الرئيسية آراء وأقلام الملائكة لا تحلق فوق سماء تازة.

الملائكة لا تحلق فوق سماء تازة.

IMG 20200805 WA0094.jpg
كتبه كتب في 6 أغسطس، 2020 - 12:09 صباحًا

تحولت مدينة تازة إلى مدينة ينطبق عليها عنوان الفيلم المغربي مع تحوير بسيط “الملائكة لا تحلق فوق البيضاء”حيث يبدو أن الملائكة لا تحلق في سماء مدينة تازة التي اصبحت تبحث عن حفار و قبر ومراسم دفن و شاهد، بعد أن أسلمت الروح أمام سياسيون و منتخبون و مافيا عقار ، و حولوها الى مجرد قاعدة انتخابية لحشد مزيد من الأنصار والأصوات والمناصب، و إلى جنة للعقار والمضاربات ورخص الاستثناء وملاذ لتهريب الأموال وغسلها في مشاريع خاصة ضخمة بلا عائدات مباشرة على المواطنين،
طبقة سياسية ضحت بالمدينة وسكانتها ورهنوا حاضرها ومستقبلها لتقوية مصالحهم ومواقعهم مجهزين عليها لاجل ذلك في جنح الظلام، ومتبادلين أنخاب الانتصار، ومسجلين الجريمة باسم مجهول وسط صمت ان لم نقل عجز من كل السلطات .

ماتت المدينة وماتت معها احلام شبابها وساكنتها ، بسبب سياسات عمياء تفتقد لروح التخطيط و الرؤية الاستشرافية أو حكامة، رغم الموارد المالية والتعبئة البشرية التي توفرها الدولة للمنطقة والجهة.
فلماذا فشل المسؤولون في تنزيل مخططات التنمية إلى حد الآن، رغم توفر الإمكانيات المسنودة بإرادة ملكية؟
لماذا تتقدم مدن أخرى، أقل كثافة ومؤهلات وإمكانيات وتتأخر تازة(جرسيف ، تاوريرت،)؟
ما سر لعنة الفشل الذي تطارد أغلب المشاريع المهيكلة ؟ وهل المشكل في نظام الحكامة ، أم في كفاءة المسيرين؟ أم في الحسابات السياسوية الخفية بين أطراف غير مرئية ظاهرها الصراع وباطنها الاتفاق والصفقات .
وما موقع مخطط تنمية المدينة ومخطط اعادة الهيكلة وغيره من البرامج ، التي لم تراوح مكانها من الإعراب؟ وهل حققت كل أهدافه و تصوراتها ام بقيت بدون وقع او أثر حقيقي على المواطنين .
خصوصا امام فشل مجلس الجماعة في تنفيذ اختصاصاته العادية، مثل النظافة و تنظيم المجال وتحرير الملك العمومي و تدبير الحدائق والفضاءات الخضرا ء دون الحديث عن المشاريع الكبرى، مثل المحطة الطرقية محطة القطار من الجيل الجديد محطة معالجة المياه العادمة تهيئة المدخلين الشرقي والغربي للمدينة.
و كيف تتحول القوانين وآليات الاشتغال وأدوات الحكامة (الشبابيك الموحدة) إلى معرقل بسبب البيروقراطية وضعف الحكامة والجودة، بدل أن تكون قاطرة دفع نحو جلب مزيد من الاستثمار المنعدم اصلا والمتركز فقط في قطاع البناء والذي لو وجد سينعكس على الواقع الاقتصادي للمدينة وسوقها التشغيلي الذي اصبح طاردا لشباب المدينة بسبب ضعف فرصه وضآلتها وعدم استجاباتها لطموحات هذه الشريحة من ابناء المدينة والإقليم .

مشاركة