FB IMG 1600939372424 5.jpg
كتبه كتب في 22 أكتوبر، 2020 - 5:34 مساءً

الشعبوية في الميزان…من هو الشعبوي؟

بقلم:نورالدين بوصباع

الشعبوي هو من يبيع الوهم للشعب برفع شعارات محاربة الفساد والاستبداد في حين أنه لايمتلك أي تصور عملي أو برنامج إجرائي على إنجازها و تنزيلها على أرض الواقع بكل فعالية تخرج الشعب من تهميشه ومن فقره المدقع، وانه يستثمرها فقط بشكل براغماتي للتأثير في عواطف الناس وعندما يفشل فإنه يصرح بعقبة العفاريت والتماسيح التي حالت دونما تنزيل الوعود والشعارات.
الشعبوي هو من يدغدغ عواطف الناس ويبشرهم بالخلاص وذلك باستثمار الخطاب الأخلاقي الذي يدعو على الفضيلة والتضحية ومحاربة المفسدين في الأرض في معاركه السياسية” المعارضة الأخلاقية” المبنية على محاكمة أخلاق الخصوم وبناء المشروعية انطلاقا من هذه المعارضة، ولاشك أن الجميع كان يتابع في البرلمان حجم هذه المعارضة الأخلاقية ولا زال الجميع يتذكر اختلاط السياسة بالوعظ الديني من خلال مقولة السيد عبد الاه بنكيران” غرغري أو لا تغرغري فو الله لا تذوقي اللحم ابدا حتى يشبع أبناء المسلمين” ولكن هل شبع أبناء المسلمين وتحسن واقع حالهم؟
الشعبوي هو من لا يمتلك أي مشروع مجتمعي متكامل وقابل للتطبيق على أرض الواقع سواء اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي وأنه فقط يمتلك فقط الشعارات والأماني التي يمني بها الشعب من خلال دعوته إلى التمسك بالصبر وتحمل المزيد من التضحيات وحمل تباشير التغيير الحقيقي ليس آنيا بل مستقبلا، وأنه فقط يشتغل على إثارة الحساسيات مهما كانت دينية أو عرقية أو عشائرية كي يستفيد منها في تحقيق مطامحه السياسية وبالتالي تحقيق رقيه الطبقي.
الشعبوي الغارق في عماءه هو من يتكلم عن الالتحام بمشاكل الشعب وعن النضال من أجل الجماهير الشعبية حتى تخرج من هشاشتها وفقرها وبؤسها الاجتماعي في حين انه من يجمع أكثر من راتب أو امتياز ويدافع عن اقتصاد الريع ويثور في البرلمان ويصف معارضيه بالشعبويين،لانهم يختلفون معه في رأيه.
كثيرة هي الصور التي التي يمكن أن نمسك من خلالها بماهية الشعبوي إنه أشبه بالسحر الذي يعمي بصرك بألعاب الخفة وأنت في ببلاهتك تعتقد أنه يؤتي العجب العجاب.

مشاركة