الرئيسية آراء وأقلام لماذا لا يعترف العرب والمسلمون ببعضهم البعض؟؟

لماذا لا يعترف العرب والمسلمون ببعضهم البعض؟؟

FB IMG 1592906676185.jpg
كتبه كتب في 5 يوليو، 2020 - 3:54 مساءً

بقلم:ذ.نورالدين بوصباع/ شاعر وكاتب

أن يعترف الغرب بابن رشد ويعتبره المفكر الألمعي الذي فتح الباب أمام التنوير وأن يكرمه بأفخم تمثال في قرطبة، وأن يعترف مفكرون وفلاسفة وعلماء من قبيل هيجل و نيتشه و فولتير و فرويد و اينشتاين بقيمة باروخ سبينوزا و الفلسفة السبينوزية التي شكلت علامة مفارقة في الفكر الفلسفي، وأن ينعي بيل جيتس العالم المصري عادل محمود بتدوينة مؤثرة على موقع تويتر يقول فيها بأن العالم فقد واحدًا من أعظم المبدعين في اختراع اللقاحات في عصرنا الدكتور عادل محمود الذي أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأطفال في حين يتغافله العرب والمسلمون في قنواتهم الإعلامية التي يطبعها التحريض وبيع الوهم و تمجيد التفاهة، وغيرها من صور الاعتراف التي تثير الانتباه و الدهشة.
الواقع أن سياقاتنا الاجتماعية والثقافية وتنشئتنا الاجتماعية المعطوبة بالإضافة إلى أنساقنا السياسية والتي لا تراهن على شيء جدي ومفيد ونافع ويدفع بالإنسان إلى الإبداع والعطاء والإحساس بالكينونة سوى رهان السلطة، والتي لا تعترف بالإنسان كقيمة إلا إذا كان في خدمة السلطة مثال القائدة حورية التي سطع نجمها في الآونة الأخيرة لا لسبب وجيه سوى أنها جزء من السلطة التي لها هيبتها، وأما إذا كان الإنسان في خدمة العلم والمعرفة فيتم التضييق عليه ولعلنا تابعنا كيف تم تهميش عالم المستقبليات المهدي المنجرة الذي اعتمدت علي توقعاته دولة عظيمة مثل اليابان وكيف عاش نكرة في وطنه في حين استفادت كثير من الدول من توقعاته فيما يخص التعليم والتحولات الجيو- سياسية الكبرى و للائحة طويلة من الخبراء والعلماء الذين هاجروا الوطن لأنهم لم يجدوا ولو بصيصا من الاعتراف.
إن ما يجعل ثقافة الاعتراف منعدمة في سياقنا عربي الإسلامي لها عدة أسباب ذاتية وموضوعية متداخلة منها ما يدخل في التركيبة النفسية مثل الحسد والكراهية والبغض وعدم إيماننا بالطاقات الرائدة خوفا من فقدان مراكزنا إن نحن فتحنا لها المجال واعترفنا بها، ومنها ما يدخل في توجهات السياسة الرسمية التي لا تريد علماء حقيقيين ولا مفكرين حقيقيين ولا فلاسفة حقيقيين ولا مبدعين حقيقيين فقط تريد مغني المهرجانات و راقصات كابريه…

مشاركة