الرئيسية أحداث المجتمع عندما تقول اللغة كل شيء دون ان تنكسر.. كفى.. باسطا.. تقهر الصمت

عندما تقول اللغة كل شيء دون ان تنكسر.. كفى.. باسطا.. تقهر الصمت

IMG 20201031 WA0082.jpg
كتبه كتب في 31 أكتوبر، 2020 - 11:41 مساءً

م. بنعبد الله / ع. السباعي : صوت العدالة

عندما يكون الابداع والفن رسالة واضحة للتعبير عن هموم الاخر، وتكون النبرة بلغة النضال مفعمة بروح الحماس.. لتنقش على جدار الصمت مالا يقال.. انذاك وفقط نكون امام الحد الفاصل بين الادب الفني الرسالي الكاسر للجمود والباعث لروح النضال.

اللغة ليست بريئة بما يكفي.. فليس من السهل ان تحمل اللغة كل هذا التحليل للواقع، مع البحث عن كل الاحتمالات الممكنة لمسارات وتفاعلات المجتمع، مع تقديم نظرة تجمع بين الامل والالم في ان واحد، لتحكي بلغة الوشم، وتخط رسائل دفينة لكنها جلية بما يكفي و لا تحتاج منا لأي ايضاح.

واستحضارنا لعنوان قصيدة جديدة للشاعر المناضل عبد الرفيع جواهري.. الوردة العاشرة” التي تعد واحدة من أجمل القصائد الشعرية التي تغنت بشهيد الصحافة الاتحادية عمر بن جلون الذي كان صديقا لعبد الرفيع، والتي تغنى من خلالها بالجمال والحب ورسم واقعا يماهى بين الأمل المشرق المرتقب، وبين الحياة المعاشة المفعمة بالنضال وكسر شوكة اليأس المبتذل.

ربما ونحن نستحضر الذكرى الثلاثين، لاستشهاد عريس الشهداء المهدي بن بركة و التي أتحفنا سنة 1995 من خلالها الشاعر في قصر المؤتمرات بمراكش بقصيدته المُعنونة ب:” هل تكفي للنسيان ثلاثون سنة”، كتتويج لعمل نضالي جمع بين الوصف والتحليل السياسي، مقدما ايقونة ادبية سياسية تمجد انطلاقة الروح التي تأبى الانكسار، وتطرق باب الجمال بلغة اللهفة.

لغة الشاعر لم تنسى سبر أغوار الحدث السياسي بتفاصيله، ولم تكن لتتوقف عند حد المعرفة السطحية، بل ابدعت وابهرت واكتنزت في طياتها الشيء الكثير، ملعنة انها ليست حبكة بقدر ما هي حياة لذاتها، تعاش ولا توصف، جاءت لتكتب الحقيقة التي غابت عن الاخر وتدرك جل الوقائع وتطلعاتها.

كفى.. باسطا
فيطارد الموت بشراسة ليؤكد ان” لا قبر لا تابوت” .ويدخلنا الى حلمه الجميل ويطرح جوابا :
“لأنه الحلم هل الحلم يموت؟”
المهدي ما يزال بيننا هكذا يقول جواهري بان اسمه يخلد في كل الشوارع وكل العواصم العالمية:
“في هافانا وفي باريز
في القاهرة…
في الرباط في دمشق أو بيروت
الذكريات لا تموت
الذكريات لا تموت..”

عندما يطل علينا الشاعر عبد الرفيع جواهري وهو يعكس بروح ادبية قضية عريس الشهداء المهدي بن بركة ويفتح أفقا وفضاء ارحب، مع نبيل الحلم والأمل ليجدد فينا طاقة الحياة. ويجعل من قصيدته “كفى…. باسطا” طاقة مستحيلة تضمنا جميعا نحو دفء المحبة لننتصر للحياة وكمال الفرح وغبطة الوجود متحمسين لمحاربة النسيان ومنتصرين للقضية في أفق الأجمل والأروع والأمتع.

مشاركة