الرئيسية أخبار عالمية احداث الشغب بالقنصلية المغربية بميلانو

احداث الشغب بالقنصلية المغربية بميلانو

foto consolato mi.jpeg
كتبه كتب في 20 مايو، 2019 - 5:59 مساءً


عبد الله مشنون

على مدى عقود اعطت الجالية المغربية في الديار الإيطالية والجمعيات والمراكز الثقافية المغربية صورة حضارية ميزتهم عن الاخرين ان في سلوكهم وتلقائيتهم واعتدالهم وسرعة اندماجهم في المجتمع.

وقد اثمرت هذه الصورة احتراما جما من طرف الشعب والحكومة الايطاليين وكان المغاربة بحق خير سفراء لبلدهم لا يدعون مناسبة الا وعبروا فيها عن حبهم وولائهم اللامتناهي لوطنهم.

الا انه قد تظهر بين الفينة والأخرى اشكال سلوكية تشذ عن هذا التوجه العام وتسبح ضد تياروتسعى لخلق المشاكل .

وما وقع ا بمبنى القنصلية العامة المغربية بميلانو من اعتداء بغيض يجسد مثلا لهذا النمط في السلوك والتفكير.

فقد ابتدأ الامر بمظاهرة مريبة حشد لأجلها عدد من الأشخاص الذين يقيمون بصفة غير قانونية والابواق متهمين السلطات القنصلية بتحريض الحكومة الإيطالية لتسريع عملية ابعاد المهاجرين المغاربة غير الشرعيين حيث قام هؤلاء باقتحام مبنى القنصلية بمعية مواطنة إيطالية تحمل آلة تصوير رقمية وكذلك دخول عدد من الايطاليين دون مبرر بدعوى مساندة قضايا المهاجرين في مشهد بدا من خلال ملامحه انه كان ممنهجا ومتفقا عليه سلفا.

وقد أدى هذا الاقتحام الى الاعتداء اللفظي والجسدي على موظفي القنصلية وتخريب مكاتبها ومحاولة الاستيلاء على وثائقها و اختامها.

لقد صدم المواطنون المغاربة بالديار الإيطالية بهذا السلوك المشين الآثم وقاموا بالتنديد و التظاهر ضدا على التطاول على رمز يمثل الدولة المغربية.

ولعل تعيين القنصل العام الجديد بميلانو قد قطع دابر فساد بعض المنتفعين المرابدين بمحيط القنصلية ممن اعتادوا الاقتيات على ملفات المهاجرين ومآسيهم وراكموا ثروات بفعل ذلك فجاء هذا التعيين سدا لهذه الثغرة وتجفيفا لمنابع الفساد في القنصلية وحولها وهذا سبب آخر وراء ذلك الحشد المشبوه.

ان اتهام المصالح القنصلية بانها تسرع عملية ابعاد المهاجرين غير الشرعيين هو اتهام باطل لا دليل عليه اذ ان هذا الامر هو اختصاص محض للحكومة الإيطالية ولا تتدخل فيه القنصلية الا لتأكيد او نفي مغربية الشخص المراد ابعاده.

كما ان على السلطات الأمنية الإيطالية التعامل بحزم وجزم مع مثل هذه التصرفات الخطيرة والتي لا تمس رمزا من رموز السيادة المغربية فقط بل بصورة الامن الإيطالي وقصوره وعجزه عن حماية مقرات المصالح الدبلوماسية لدولة صديقة ووازنة مثل المغرب.

كما ينبغي كذلك على المصالح الإدارية المغربية بمعية جمعيات المجتمع المدني القيام بحملات لتحسيس المواطنين المغاربة في إيطاليا على مزيد من الحرص وعلى خطورة مثل هذه الأفعال والمظاهرات غير البريئة والتي قد تؤدي الى الاغلاق المؤقت (بفعل التخريب) للقنصلية وبالتالي الى تعطيل مصالح العديدين منهم والزامهم قطع مسافات بعيدة لاستصدار او ختم وثيقة كانت في متناولهم وعلى مقربة منهم.

ولا ننكر ان المصالح القنصلية المغربية قد عرفت الخدمات فيها تطورا لافتا لا ينبغي تبخيسه بل يجب العمل على استمراره وتجويده والحفاظ على مؤسسات الدولة وهيبتها وسيادتها وصورتها المشرقة بين باقي الدول.

مشاركة