الرئيسية آراء وأقلام اللي عندو الغولة ف التليس ما يعرف جمعة ولا خميس في تفكيك جذر الشر

اللي عندو الغولة ف التليس ما يعرف جمعة ولا خميس في تفكيك جذر الشر

FB IMG 1600939372424 6.jpg
كتبه كتب في 26 أكتوبر، 2020 - 11:06 صباحًا

بقلم: ذ.نورالدين بوصباع

أعطابنا في التنمية وتحقيق التقدم وتجاوز حالة العجز والتخلف والتبعية والتهميش يتظافر فيها عاملان خطيران اولهما العامل الخارجي المتمثل في الاستعمار أو الانتداب وما خلفه هذا الاستعمار من أذناب ونخب تخدم مشروعه الكولونيالي، وتحتكر جميع مفاصل الدولة، وثانيهما العامل الداخلي المتمثل في استئساد الفساد والاستبداد وطغيان الكومبرادورية الذيلية واستفحال الرجعية التي لا تمتلك أي مشروع مجتمعي حقيقي وعملي اللهم الدفاع عن الاستمرارية، وأخيرا تحالف النخب المنتفعة من الريع واستفادتها من خيرات الوطن مع محاربتها لكل من يريد أن يلتحق بها.
الواقع أن الشر الجذري نعيش تفاصيله بشكل يومي في حياتنا وفي معيشتنا التي نجاريها بكثير من الخوف وانسداد الأفق هي في أصلها ليست في عدم قدرتنا على التفكير في مخرجات لوضعنا الطبقي الهش ولا في عدم استطاعتنا تحدي وضعنا الاقتصادي والاجتماعي المزري، ولا في رغبتنا في الابداع في حياتنا وخلق إضافات جمالية في محيطنا من كل جوانبه، ولكن المشكلة الجوهرية في غول الفساد والاستبداد الذي يستمتع في قهر البسطاء وحرمانهم من السعادة بسرقة أحلامهم وخيراتهم ومستقبلهم، إنه الغول الذي يشكل شبكة من المصالح والامتيازات والنخب التي تؤطره من أحزاب سياسية ونخب دينية وفاعلين اقتصاديين و مؤثرين ثقافيين وتشكيلات نقابية منتفعة وجدت المجال خصبا للاسترزاق والسرقة فتحالفت فيما بينها وأقسمت الا تفوت الفرصة حتى تمتص ماتبقى في عروق الفقراء والمهمشين من دماء ومن رغبات في الحياة.
ما نشاهده من فوارق طبقية مستفحلة وما نعيشه من انسداد أفق ومن غياب عدالة اجتماعية ليس له من تفسير سوى استئساد الفساد و استشراء المحسوبية والتهرب من المحاسبة، إنه الغول الأكثر شراسة لأنه لا يشبع ولا يخجل ولا يفكر في الأخرين، هو غول يتسلل إلى تفاصيل حياتنا ويدغدغ مشاعرنا بضرورة حب الوطن والدفاع عن المقدسات ولكنه لايترك شيئا يقع بين يديه من عقارات ومن امتيازات ومن ريع، هو جدر الشر الذي يمتلك القدرة والفاعلية على إنتاج الخطابات والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إنه الانسان/الاطار/الغول الذي لايمتلك الضمير الانساني اليقظ الذي يأمل الخير للجميع ويهدف إلى رفع الغبن عن الإنسان، إنه الغول كما وصفته الأمثال الشعبية لا يعرف لا جمعة ولا خميس.

مشاركة