الرئيسية آراء وأقلام المسكوت عنه في كورونا

المسكوت عنه في كورونا

IMG 20200507 WA0072.jpg
كتبه كتب في 7 مايو، 2020 - 9:03 مساءً

بقلم:عبد القادر مسعودي

طبعا منظمة الصحة العالمية اعلنت الفيروس حالة وباء عالمية…وانتشر الخبر عابرا للحدود والقارات…وبدات عملية تعداد الضحايا في مشهد جنائزي غابت فيه عادات وطقوس الوداع الاخير احتراما للموتى كما هي عادات الدفن الطبيعي في الشرائع الدينية والاعراف البشرية…والكل انشغل باجراءات محاربة الوباء …تنفيدا لتعليمات السلطات الصحية المختصة بالميدان…في انتظار لقاح ناجع تجود به مراكز الابحاث العلمية الجارية على قدم وساق …لكن لا احد فكر في سبب الوباء…وكيف انتشر…وماذا وقع…وهل هو مقصود ام مجرد فلتة في زمن ما ومكان ما ….وبصيغة اكثر وضوح هل الامر يتعلق بفيروس مخبري انفلت…. ام بفيروس طبيعي ( و هذا ما اعطى الله )..؟؟!! انه السؤال المحوري الذي يقتضي اجابة شافية وجريئة…لان من سقط نتيجة اصابتهم بالفيروس ارواحا بشرية كرمها الله سبحانه وتعالى…وحرمت من حقها المقدس في الحياة .. والذي لا يمكن الاعتداء عليه مهما كانت الظروف وتحت اي دريعة ….لكن للاسف لمسنا تعتيما وعلى جميع الاصعدة المتعلقة بالخبر و التي بلعت لسانها… وكأن الوفيات كانت مجرد قضاء وقدر لادخل فيها ليد ما ..اٍماخطئا اوقصدا…!! اللهم بعض التراشقات بين الصين والولايات المتحدة الامريكية…في مسرحية تحاول فيها كل واحدة منهما الصاق التهمة بالاخرى…وكانهما الدولتين الوحيدتين في العالم اللتين لهما الحق في فتح النقاش حول اسباب الوباء وتداعياته ….في حين باقي دول العالم تكتفي بالمشاهدة لاعلان اصطفافها الى احد المنتصرين..بعد حسم الصراع بين العظيمين طبعا بصيغة تكون كسابقاتها في عملية التوافقات المحكومة بمعادلة رابح-رابح….وكمواطن مغربي يهمني مايجري بالساحة الوطنية…وتؤلمني ارقام الفواجع اليومية لضحايا الوباء العالمي…الذي انطلق من مكان بعيد كل البعد عنا….يقال انه مدينة ووهان الصينية….والحقائق ربما لن تظهر الا بعد عمر طويل..والصراع بين العمالقة يبدو انه سيشتد بوثيرة اقوى تحت شعار لا شيء يعلو على المصالح الاقتصادية….اما ضحايا هذا الشعار في صعود مستمر ….لايهم من هم ..وكيف سقطوا ….لانهم مجرد عناوين عريضة لمناوشات في صراع لي اليد وشد الاعناق…والارض حسبهم جاهزة لابتلاع جثث نتائج غضب العمالقة واخفاء معالم جرمهم اوشبه جرمهم….!!! لكن نقول لهم اننا سوف لن نسكت على هذه الجريمة الدولية …وسنحرك جميع الميكانيزمات المتاحة لترتيب الاثر القانوني وتحميل المسؤولية لمن يجب ….انطلاقا من مداخل قانونية سبق لها ان عالجت الكوارث الطبيعية او الوقائع الكارثية الناجمة عن افعال عنيفة للانسان…ربما يبقى التوصيف القانوني لما يجري اهم بداية لوضع الاصبع على مقدمات الجريمة او شبه الجريمة التي كانت وراء وباء غير فجاة طعم الحياة في كل بقاع العالم وشل مفاصل الحياة في كل دول العالم وحول البيوت الى سجون جبرية يعيش قاطنيها تحت رحمة الحظ ….مادام العلم لازال يقلب اوراقه لعله يعثر على مصل يعيد للبشرية نبضها الذي توقف دون سابق انذار…… واذا كانت حكومتنا المحترمة منكبة على اصدار مشروع قانون يثير الجدل وسط المجتمع المغربي في لحظة استثناء حرجة…في الوقت الذي كان عليها ان تركب همة سيادتها الوطنية ….وترمم جروح كبواتها المتكررة …وتطرح ضغط الجائحة على اقتصادنا وارواح ابنائنا…وتهيء ملف دفاعها لجبر الضرر اللاحق بنا كدولة وشعب …وتحدد من المسؤول عن انتشار الفيروس واعمال قواعد المسؤولية الدواية وتفكيك عناصرها على قواعد المسؤولية التقصيرية…بدءا بالضرر اللاحق بمنظومتنا الاقتصادية والاجتماعية…وبالارواح البشرية ..وماتفرع عنها من اضرار معنوية تحتاج الى مدة طويلة لالتئام جرحها وترميم انكساراتها النفسية لذوي الضحايا …مرورا بتحديد المسؤول عن هذا الوباء وانتشاره بهذه السرعة ودون اعتبار لمجمل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المؤطرة لاحترام سلامة الدول وشعوبها….وقائمتها طويلة لا تحصر….وصولا الى توضيح العلاقة السببية بين الفعل الخطأ او المتعمد والضرر اللاحق بالدولة وشعبها….ان اي شغل اومهمة تستحق الانكباب هو رهان الدفاع عن السيادة الوطنية في مفهومها العميق الذي يبتعد عن المفاهيم التقليدية المجسدة في الميدان العسكري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول….هل هذا الوباء الذي تسرب من مكان ما او مختبر ما….واجتاز حدودنا لايعتبر تدخلا قسريا واعتداء على سيادتنا..؟؟!! هل هذا الحضر المطلق على حياتنا اليومية وفي جميع تجلياتها لايعتبر مسا بسيادتنا..؟؟!! هل…وهل….هذه هي الاسئلة التي يجب على حكومتنا ان تشتغل عليها لترفع منسوب كرامتنا اما دول العالم ….ويكون لها السبق في اثارة موضوع شائك …حاول الفاعل الرئيسي اخفاءه عن العالم درءا لمسؤوليته….مجيشا اعلاما على المقاس تكلف بارقام الضحايا واخر الاخبار عن المصل المعجزة وتضارب مواعيد جاهزيته لتطويق الوباء…!!! مع احترامنا للاعلام النزيه الذي يحاول قدر الامكان البحث عن المعلومة المتمردة على الخبر الموجه للقطيع…انه فعلا اعلام يصارع وسط لوبيات قوية استطاعت ان تحول الاسود الى لون وردي …لون ناعم يلهينا عن قضايانا المصيرية….ويرسم الطريق للتفاهة لتكمل مشوار هدر ماتبقى من كرامتنا…..!!!
تقبلوا مروري….ابقى فدارك….الله غالب…..

مشاركة