الرئيسية غير مصنف هل الانتخابات دليل على الديمقراطية؟؟

هل الانتخابات دليل على الديمقراطية؟؟

FB IMG 1592906676185 2.jpg
كتبه كتب في 29 يونيو، 2020 - 2:57 مساءً

بقلم: نورالدين بوصباع

كثير من المراهقين السياسيين يعتقدون أن الانتخابات هي مدار الديمقراطية وهي العنوان الأكبر لها متناسين أن الديمقراطية لا تقتصر عليها لوحدها فإلى جانبها شيوع حقوق الإنسان و تكريس المواطنة الحقة و ترسيخ العدالة الاجتماعية من خلال العدالة التوزيعية ، ولهذا فاللغط والزخم الكبير الذي يثيره السياسيون حول الانتخابات وحصول هذا الحزب أو ذاك على المرتبة الأولى أو الأخيرة واعتبار ذلك دليلا على نجاعة هذا الحزب أو ذاك فهذا يعتبر قصورا في فهم ماهية الديمقراطية وغايتها في تخليق الحياة السياسية.
لقد بتنا نشاهد بأم العين كيف يتم التخندق السياسي في المغرب من لدن المراهقين السياسيين وكيف يتم الاستقطاب الانتخابي وكيف يختار الفاعل السياسي هذا الحزب أو ذاك، فهناك الطرف الذي اختار التخندق من وراء حزب الشكارة والمال اعتقادا وطمعا منه أنه بتملقه و محاباته لأصحاب الحزب سيجني من وراء ذلك حظوة أو ثروة مادية ستمكنه من الخروج من أزمته، وهناك الطرف الذي اختار أصحاب اللحية و العمامة اعتقادا منه أنه بادعائه الأخلاق والورع وتبجيله لأصحاب الحزب لابد أن يجود عليه الحزب بوظيفة أو منصب أو هبة مالية.
الواقع أن الديمقراطية ومن خلالها السياسة باتت اليوم بدون قيمة وبدون أفق وهي الآن في أسوء أحوالها في ظل الخضوع الشبه الكامل للمال السياسي من جهة وللاسترزاق بالدين في مجال السياسة، وفي ظل وسائل الإعلام الموجه الذي أصبح له تأثيرها في التحكم في الرأي العام من خلال ما يسمى بالذباب الالكتروني الذي أصبح يتحكم في عواطف الناس من خلال تقنيين يمارسون التوجيه والتأثير من وراء حواسيبهم أو هواتفهم الذكية، وهذا ما يجعلنا نقر على أن ماكينة الانتخابات أصبحت اليوم وفي ظل الموجة الخامسة من الديمقراطية موضع صناعة وتقنية وليست بأي حال صراع برامج أو مواقف سياسية مادامت جميع البرامج السياسية متشابهة ومتطابقة ومادام الفصل بين التوجهات السياسية منعدما حيث اختلط اليمين باليسار.
الذين يتبجحون ويهللون بالانتخابات ونسبة المشاركة فيها و حصول الحزب الفلاني على أعلى نسبة من المصوتين كدليل على نجاعة الديمقراطية هم واهمون لأنه في ظل هامش الديمقراطية الممنوح وباللاعبين المرضي عنهم وبالشروط المتفق عليها، وفي ظل تحكم الدولة العميقة في قواعد اللعبة السياسية وفي الخريطة الانتخابية تبقى جميع ممارساتنا السياسية والحزبية مجرد مسرحية لدر الرماد في العيون وتلهية الناس لا أقل ولا اكثر.

مشاركة