الرئيسية آراء وأقلام حقيقة الشفق القطبي بين الدين و العلم والآسطورة.. تفسيرات بين الوهم والحقيقة.. ماذا يقول العلم

حقيقة الشفق القطبي بين الدين و العلم والآسطورة.. تفسيرات بين الوهم والحقيقة.. ماذا يقول العلم

IMG 20200726 WA0040.jpg
كتبه كتب في 26 يوليو، 2020 - 9:23 صباحًا

هيبة عامير تكتب.. “وجهة نظر”

صوت العدالة

من بين أكثر الظواهر غرابة و سحرا، تلك التي جعلت من المهووسين بها رحلا ينتقلون بين الأرباع ليحضوا بنظرة حية ممتعة لها، و جعلت من العلماء “روبوهات” يجتهدون سعيا وراء اكتشاف حقيقتها. حيث تعددت تفسيراتها سواء العلمية منها أو الاسطورية، أهي إشارات ربانية، أم أرواح موتى بعثت من جديد، أم تنانين و أشباح غامضة؟!.ربما يستدعي منا ذلك جهدا أكبر لمعرفة حقيقتها العلمية بدلا من إطلاق العنان لخيالنا. و باعتباره منظرا ساحرا جالبا للسياح من مختلف بقاع العالم، فالعديد ممن أبصروه ألهموا بجماله، و تغاضوا عن حقيقته العلمية إلا قليلا ممن أصروا على المعرفة.

في هذا المقال سنحجب و إياكم الستار عن ما تخفيه وراءها ظاهرة الشفق القطبي، علما أن الخالق تعالت قدرته قد سبق و أشار إليها في كتابه الحكيم في قوله عز و جل ( فلا أقسم بالشفق و الليل و ما وسق) “سورة الانشقاق” الآيتين 16 و 17. لتكون بذلك هذه الظاهرة اعمق مما نتصور، فبعيدا عن منطق الجمال الذي لا يوصف، بل ويتعالى على الوصف البشري، فإن الظاهرة في مجملها تحمل لبا وجوهرا لسر غامض دفين.

علميا.. ظاهرة الشفق القطبي أو مايطلق عليه بالأضواء القطبية أو الفجر القطبي، هو مزيج من الأضواء المتراقصة ذات الألوان الساحرة، تتشكل أساسا خلال الليالي دامسة الظلام بمناطق معينة من المعمورة. و قد شكل سحرها مصدر إلهام و عاملا لجلب السياح منذ آلاف السنين. و أما بالنسبة لمن ألفوه من سكان مناطق انتشارها فقد شكلت ظاهرة اورورا aurora حادثا اعتياديا دارجا. و نميز في الشفق القطبي بين نوعين، شفق قطبي شمالي aurora borealis و آخر جنوبي aurora australis. لكنها بالمقابل شوهد مرات اقرب الى النذرة في مناطق قريبة من خط الاستواء.

و بالحديث عن اسباب حدوثه، دعونا أولا نستعرض أمامكم رأي العالم الفلكي غاليلو غاليلي في ذلك، حيث أشار العالم سابق الذكر سنة 1619، أن انعكاس ضوء الشمس من الغلاف الجوي هو المسؤول عن ظاهرة أورورا، و كان ذلك الى حد ما غير صائب، حيث يرجع السبب الحقيقي وراء الظاهرة إلى تفاعل بين جسيمات مشحونة قادمة من الشمس، و ذرات الغاز المكونة للغلاف الجوي.

عاملنا الأول هنا إذن هو الجسيمات المشحونة أو ما يسمى بالبلازما و هي جسيمات تكون طاقة صادرة من الشمس. أما العامل الثاني فهو المجال المغناطيسي الارضي، و هو الصادر عن حركة الحديد المكون لنواة الارض، حركة ترجع أساسا إلى انتقال الحرارة من النواة الداخلية إلى النواة الخارجية. و كما نعلم، فإن المجال المغناطيسي للأرض يكون أضعف عند القطبين مما يخول للجسيمات المشحونة الدخول إلى الغلاف الجوي، و بذلك تتفاعل هذه الجسيمات مع ذرات الغاز المكونة للغلاف و بذلك يصدر ضوء خافتا ذو لون معين.

ويختلف لون الشفق القطبي مع اختلاف نوع عاملنا الثالث أي جسيمات الغاز، إذ نميز فيه بين اللون الأخضر المصفر الصادر عن جزيئات الاوكسيجين الموجودة على بعد 100 كلم فوق الأرض، في حين تشكل الموجودة منها على علو يصل إلى 320 كلم الشفق الأحمر. و أما جزيئات النيتروجين فتشكل شفقا أزرق أو آخر أحمر مائل للبنفسجي.

و حسب موقع national geographie، أماكن عدة صنفت من بين الأبرز لرؤية مثالية للشفق القطبي ألا و هي: ريكيافيك بأيسلندا، فيربانكس بألاسكا، يلونايف بكندا، ترومسوبا بالنرويج، لابلاند بفنلندا و غيرها.و دون أن ننسى فكوكب الأرض ليس الكوكب الوحيد الذي يمتلك غلافا جويا أو مجالا مغناطيسيا ، كواكب أخرى كالمشتري و زحل يشهدان هما الآخران حدوث ظاهرة الشفق القطبي.

و رغم معرفة السبب العلمي وراء الشفق القطبي، فإن هذا لم يجعل منه مشهدا عاديا متجاوزا، بل تشهد المناطق سابقة الذكر و أخرى زيارة حشد هام ممن أصروا على مشاهدته عن قرب و لم يكتفوا بصورة صادفوها أثناء تصفحهم لمواقع التواصل.

مشاركة