الرئيسية آراء وأقلام هل من الممكن أن نكون سعداء في المغرب؟

هل من الممكن أن نكون سعداء في المغرب؟

FB IMG 1600939372424.jpg
كتبه كتب في 24 سبتمبر، 2020 - 10:24 صباحًا

بقلم:نورالدين بوصباع

السوسيولوجي المغربي منير الحجوجي في كتابه القيم والمهم ” القوات المسلحة الايديولوجية” في جزء من الكتاب يطرح سؤالا وجيها ومهما وهو هل من الممكن أن نكون سعداء في المغرب؟ ويجيب برؤية سوسيولوجية واعية على مختلف الأعطاب التي تجعلنا تعساء انطلاقا من السياسة إلى الثقافة إلى الاقتصاد إلى طبيعة النسق الطبقي التي ترسخ عبر عقود من الاستبداد والفساد الذي استشرى بشكل غير مسبوق داخل أجهزة الدولة وهذا ما يجعلنا أكثر الأمم بؤسا وأكثرهم استعدادا لهجرة الوطن والبحث عن الخلاص ولو كان بالمخاطرة بالنفس والارتماء في عرض البحر في مغامرة موت أو حياة.
في مسالة السعادة هناك سؤال وجيه وهو هل الذين يسرقون قوت الفقراء وينهبون أرزاق الناس بالباطل، ويغتنون على حساب عرق الكادحين و المياومين هم سعداء؟ وهل من يزيفون التاريخ ويبيعون الوهم للناس المغلوبين على أمرهم ثم يخونونهم في نهاية المطاف هم سعداء؟ وهل الذين يكذبون على أنفسهم ويوهمون أن حالنا بخير وأننا نعيش كما ينبغي هم سعداء؟وهل الذين يقتاتون من خيرات الوطن وينجبون اطفالهم خارج الوطن سعداء؟
هل الإنسان الذي لا يشعر بتأنيب الضمير لأنه خان الأمانة واغتصب حقوق الغير ليجمع الثروة الحرام مهما كانت مصادره هو سعيد كما يعتقد؟ وهل الإنسان الذي يمارس التدليس و التزوير وكافة الأساليب الشيطانية لينال من سعادة أخيه الإنسان هو سعيد كما يظن؟
الذين يبحثون على السعادة في اغتصاب حقوق الناس وسرقة أحلامهم و امتلاك الأموال والعقارات هم واهمون حسب تعبير تشارلز سبورجون الذي يرى أن السعادة ليست بمقدار ما نملك من الأشياء، بل بمقدار ما نستمتع به في حياتنا بما نملكه..فهذه هي السعادة الحقيقية وليست السعادة التي تتبعها اللعنات والسخط ونظرات الاشمئزاز ، فهذه الأخيرة سعادة مؤقتة ومزيفة و هي سعادة أناس بلاكرامة وبلا قيمة و ذلك لسبب وحيد و اوحد وهو أن الأصل في السعادة هو الكرامة.
في تعريف جون ستيوارت ميل يقول “لقد تعلمت البحث عن سعادتي بالحد من رغباتي لا بمحاولة إرضائها” هذه الرغبة التي تتجاوز الفضيلة والأخلاق والقيم لتصبح لذة سادية و رغبات طائشة وبحث روتيني عن مزيد من النهب والسرقة والاعتداء على الناس والوطن بسرقة الأراضي والتلاعب في الصفقات العمومية و سرقة المال العام ونهب صناديق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يجب التصدي لها وفضحها بكل السبل الممكنة، ويجب أن تقوم الدولة والمجتمع المدني للتصدي لكل من اختاره الشعب ليمثله أحسن تمثيل في تحصين مكاسب المدينة والعمل على ازدهارها وليس ملأ الجيوب و الأرصدة البنكية وتبييض الاموال وتهريب الاموال الى الملاذات الآمنة وهنا أنا لا أتحدث عن المدينة الفاضلة كما تصورها أفلاطون ولكن مدينة تضمن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية للجميع.

مشاركة