إسماعيل المالكي/صوت العدالة
بادر شباب جماعة أفرا التابعة ترابيا لدائرة أكدز بإقليم زاكورة، منذ يوم الاثنين ال22 من يونيو الجاري، إلى إصلاح السقايات التي عرفت تدهورا ووجود التراب داخلها، وذلك بعد إطلاق حملة تحسيسية بين ساكنة المنطقة، وكذا حملة لجمع التبرعات لشراء المعدات اللازمة لهذا الإصلاح، متخذين لهذه الحملة شعار “بإحساننا تستقيم الحياة”، والتي تهدف إلى إحياء الواحة الأفراوية، محيين بذلك “التويزة” وهي إحدى العادات التي كادت تندثر بالمنطقة والتي تعني التعاون والعمل الجماعي والتضامني.
وجاءت هذه المبادرة بعد الحرائق الأخيرة التي شهدتها وحات إقليم زاكورة عامة وجماعة أفرا على وجه الخصوص، والتي التهمت ما يقارب 350 من أشجار النخيل بحقول أفرا، إضافة إلى الجفاف الذي يهدد هذه الأشجار، وكذا مرض “البيوض” الذي يقتل عشرات الأشجار سنويا، لتأتي هذه الحملة التطوعية من طرف شباب الجماعة، لإصلاح السقايات وإحياء الواحة، والتي انخرطت فيها الجمعيات المحلية، حيث رصدت لهذه العملية ثمانية ملايين سنتيم من تبرعات الأهالي، ويترقب أن يرتفع المبلغ إلى 20 مليون في أفق الشهر المقبل.
وتهدف هذه العملية إلى إحياء الواحة التي عرفت فترات من الجفاف والنيران، وذلك أولا من خلال إصلاح وتنقية السقايات من الأتربة والأوحال العالقة بها، حيث بدأت أشغال التنقية من سد الساقية الموجود ب إغرم أزكاغ إلى غاية دوار أيت ساكت، إذ تقدر المسافة بين كلا الدوارين ب 11 كيلومتر، وثانيا زرع أشجار النخيل لتعويض تلك التي التهمتها ألسنة النيران، بالإضافة إلى اعتماد طرق حديثة في الزراعة، وكذا ترشيد استعمال الفرشات المائية التي تعرف انخفاضا حادا خاصة في الآونة الأخير، كما من شأنها أن تساهم في الاقتصاد المحلي من خلال المنتجات الفلاحية التي ستدر دخلا على فلاحي المنطقة.
ومن جهتها عبرت السيدة رقية قاسم رئيسة جماعة أفرا، عن سعاتها وافتخارها بهذه البادرة، وأن مثل هذه المبادرات تستحق كل التشجيع والتنويه، كما قالت رقية قاسم أن الجماعة ساهمت بدورها في هذه المبادرة، وذلك من خلال تأمين التنقل للمتطوعين بين مختلف مناطق أفرا، وكذا مواكبة الأشغال من قبل الجماعة.
وأضافت رئيسة جماعة أفرا، أن هناك تفكير في مبادرة أخرى مستقبلا والمرتبطة بتنقية أعشاش أشجار النخيل، وذلك من خلال إزالة كل الأوراق الميتة التي قد تتسبب في حرائق بفعل الحرارة، هذه المبادرة ستكون على مستوى الجماعة ككل، وبمساهمة من الجمعيات المهتمة بهذا الشأن، تهدف إلى الحد من الحرائق التي تشهدها واحات جماعة أفرا.
وقال السيد علي أيت با الملقب ب عليمو، مهتم بالشأن المحلي، أن هذه المبادرة بدأت منذ العام المنصرم من قبل مجموعة من الشباب، وذلك بإنشاء صندوق خاص بالمساهمات من طرف الأهالي، وبدأت الأشغال خلال هذه السنة، والتي عرفت عدد كبير من المتطوعين من أبناء الجماعة خاصة الذين يستفيدون من مياه هذه السقاية.
وأضاف السيد عليمو، أن هذه العملية عرفت حضور ما يقارب 2500 من العمال المتطوعين، حيث استمرت الأشغال طوال مدة عشرة أيام، وذلك بتظافر كل جهود الشباب الغيور على المنطقة، هذه الأشغال ساهمت في توفر المياه وتنقية الساقيات من الأوحال والأتربة منها.
وقال أحد أبناء المنطقة ” شباب الجماعة استجابوا لهذه الحملة التي من شأنها أن تعيد البريق لواحة أفرا، وأنهم لم يذخروا جهدا لإنجاحها، حيث جاءت متزامنة مع فترة إطلاق سد وادي درعة، الشيء الذي سرع من وثيرة العملية.
مشيرا المتحدث ذاته إلى أن هناك مشروع قريب يتعلق بألواح الطاقة الشمسية، والتي ستعود بالنفع على دواوير الجماعة.
