الرئيسية سياسة ماي والوعود الغائبة

ماي والوعود الغائبة

foto mai.jpg
كتبه كتب في 20 مايو، 2019 - 5:49 مساءً
  • عبد الله مشنون
  • منظر مثير ذلك الذي شاهدناه يوم فاتح ماي ويتمثل في صعود رئيس الحكومة وبعض من أعضاء حزبه منصة الخطابة النقابية في مشهد ناذر و مقزز. صعدوا وهم يرفعون شارة النضال و التحدي  و يلبسون قبعة المنافح عن حقوق العمال الكادحين والضعفاء البائسين.
  • لقد كاد المواطنون ان  ينسون هذه الوجوه بل اكثرهم لا يعرف أسماء الوزراء لإنكفئوا حول مشاكلهم الاجتماعية و المعيشية بعدما اسلمتهم الحكومة عبر خطوات متسارعة الى البؤس والانتظار والى لولبيات الجشع ومصاصي الدماء والجيوب ممن خلطوا التجارة بالسياسة فافسدوهما معا بعدما جعلوا الإطارات السياسية والنقابية في خدمة تمددهم وتغول شركاتهم طولا وعرضا.
  • كما نسيت الحكومة وعودها وتنكرت لعهودها وعوض ان تضرب على يد الفساد صارت جزءا منه تعفو عما سلف منه وتحمي مصالحه وتشرع له وتضرب القدرة الشرائية للمواطن البسيط حيث الهبت السعار وسدت دون الشباب منافذ البحث عن العيش الكريم…فخرج أبناء بعض المدن بل مدنا باسرها ضد التهميش و البطالة والمرض بل العطش في احداها فما كان من الحكومة الا ان واجهتهم بكل لغة الا لغة الحوار والتفاهم. ضربت واعتقلت واتهمت من شاءت بالخيانة والانفصال.
  • لقد دفع غياب الحكومة عن مشاكل المواطنين وردود فعلها المزاجية والمتأخرة  الى ان يبحث العقل الجماعي المغربي عن بدائل نضالية جديدة كآلية مقاطعة منتجات معينة والامتناع عن شرائها وتسويقها.
  • واذا كانت الامة لا تجتمع على خطأ فقد بينت هذه الآلية عن مستويات منحطة من النقاش و التحليل ممن الف الدوخان على المغاربة و دوخ مدينة كالدار البيضاء أيام مسؤوليته فيها واغرقها في بحر من الرخص الاستثنائية فأغرقها بأحزمة من المراقد “العشوائية” الاسمنتية وكذلك ممن الفت ان تعامل وامثالها من “المناضلين” على انهم قطيع في رعاية رئيس الحزب والتي لولا اللائحة الوطنية ما لها وما عليها لما تمتعت بشهريتها المريحة. وبالمقابل لم تقدم وحزبها أي إضافة او حل لمشكل قطاعي بعدما كان ادخال هذا الحزب الملفوظ من الناس قد كلف المغرب ستة اشهر من البلوكاج وتراكم المشاكل.

ان من حق المواطنين على المسؤولين سماع أصواتهم والتجاوب معها والنزول الى الشارع و الاقتراب من هموم الشعب عوض الضحك على ذقون البسطاء بخطابات عيد العمال وبدل نعتهم بالمجهولين كان من الأولى برئيس الحكومة ان يستشير خبرائه الاقتصاديين قد تخبره آثار المقاطعة في سوق البورصة  عن ارقام تعكس حجم المجهولين والمداويخ.

مشاركة