الرئيسية دين ودنيا الهواتف الذكية بين الايجابيات والسلبيات

الهواتف الذكية بين الايجابيات والسلبيات

Screenshot 20200609 122910.png
كتبه كتب في 9 يونيو، 2020 - 12:29 مساءً

الاستاذ. علي الدهبي.

واعظ و خطيب جمعة

من المشاكل الاجتماعية التي نعيشها في مجتمعنا سوء استعمال الهواتف الذكية وقبل الحديث عن سلبيات الهواتف الذكية لابد ان نشير الى أنها نعمةٍ سخَّرها الله لنا بمنافع كبيرة وكثيرة، الا انها قُلِبت بسوء استخدام إلى نقمة،(وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .

هذه النِّعمَة وهي الهاتف الجوال الذي امتلأتْ به جيوبُنا، وأصبح جزءاً لا يتجزَّأُ من حياتنا، فيه منافعَ كثيرة وإيجابيات متعددة ، فقد سهل التواصلَ بين الناس، وقرب الغائب و البعيد ، وساهم في الحصول على المعلوماتِ الضروريةَ التي يحتاجها الإنسان، وقضيت به الحاجات وعقدت عبره لقاءات واتخذت قرارات وأبرمت من خلاله المواعيد والصفقات التجارية، فهذه كلها تدخل في باب النعم التي يتفضل الله جل جلاله بها على الناس و لو اردنا ذِكر منافع الجوال، فهي أشهر من أن تُحصَر أو تُعد

ومن باب الوقاية خير من العلاج نذكر ما أحدثه الهاتف الذكي من المفاسد والآفاتِ التي جرَّتها علينا ممارساتنا السيئة التي أسأنا بها استعمال هذا الجهاز، واليوم ابتلينا بوسيلة مرتبطة بالهاتف الذكي حولها البعض إلى نقمة، ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي

هذه الوسائل نفسها غدت ألعوبةً ومضيعةً للوقت بل وبابا للحرام بين بعضَ الفتية والفتيات،
فكم من اعراض انتهكت وكم من بيوت خربت. وكم من اسر تفككت بسوء استغلال لهذه المواقع الاجتماعية ..
لقد غدا بعض الشباب والرجال يجلسون الساعات الطويلة، يحادثون الغريبات الأجنبيات عنهم على برامج التواصل الاجتماعي – على الفيس بوك والوتس أب وغيرها – يجلس ساعات يُكلِّم هذه وتكلِّمُ ذاك فيما لا ينفع لمجرَّد الكلام، ذاك الكلامُ الذي يبدأ تعارفا ثمَّ يُصبِحُ أسئلة خاصَّة ثم يكون لقاءً وفاحشةً ومقتًا وساء سبيلا والعياذ بالله.
فأين غيرتنا ونحن نرى هذا ينتشر بين الشباب والبنات والكبار والصغار ولا ننبههم ولا ننصحهم ولا نحذِّرهم من مثل هذه المفاسد.

ومن مفاسد ما اصبحت تستخدم له الجوالات الذكية ترويج الشائعات ونشر الضلالات، أمَّا ترويج الشائعات فحدِّث عنه ولا حرج مما فيه طعن بأعراض الناس ونشرٌ لعوراتهم وتتبعٌ لزلاتهم. وكم سفكت من دماء وهُتِكتك من اعراض وافزعت من اسر بنشر الكلام على غير بيِّنةٍ ولا عِلم”..
ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول لك: ” كَفَى بالمَرْءِ كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ “. رواه مسلم .
والحديث عن الكذب في وسائل التواصل لا يقتصر على نشر الشائعات بل على كل أنواع الكذب،

و مِن أخطر أنواع الكذب ممَّا انتشر بين بعض الصالحين الجاهلين عبر وسائل التواصل، وهو الكذب عن رسول الله الذي يقول فيه– صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري ومسلم ” إنَّ كذِبا عليَّ ليس ككذبٍ على أحد، فمن كذب عليَّ متعمِّدا فليتبوأ مقعده من النَّار”

فكيف بمن تراه ينشر ما يأتيه من غير تثبُّتٍ من تلك الرسائل التي لا تصِل من مصادِر علمية موثوقة فينشرها ويجعل من نفسه مطيَّةً وناشرا للبِدع والضلالات ، بِحُجَّة أنَّه يفعل الخير بنشر حديثٍ أو قصَّةٍ.

ومن الممارسات الخاطئة بواسطة الجوالات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما ابتُلينا به من نشر الصور للأحباب والأقرباء من غيرِ تحفُّظ ، وكم من بيوت فضحت وكم من اعراض هُتِكَت
ومن سلبيات هذا الهاتف ان يتحول إلى جهاز قتل وذلك أن بعض سائقي السيارات ينشغلون بالهاتف عند السياقة، مما يترتب على ذلك حدوثُ بعض الحوادث السير التي ربما تؤدي إلى الموت والهلاك

ترى كيف يمكننا الاستفادة من هذه الهواتف الذكية
واليكم بعض الاقتراحات تجعل من هذا الجوال نعمة تكفُل تحقيق المنفعةِ وتكفُّ المفسدة الاجتماعيَّة الحاصِلة

  • عدم إزعاج الآخرين، وعدم ترويعهم بالاتصال في الأوقات غير المناسبة.
  • لزوم الأدب والحشمة في الكلام من الرجال والنساء على حدٍّ سواء
    -أن تخصِّص لنفسك مع هذا الجهاز وقتا ومدَّةً لا تتجاوزها يوميًا،
  • وأن تحدِّد قبلها ما هي المواضيع التي ستبحث عنها .
  • عليك بمراقبة ابناءك وتوجيههم الى كيفية استغلال الجوال

ختاما :تذكَّر أنَّ هذه النِعمة وأنَّها وإن غابت عنها رقابة البشر فلا تغيب عن رقابة ربِّ البشر،
اذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قُل: عليَّ رقيبٌ

نعمةٌ كسائِر النِّعم إن استخدمتها في الخير زادك الله خيرًا ونفعك بها وبغيرها، وإن استخدمتها في شر مُحِقت البركة وبَلغتَ المفاسِد وابتُليت بما كنت في غنى عنه، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)

مشاركة