الرئيسية أحداث المجتمع لماذا تهمش مدينة الخميسات بهذا الشكل؟

لماذا تهمش مدينة الخميسات بهذا الشكل؟

Khemisset 7.jpg
كتبه كتب في 7 يناير، 2019 - 3:50 مساءً

 

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

 

 

إن المتتبع لمسار مدينة الخميسات في العشربن سنة الأخيرة ،لا بد وأن يطرح الكثير من الأسئلة حول الوضع العام بالمدينة،حول التهميش الذي يطال مرافقها،حول الاقصاء الذي أصاب مواطنيها،هذا مع العلم أنها قريبة من العاصمة الرباط،وتتوفر ضواحيها على امكانيات طبيعية  هائلة ،قادرة على خلق نواة لتنمية مستدامة…

لكن،ما الذي حصل،حتى تحولت المدينة الى مقبرة للمشاريع،ونقطة عبور  لمحاور فاس ومكناس.

المهتمون بالشأن المحلي،من سياسيين وجمعويين وغيورين،يرون ،أن سبب الوضعية المزرية التي باتت عليها الخميسات،هو غياب إرادة حقيقية لدى المنتخب ورجل السلطة على حد سواء. معللين كلامهم،أن الجماعة لها من الامكانيات ما يجعلها تقفز الى مصف المدن النموذجية بالمغرب،لكن،سوء تدبير هذه الموارد،والفساد المستشري بالمؤسسات،جعل من المدينة بقرة حلوب ،سهلة المنال،يتناوب على استغلالها المنتخبون بمباركة السلطة أحيانا.

ويكفي أن تمر بوسط المدينة لتقف على حجم التهميش الذي يضرب في عمق البنيات التحتية،ويزرع بالتالي ثقافة “كلهم شفارة” التي تتحول الى قاعدة عامة،هذا في الوقت الذي  هناك  غيورين ،كان بإمكانهم صنع الفارق لو أعطيت لهم الفرصة لا من رجال السلطة ولا من المنتخبين أنفسهم.

وتتساءل الساكنة التي تغرق في الأوحال عند كل فصل شتاء،عن جدوى وجود مجلس جماعي،يثقل كاهل صندوق الجماعة،إن لم يدبر الشأن العام بشكل يضمن العيش الكريم للمواطن،بل هناك من يعتبر المليارات التي صرفت على الشارع الرئيسي(ابن سينا) مجرد سحابة فوق عيون الغير،كان حري بالمجلس الاقليمي أن ينفقها على ترميم واصلاح وكهربة  الأزقة في مجموعة من المناطق،ربط مجموعة من الأحياء بخدمات الماء الصالح للشرب والكهرباء،جمع النفايات والتخلص منها عوض حرقها وما تسببه الأدخنة من حالات اختناق في صفوف الأطفال والمسنين،بناء وتشييد دور للرعاية الاجتماعية عوض الاكتفاء بمراكز هي في الأصل سبب إحباط الكثير من النزلاء،اعادة فتح المنطقة الصناعية أو حتى نقلها خارج المدينة،على الأقل فتح المجال أمام حاملي الشواهد للبحث عن فرصة عمل قارة،تضمن لهم لقمة العيش  ولذويهم،تأهيل الحدائق التي تحولت الى ملاعب قرب ،يزاول فيها الأطفال هواياتهم ،وتستعمل أحيانا كفضاء للتخلص من النفايات المختلفة،وقاعة انتظار للمتقاعدين من السكان،تنظيم الباعة الجائلين في فضاءات خاصة بهم،عوض مطاردتهم وسط المدينة ومنعهم من كسب قوت يومهم…

هي أسئلة كثيرة،تطرحها الساكنة على المجهول،لأنه لا أحد يعنى بمشاكل الخميسات،رغم الصرخات اليومية  القوية للمواطن ،سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعية،أو عبر بعض المواقع الالكترونية المحلية. وهذا التجاهل،جعل الكثير من النشطاء يرفعون شعارات مختلفة،لعلها تصل الى العاصمة،وبالتالي تجر المتورطين في الفساد الى المحاكم،هذا مع العلم ،أن هناك تقارير للمجلس الأعلى للحسابات،لا زالت الساكنة تنتظر تفعليها وتحريك الدعوى العمومية في حق المتوطين في تبديد المال العام.

والحقيقة،أن السبب الرئيسي في تهميش عاصمة زمور الخميسات حسب بعض الجمعويين هو غياب تصور واضح للجماعة،التي تكتفي ببرامج مرحلية أو ظرفية غالبا تجهض حتى وهي في المرحلة الجنينية،فالمنتخبين يضيف ذات المتحدث يدخلون في صراعات فارغة على حساب مصالح الساكنة،عوض أن يتم برمجة مجموعة من الأوراش والترافع عنها لدى مؤسسات الدولة،يكتفي المنتخبون بوضع العصا في العجلة والدخول في نقاشات عقيمة ،تنتهي بتأجيل الدورة أو إلغاء المشروع برمته.فكيف يعقل يتساءل الجمعوي أن يختلف المنتخبون حول إنارة حي ،يعيش سكانه في الظلام منذ سنين طويلة؟كيف يعقل أن يختلف المنتخبون حول ربط حي بخدمات الماء الصالح للشرب؟ كيف يعقل أن يمتنع فريق بالمجلس عن التصويت لا لشيء سوى أن المشروع  موضوع التصويت يتعلق بدائرة الخصم؟…؟

هذا الواقع المحزن،جعل الساكنة تطالب بزيارة ملكية سامية للمدينة،لأنهم لم يعودوا يثقون في المسؤولين المحليين،وبالتالي،فإنهم يرون أن زيارة جلالة الملك،ستحرك المدينة،سيضطر معها الكل للعمل ليل نهار حتى تكون المدينة في مستوى الزيارة المولوية.وكان جلالته سيزور الخميسات،للتواصل مباشرة مع رعاياه بعاصمة زمور،لكن حالت ظروف دون ذلك،لتبقى المدينة كما كانت،نقطة عبور بائسة،تفتقد لأبسط شروط العيش المقبول،وبالتالي،تظل الأصوات عالية ،تنادي ليل نهار المسؤولين المحليين بتحمل مسؤولياتهم أمام التاريخ والمواطن،لأن وظيفتهم الأساسية هي تدبير شؤون البلاد،وتوفير شروط الراحة والعيش الكريمين.

 

مشاركة