الرئيسية آراء وأقلام تيفلت :هل يكفي إغلاق الوحدات الصناعية لمحاصرة كورونا

تيفلت :هل يكفي إغلاق الوحدات الصناعية لمحاصرة كورونا

tifelt 4 1.gif
كتبه كتب في 24 سبتمبر، 2020 - 11:21 صباحًا

صوت العدالة -عبد السلام اسريفي

سجلت تيفلت مؤخرا تزايدا خطيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا،حيث تجاوز الرقم ال200 إصافة في ظرف 48 ساعة،والسبب حسب مصادرنا هو بروز بؤر في وحدتين صناعيتين بكل من عين الجوهرة وتيفلت.

تزايد الإصابات،أربك فعلا السلطات بالاقليم،وخلق نوع من الخوف والهلع داخل الأسر التي لها علاقة بهذه الوحدتين،وبالتالي خرجت الأمور عن السيطرة،فلم تجد السلطة بد من إغلاق المدينة وفرض تدابير مشددة لمحاصرة الوباء.

وحسب المعطيات المتوفرة للجريدة،فالوحدتين الصناعيتين الان في عطلة ،في انتظار ما ستؤول اليه الأوضاع،خصوصا،أن عدد المخالطين جد كبير،ويصعب حصرهم ،أو حتى إخضاعهم جميعا للتحاليل المخبرية لمعرفة مدى إصابتهم بالفيروس من عدمه.ما يفرض إغلاق الوحدتين ونهج سياسة استيباقية لمنع تفشي الفيروس بين سكان المدينة حسب ما يطالبه به البعض.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه،هو هل يكفي إغلاق هذه الوحدات حتى تتراجع الأرقام بالمدينة والدائرة؟

الإجابة عن السؤال تجرنا الى تتبع تفاعل السكان عبر مواقع التواصل الاجتماعي،والاستماع الى نبض الشارع،فالكل مقتنع،أن الوضع خرج عن السيطرة،وأن الواجب يحتم على السلطات بالاقليم إغلاق كل وحدة صناعية تهدد النظام الصحي العام ،حتى بظهور حالات قليلة،ما بالنا بتسجيل العشرات إن لم نقل المئات،لقطع الطريق أمام الفيروس،خاصة أمام التراخي الغير المبرر للسكان،واستصغارهم للأمر،وعدم جديتهم في اتخاذ التدابير الوقائية.

فالشارع في تفاعله يتساءل عن سبب السماح للوحدات الصناعية بالاشتغال رغم ظهور حالات مؤكدة،وسبق لوزير الداخلية لفتيت ،أن قال بخصوص الشركات التي لا تحترم التدابير “إن السلطات العمومية لن تتوانى عن اتخاذ جميع التدابير الضرورية التي تستلزمها ضرورات الأمن الصحي لعموم المواطنين، بما في ذلك إغلاق الوحدات التي لا تحرص على الالتزام بالتدابير الاحترازية المقررة وبقواعد البروتوكول الصحي المعمول به، ومتابعة المسؤولين عنها إن اقتضى الأمر.”،وكانت الغاية من القرار هو منع تفشي الفيروس والحفاظ على النظام الصحي العام.

اليوم،وقد انتشر الفيروس في المدينة،وتزايدت خطورته،هل يكفي إغلاق الوحدات الموبوءة للقول أننا سنتمكن من محاصرته والقضاء عليه،أم يجب اتباع تدابير أخرى قادرة على امتصاص هذا الارتفاع.

السلطات بالمدينة بتنسيق مع شركائها،قررت فرض تدابير مشددة،ابتداء من إغلاق المدينة وتحديد ساعات الاغلاق للمتاجر والمقاهي واغلاق الساحات والحدائق….الى تنظيم دوريات لفرض التدابير خاصة ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي،لكن،هذا لا يكفي،ما دام أن هناك عناصر مقاومة تنسف كل هذه الجهود.

فالحل الوحيد لمحاصرة الوباء بعدما أصبح أمر واقع،هو التزام المواطن بالتدابير الوقائية في حياته اليومية،اقتناعه بدوره في الحد ولما لا القضاء على الفيروس،اتباعه للتعليمات التي تعطيها السلطات العمومية،مساهمته في نشر ثقافة الحماية أفضل من العلاج،بالشارع والبيت وفي كل مناحي الحياة،بعيدا عن نظرية المؤامرة التي تتغذى عليها حركات عنصرية سبق أن خرجت بألمانيا وهولندا ودول أخرى.

فالمغرب بلد ،امكانياته لا تسمح بارتفاع عدد الاصابات بالفيروس الملعون،فلا بنياته التحتية تسمح ولا الامكانيات المخصصة ستكفي،وبالتالي،فالحل يمتلكه المواطن العادي،الذي يخرج للشارع ويدعي أن الفيروس من صنع البشر وأن الأمر مجرد لعبة يلعبها الكبار على بطون الصغار.وهذا لن يفيد اليلد في شيء بقدر ما سيستنزف قدراتها المالية والبشرية ويعطل مشارعها وتنميتها ،بل يرجعها سنوات للوراء،فكفى من الأنانية والاستخفاف،آن الأوان ،أن يتحمل المواطن مسؤوليته،ويساهم بدوره في محاربة الفبروس من موقعه أيا كان،لأنه الحل الوحيد المتبقي،حتى ولم قامت الدولة بإغلاق كل الوحدات الصناعية بالمغرب.

مشاركة