الرئيسية آراء وأقلام الزامية تكريس مبدأ (المثاقفة) من اجل اندماج آمن للمهاجرين في المغرب

الزامية تكريس مبدأ (المثاقفة) من اجل اندماج آمن للمهاجرين في المغرب

Screenshot 20200818 073442.png
كتبه كتب في 18 أغسطس، 2020 - 7:34 صباحًا

يونس مني الركراكي

ظاهرة الهجرة بالمغرب وسبل اندماج المهاجرين التي يركز عليها هذا الملف تتحدد بين اللاجئين السوريين والمهاجرين الأفارقة الوافدين من جنوب الصحراء بحثا عن حياة أفضل وهروبا من الفقر والمجاعة في اتجاه القارة الأوروبية عبر اﻷراضي المغربية التي كثيرا ما يضطر المهاجرين الى الاستقرار بها وبالتالي التصادم بين مجموعة من العوامل والعوائق التي تحول دون نجاح اندماج الوافدين في المجتمع المغربي.

وفي هذا الصدد سنحاول من خلال مقالنا هذا تسليط الضوء على ظاهرة الهجرة بالمغرب والإحاطة قدر الإمكان بالعوامل الضرورية التي من شأنها أن تؤدي إلى التكيف النفسي والإندماج الإجتماعي الناجح للمهاجرين في المجتمع المضيف بصورة عامة، وآثارها وسبل إنجاحها بصورة خاصة احتراما للمواثيق واﻹتفاقيات الدولية.

في زمن العوملة وتفكك الحدود الجغرافية لا يزال يعرف المغرب حركات هجرة بدون توقف سببها بالأساس المعاناة من الفقر والأحوال الاقتصادية السيئة المنتشرة في البلد المهاجر منه، بحثا عن فرص في بلد آخر غالبا ما تكون نظرة المهاجر إليه أنه أفضل من بلده الأصل.

فبعد وصول المهاجر إلى الأراضي المغربية، أول ما يبحث عنه هو كسب قوته اليومي في إنتظار ترتيب طرق تنفيد هدفه المرسوم قبل مغادرة بلده الأم ، هذا الهدف لديه ينقسم إلى جزئين متفاوتين في درجة الأهمية ، أولهما يركز فيه المهاجر أو اللاجئ على أن المغرب قنطرة عبور إلى الضفة الأخرى وهو الجزء الأساسي من الهدف لأغلب القادمين ،أما الجزء الثاني والذي لا يعتمده هؤلاء الوافدين إلا بعد فشل وإحباط محاولاتهم من أجل العبور إلى الضفة الأخرى ، وهو الإقتناع أن المغرب يمكن أن يكون أرض إستقرار لهم ويمكنه توفير الفرص بحسب ما تم إطلاقه من برامج لفتح وتبني قضية الإندماج وحماية حقوق المهاجر، كما أن فرصة تحسين الظروف الإقتصادية في البلد المستضيف مبنية على قدرة وإمكانية المهاجر على الإندماج في المجتمع الجديد،حيث يعتبر هذا الإندماج شرط أساسي لإنفتاح أبواب الفرص الإقتصادية، والمبنية كذلك على عامل التقبل المرتبط أساسا بعملية التفاهم ثقافيا كما يواجه هؤلاء المهاجرين واللاجئين صعوبات نفسية واجتماعية في المجتمع المغربي الذي يعتبر أرض ثقافة جديدة بالنسبة لهم شأنهم شأن كل مهاجر إختار مغادرة بلده والإبتعاد عن ثقافته الأصل من أجل الإندماج في ثقافة جديدة.

وبما أن عملية الهجرة أصبحت جزءا في تركيبة واقعنا المعاصر وأصبح المغرب بلدا مستضيفا أصبحت ضرورة تبني وإعتماد عملية المثاقفة الناتجة عن التواصل الثقافي جد ملحة،سواء بين الفرد والجماعات من أجل تحقيق غاية الإندماج الآمن.

إن مبدأ المثاقفة الحجر الأساس من أجل إنجاح عملية الإدماج السليم والآمن، هذا الإندماج الذي يفرض على المهاجر واللاجئ التغيير الاجتماعي أو تغيير الحياة الاجتماعية، وانعكاس ذلك التغيير على الثقافة مما يلزمنا كمجتمع ومسؤولين بنشر التوعية وتبسيط مراحل المثاقفة وتقديم كل التسهيلات من أجل تيسير وتلقين ثقافتنا للمهاجر الجاهل لها ، وكذلك أخذا بعين الإعتبار أن سياق المثاقفة لا يشتمل فقط على اكتساب ثقافة أخرى بل يجب أن يلزم بالضرورة الباحث عن الإندماج في ثقافة جديدة جراء فقدان مقدار ما من ثقافته الأصلية والذي لا يمكن ضخه في الثقافة المراد إكتسابها، وذلك بإعتباره باحثا عن الإندماج وليس عن التبادل الثقافي، وكذلك أساس تمكينه من التعايش داخل المجتمع الذي اختاره من أجل العيش فيه وتجنيبه خرق القوانين والعادات المغربية،كما يجب علينا جميعا كمسؤولين ومجتمع مدني إلزامه بالجدية من أجل الإندماج والإحترام الكلي لثقافتنا مع الأخذ بعين الإعتبار الفروقات النفسية والإجتماعية بين كل مهاجر واخر ، وكذلك الصراع النفسي والثقافي الذي يعيشه بسبب شعوره بغرابة البيئة التي يتواجد فيها وفشله في بلوغ هدفه اﻷسمى بالعبور الى الضفة اﻷخرى ،الامر الذي يستلزم ايلاء اهتمام الى مبدأ اﻹحتضان الثقافي واعتماده كسبيل أوحد لتحقيق الاندماج داخل المجتمع المغربي

مشاركة