الرئيسية غير مصنف تربية التلاميذ وتربية البهائم في فصول دراسية مشتركة

تربية التلاميذ وتربية البهائم في فصول دراسية مشتركة

IMG 20200804 WA0113.jpg
كتبه كتب في 4 أغسطس، 2020 - 11:27 مساءً

بقلم : محمد السعيد مازغ

أثار منظر وجود بهائم داخل فصل دراسي بإحدى مؤسسات التعليم الخصوصي حفيظة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. ووجدوا فيه مادة دسمة وموضوعا قابلا للتنكيت، والتحليل والرأي، كما حظي بمشاركة واسعة النطاق داخل مجموعات الفضاء الأزرق وبعض المواقع الإخبارية، وتكمن الإثارة في كون فيديو البهائم داخل الأقسام المدرسية، نشر في ظرفية استثنائية يشهد فيها المغرب، ولأول مرة في تاريخه، تعميق الفجوة بين أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وبعض مؤسسات التعليم الخصوصي التي بلغت حد التصادم والمساءلات القانونية، بسبب تداعيات جائحة كورونا التي انعكست سلبا على الظروف الاجتماعية والاقتصادية لعدد كبير من الأسر، وفرضت تغييرا في الاستراتيجية المتبعة في التدريس، واعتماد التعليم عن بعد مكان التعليم الحضوري، ومن أسباب تأزيم الوضع، رفض بعض مؤسسات التعليم الخصوصي التخفيض أو التنازل عن بعض مستحقات الواجبات الدراسية، وفشلت في إيجاد صيغ توافقية تصون وشائج العلاقة التي ينبغي ان تربط المؤسسة بمحيطها، وتحسين علاقتها بأولياء التلاميذ، وبالتالي فتحت شهية بعض المحللين والمنتقدين لتسليط الضوء على مجموعة من الاختلالات التي تزامنت وجائحة الحجر الصحي، والتي في نظرهم كشفت عن مؤسسات مواطنة، هدفها الأسمى التربية والتعليم، وتحسين المردودية،ومواجهة التحديات في إطار من التضحيات ونكران الذات، ومقاولات تجارية، لا علاقة لها بالشأن التربوي، لا يهمها سوى الربح المادي، وهي مستعدة لرفع الإيقاع، والدخول في صراعات ومعارك مع الآباء، وذهب بعضها حد التهديد بطرد التلاميذ انتقاما من آبائهم، او مقايضة الشهادات بأداء الرسوم والمستحقات، والسعي إلى لَيِّ كتف الدولة بالتلويح بالإغلاق النهائي للمؤسسة وتشريد أطرها التربوية والإدارية وحرمانهم من حقوقهم المادية والمعنوية، والمطالبة بالاستفادة من صندوق كورونا وغيرها من المطالب والإجراءات التي لا تترك شكا، في ان مثل هذه العلقيات الانتهازية لا تتوانى في اقتناص أي فرصة للكسب السريع، ولو على حساب القيم والمبادئ وجيوب المستضعفين، مستعدة لتحويل الفصل الدراسي الى زريبة للأغنام، والمؤسسة إلى سوق للبيع والشراء والسمسرة، فمهوم التربية بالنسبة للنمودج الثاني التجاري الربحي لا يفرق بين تربية الابناء، وتربية البهائم، فكلاهما يأتي في الأخير بالربح المادي، واذا تضررت المداخيل بسبب الجائحة، وتسبب في خلل في رقم المعاملات المادية شبه القارة للمؤسسة، فإن البهائم في عيد الأضحى ومع ازدياد الطلب، ومنع السلطات عرض وبيع الأغنام في الساحات والمستدوعات، فإن ذلك يصب دائما في المصلحة الخاصة، ويضاعف المداخيل، ويقوي رأس مال المقاولة الجشعة، مما ينطبق عليها المثل الشعبي :}{طالعة واكلة، نازلة واكلة..}

والغرابة في الموضوع، هو ان بعض هذه المؤسسات تشتغل وكأنها في منأى عن المساءلة، مستغلة ترهم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات والإقليمية التي تتعامل مع التعليم العمومي خلاف التعليم الخصوصي، وتدخل في ذلك اعتبارات كثيرة تتنافى وما يخوله لها القانون من صلاحيات، وما تقتضيه المصلحة العامة من مبادرات.

وما دام الوضع خارج السيطرة، نهمس في أدن السيد سعيد أمزازي وزير التبريبة الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المغربي، من الأحسن أن تضيف بندا جديدا لفائدة مؤسسات التعليم الخصوصي، وهو تربية التلاميذ والبهائم في فصل واحد، التلاميذ يتلقون تعليمهم عن بعد، والبهائم بستفيدون من التعليم الحضوري، وبذلك تفك أزمة التعليم، ولن تعود مسألة الماديات تطرح مشكلا بين الاسرة والمؤسسة الخصوصية في ظل التوافقات و” عفا الله عما سلف “.

مشاركة