الوطنية العديد من التغييرات في عهد فوزي لقجع، بداية بتعين المدير التقني لجميع الفئات ووضع مساعدين مغاربة لكسب التجربة في التيسير التقني والإداري، بداية بناصر لاركيت الذي لا جلب الخبرة الأوروبية للكرة الوطنية وذلك بإشرافه على أكاديمية محمد السادس وعلى تكوين المدربين المغاربة وخصوصا اللاعبين القدامى. إخدات عصبة إحترافية، ومديرية تحكيم مسؤلة على قطاعها، ولجنة نزاعات تحفظ للاعب حقوقه المادية والفصل في النازعات، كما كان التركيز على العصب الجهوية، وفرض ضرورة تواجد مراكز التكوين داخل الأندية المغربية، زيادة على ترميم الملاعب بالعشب الطبيعي لممارسة سليمة،
5- السيولة المادية والإمكانيات اللوجستكية
لاحظ الجميع سواء، جماهير او مسيرين او متتبعين لقفزة الكبيرة التي عرفتها الأندية المغربية من الجانب الرياضي والمالي، وكيفية توفير كل السبل التي كانت عائقا أمام وصول الأندية المغربية للأدوار المتقدمة في المنافسات القارية، بداية بتخصيص منح خاصة من جامعة الكرة لكل فريق في حال تتويجه بإحدى الألقاب، زيادة على توفير التنقل الجوي مجانا لهذه الفرق، وهو العائق الكبير الذي كانت تجده معظم الفرق المشاركة،
6 – الإستفادة من أخطاء الماضي وإعطاء الفرصة لأبناء الوطن
في العشرية الأخيرة والتي لم تسلم هي كذلك من هفوات في بدايتها، إستفادت الرياضة المغربية من أخطاء بسيطة كانت سببا رئيسيا في الخروج المبكر من معظم المنافسات، فكانت البداية بالتركيز على جميع الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية عكس السابق، وكذلك إعطاء الفرصة للاعبين القدامى لترجمة خبرتهم الدولية والكروية داخل المنتخبات الوطنية ودمجهم في المنظومة الرياضية، وذلك بفرض مساعدين مغاربة على المنتخب الأول ومستسارين رياضيين دو قيمة كروية عالية، الشيء الذي إنعكس على الأندية الوطنية التي عرفت مع الأطر الوطنية الشابة العديد من التتويجات، سواء مع السلامي والسكيتيوي وعموتة وأخرين كانوا قاب قوسين من التتويج، وظهر ذلك جليا في تمتيلة المدربين المحليين في البطولة الإحترافية عكس الأعوام السابقة، أخطاء تم تداركها أعطت منتوجا كرويا مغربيا قادر على المنافسة في جميع التضاهرات.
كل هده الأسباب جعلت كرة القدم الوطنية تعود وتطفو على الساحة الرياضية الدولية والقارية ففي هي العقد الأخير توجت العديد من الفرق بكؤوس قارية او ثمتيليات مشرفة، كما هو الحال للمنتخب الوطني الأول الذي عاد للظهور مجددا بين الكبار في المنافسة ستة أسباب ساهمت في نجاح كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة
