الرئيسية أخبار عالمية الملك كوفيد 19 يقتحم البيت الأبيض و يحدث أزمة فريدة..

الملك كوفيد 19 يقتحم البيت الأبيض و يحدث أزمة فريدة..

Screenshot 20201003 200355.png
كتبه كتب في 3 أكتوبر، 2020 - 8:02 مساءً

بقلم : ذ. عبد الله رشاك
صوت العدالة

أعلن ترامب أنه مصاب بكورونا ووزجته.”هو مرهق لكن المعنويات مرتفعة”
منذ ظهور الفيروس الغامض والرئيس دونالد ترامب يهون من خطورته ،رغم تحذير الخبراء من خطورته القاتلة في فبراير الماضي.لكنه استهان به وأخفى الأمر عن الأمريكيين، “حتى لا يصيبهم بالذعر” حسب تصريحه لصحفي فضيحة ووترغيت،ب ب إدواردBob Woodward .لكنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة للحد من الجائحة،ودخل في نزاع مفتوح مع الخبراء والمستشارين الطيبين.كما استعجل ترامب إعادة فتح الاقتصاد رغم ارتفاع الإصابات والضحايا في صفوف الأمريكيين (أكثر من208000).وتابع حملاته الانتخابية في تجمعات كبيرة مغلوقة ومفتوحة بدون اتباع الاحتياطات الموصى بها،من تباعد وارتداء الكمامات ….وكان آخرها تهكمه على منافسه المرشح الرئاسي جو بايدن بسبب التزام هذا الأخير بارتداء الكمامة خلال مناظرة الثلاثاء 2أكتوبر الماضي،وكذا مخالطة إحدى مساعداته المصابة بكورونا.
إن مرض رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (و.م.أ)على بعد شهر من تاريخ الاقتراع يوم 3نوفمبريطرح إشكالا لم يسبق أن عاشته البلاد ولا تنبأ به واضعو الدستور الأمريكي.Framers ففي حالة تدهور حالته الصحية وعجزه عن ممارسة مهامه،فإن نائب الرئيس يخلفه في تقلد مهام الرئاسة.لكن الجديد هو أن الرئيس مرشح للرئاسة و إسمه مكتوب على البطائق الانتخابية التي بادر بإرسالها عبر البريد الملايين من الأمريكيين.وحتى إذا قام الحزب الجمهوري بترشيح ثنائي لمنصبي الرئيس ونائبه ،فذلك لا يمكن عمليا ودستوريا بإلغاء ملايين بطاقات التصويت المستعملة التي أرسلت عبر البريد،مع العلم أن هناك تواريخ محددة في الدستور لا يمكن تجاوزها. نذكر منها بالخصوص ضرورة تنصيب رئيس منتخب يوم 20يناير 2021على الساعة 12 زوالا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية.

202010030229502950


وتعد فترة دونالد ترامب الرئاسية أعقد وأصعب فترة رئاسية على الإطلاق منذ نشأة أمريكا في القرن الثامن عشر. من جهة اعتبر صعود ترامب للرئاسة مفاجأة مدوية سنة 2016؛ وكان رفض أنصار الحزب الديمقراطي كبيرا وبخاصة مع انتشار اتهامات صريحة بتدخل روسيا في التأثير على تلك الانتخابات،وهو ما أكدته مؤخرا لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي،كما أشار إليه المستشار الخاص روبرت مولر Robert Muller في تقريره حول احتمال تواطؤ حملة ترامب مع جهات خارجية(روسية) في انتخابات الرئاسة ضد هيلاري كلينتون سنة2016.
ويتهم د.ترامب من شرائح واسعة من الأمريكيين بتأجيج العنصرية وانحيازه لليمين المتطرف ضد باقي العرقيات والأقليات وبخاصة السود واللاتينو Lalinos و تحقير النساء و بالعمل على تقسيم الأمريكيين أكثر والكذب ومحاولة الزج بالجيش والحرس الجمهوري في الاحتجاجات على سلوك أفراد الشرطة وتورط عدد من أفرادها في عمليات عنصرية أدت إلى اندلاع أعمال عنف وتخريب للممتلكات والمباني في كافة أرجاء و.م.أ .
علاوة على ما سبق،فإن ترامب ،المتابع في عدة قضايا فساد أخلاقي ومالي وسب وقذف،يعمل على استعمال المؤسسات الأمريكية من إدارة وقضاء وغيرها لخدمة مصالحه الشخصية وقام بإقالة كل من يعارضه وكل من لا يخلص له شخصيا ،بدءا بكاتب الدولة في الخارجية السابق ريكس تيليرسون ورؤساء الوكالات المركزية والأمن القومي (جون بولطون) وسامي الموظفين الحكوميين ،في ما يمكن اعتباره تطهيرا وتغييرا حكوميا وإداريا غير مسبوق وهو معاد للإستابليشمانت Establishment أو ما يسميه بالدولة العميقة،deep state .في المقابل وظف محل هؤلاء رجالا ونساء أقل كفاءة وحنكة في مناصب حساسة جدا ووكالات الأمن القومي الداخلي ،بل امتدت يداه إلى حبك مؤامرات للإطاحة بقضاة فيديراليين نزهاء ،لعدم مسايرتهم لترامب في قضايا تصريحاته الضريبية وملفات اصدقائه وداعميه بتواطؤ مع النائب العام ،وليام بارWilliam Barr،حليفه المخلص.
هذا دون الحديث عن دخول ترامب في مواجهات متواصلة مع الصحافة والإعلام ومالكي وسائط الاتصال الاجتماعي (تويتر والفايس بوك ومالك أمازون سي. إن.إن …) وهيآت الخبراء والأطباء…
و بعد إفلاته من العزل،إثرمحاكمته في مجلس الشيوخ بسب قضية أوكرانيا، توالت عليه، في الشهور الأخيرة،تصريحات وكتب عديدة ضده ،أشهرها كتاب جون بولتون وكتاب ابنت أخيه المتوفى وكتاب بوب وود وارد كما صدرت وإدانات من كبار الموظفين السابقين الذين صرحوا،كلهم،بأن ما يحرك ترامب في تدبيره اليومي هو العمل على تأمين إعادة انتخابه فقط،وأجمعوا على عدم اهتمامه بالشأن العام الأمريكي إلا بقدر تحقيق هدفه هذا. ولبلوغ ذلك،ما فتيء ترامب يشكك في التصويت عبر البريد في كل خرجاته الإعلامية،بل ذهب حد عدم الاعتراف بهزيمته المحتملة في المنافسات الرئاسية الحالية وقام بتعيين مدير عام جديد للبريد من أنصاره و أوحى إليه بإدخال تعديلات على مصالح البريد من شأنها تأخير وصول بطاقات الانتخاب عبر البريد إلى مابعد 3نوفمبر، وذلك لخلق أزمة سياسية و دستورية.
و في مناظرة الثلاثاء 2أكتوبر ضد جو بايدن ، أوصى ترامب،صراحة، مناصريه من اليمين المتطرف بالبقاء متأهبين لكل طاريء(stand by).
كل هذه التطورات تلقي بظلال من الخوف والتوجسى والترقب بين الأمريكيين والسياسيين الذين يعتبرون هذه الانتخابات على أنها أخطر ما عرفته البلاد إلى اليوم.
في ظل هذه الأجواء،أصيب ترامب وزوجته بكورونا في وقت حرج زاد من تعقيد الأمور الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، وتهديد الأمن القومي الأمريكي،مع احتمال تدهور صحة الرئيس الذي أجبر على إلغاء كافة التزاماته وإصراره على أنه قادر على ممارسة واجباته الدستورية .
فكيف ستتطور الأمور ؟ وكيف سيتعامل الرئيس بعد شفائه وما هو سلوكه في مواجهة كورونا واتخاذ الاحتياطات اتجاهه،بعد إنكاره واستخفافه السابق بهذا المرض؟
ويبقى السؤال الأهم هو ماذا ستكون إجابات النظام السياسي الأمريكي في حالة وفاة الرئيس،وهو المرشح الرئاسي؟
لعل هذا الافتراض سيكون محكا وتمرينا سياسيا ودستوريا فريدا في تاريخ و.م.أ. لكل من الحكومة الفيدرالية والكونغرس بمجلسيه( م.الشيوخ و م.النواب)جميعا. والمحكمة العليا الفيدرالية في واشنطن وللمجتمع السياسي والمواطنين الأمريكيين.

مشاركة