الرئيسية اخبار الصحافة بيان النقابة العامة للصحافة المغربية حول فاتح ماي 2020 في زمن كورونا

بيان النقابة العامة للصحافة المغربية حول فاتح ماي 2020 في زمن كورونا

Screenshot 20200501 113449.png
كتبه كتب في 1 مايو، 2020 - 11:35 صباحًا

تحتفل الطبقة العاملة هذه السنة بيوم العمال العالمي في ظل ظروف استثنائية جراء تفشي جائحة كورونا كوفيد 19 المستجد ، وتحتفل أسرة الصحافة والإعلام على وجه الخصوص  في ظروف جد خاصة حيث لا زالت تحيط بها الأخطار من كل جانب  بحكم تمركزها في الصفوف الأمامية إلى جانب الأطباء والممرضين وقوى الأمن ، ولا يسع المكتب التنفيذي للنقابة العامة للصحافة المغربية إلا أن ينوه بكافة الصحافيين سواء المنخرطين بالنقابة العامة للصحافة المغربية أو بباقي مكونات الجسم  الصحافي والإعلامي ببلادنا اللذين أبانوا عن حس مهني عالي  وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل تغطية الأحداث وتوفير المعلومات والأخبار الصحيحة للمواطنين فضلا عن تجندهم لمكافحة الأخبار الزائفة التي بدأت تتناسل مند اليوم الأول من ظهور الجائحة ببلادنا وإعلان السلطات  لحالة الطوارئ الصحية ،كما تهيب النقابة العامة للصحافة المغربية أيضا بالمقاولات الصحافية  المواطنة إلى تغليب الحس الوطني وروح المسؤولية العامة بعدم الركوب على أزمة وباء كورونا لتسريح الصحافيين أو الإجهاز على حقوقهم المشروعة  أو ابتزازهم  و خصم مستحقاتهم المادية  بدعوى الأزمة  والإبقاء بالمقابل على الحس التضامني والإنساني حتى بعد زوال الجائحة .

لقد أبان الجسم الصحافي والإعلامي في زمن كورونا على نضج ومسؤولية كبيرين تجاه الوطن و المواطنين  من خلال تجند كل أطقمه الصحافية والتقنية والفنية في سبيل تقديم خدمة صحافية وإعلامية في مستوى تطلعات الشعب المغربي ،وهنا لا بد من الإشادة بكل المقاولات الصحافية من دون استثناء، وكذا  بالدور المحوري الذي لعبه الإعلام العمومي و الإذاعات الخاصة في مواكبة المستجدات المرتبطة بفيروس كورونا والإجراءات الحكومية المصاحبة له وتبسيطها للمواطنين و توعيتهم في الآن نفسه بمخاطر الوباء على حياتهم وتحسيسهم بأهمية الحجر الصحي كوسيلة وحيدة للوقاية من الإصابة بالوباء ،كل ذلك في وقت يصر فيه قضاء المملكة على متابعة  مدراء و مسيري عدد من الجرائد والمواقع الالكترونية التي لم تلائم وضعيتها مع القانون 13-88 المتعلق بالصحافة والنشر المثير للجدل والذي يحتاج إلى فتح نقاش فاعل وجدي مع الفاعلين النقابيين و المهنيين بالبلاد لتعديل بعض بنوده وملائمتها مع النص الدستوري للمملكة

إن ندائنا في هذا اليوم العالمي للعمال الذي يصادف استمرار تفشي جائحة كورونا ودخول شهر رمضان الفضيل ،لن يكون دعوة للخروج الى الشارع العام ورفع الشعارات ضد البرجوازية  والمطالبة بتطوير السياسات العمومية ورفع الأجور وإسقاط القوانين الجائرة وإن كانت هذه هي مطالبنا المشروعة بسبب التزامنا بحالة الطوارئ الصحية ،لكن ندائنا هذه السنة سيكون لكل أبناء الشعب المغربي سواء المسئولين وأصحاب القرار والمقاولات أو عموم المواطنين.

إن ما  ينبغي على الجميع التفكير فيه بدءا من اليوم فصاعدا إلى ما بعد الخروج من هذه الأزمة التي ستطبع ذاكرتنا جميعا لا محالة ليس كمهنيين ونقابيين فحسب بل ستطبع ذاكرة جيل بأكمله من تلاميذ وطلاب جامعات ومعاهد وأساتذة وصناع القرار هي كيفية استخلاص العبر والدروس للمستقبل عبر استرجاع الثقة في المؤسسات وتغير نمط التفكير الذي سيطر على عقولنا لعقود من تفكير فرداني  تطغى عليه الأنانية والبحث عن المصلحة الذاتية إلى تفكير جماعي همه النهوض بالأمة وبالأجيال الصاعدة لأنه السبيل الأوحد لانتشال المجتمع من التخلف والفقر و كل أنواع الهشاشة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية  وذلك عبر مشاركة الأفكار والتصورات وتسخير إمكانيات الدولة والمجتمع المدني لفائدة الشباب ومساعدته على  وضع خطط  وتصورات للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد والتخلي عن منطق  المحسوبية والزبونية  ومحاربة الرشوة والإثراء غير المشروع بوسائل ناجعة وشفافة وخلق فرص حقيقية للتنمية وبسط نفوذ الدولة على القطاعات الاجتماعية بدل تفويتها للخواص الذين لا هم لهم سوى تحقيق الربح على حساب الطبقات الاجتماعية المسحوقة ما يكرس مزيدا من الفقر و الهشاشة داخل المجتمع.

         عاشت النقابة العامة للصحافة المغربية حرة مستقلة

Screenshot 20200501 113344
مشاركة