الرئيسية أحداث المجتمع وهل تنفع الذكرى!!!

وهل تنفع الذكرى!!!

IMG 20181204 WA0073.jpg
كتبه كتب في 4 ديسمبر، 2018 - 3:31 مساءً

جريدة صوت العدالة/الأستاذ اسامة صغير

اليوم تعيش مجموعة من المدن والبلدات المغربية حدثا سنويا تسهر عليه وزارة الثقافة والاتصال، يتعلق الأمر بطقس فني اسمه ليلة الأروقة، ولأن مدينتنا غائبة كعادتها عن أنباء الفرح وبعيدة في الغالب عن ومضات الألوان، فهي مناسبة أعرض فيها بعض العزاء الجمالي، وأتقاسم وإياكم الآتي :
سنة 1934 أو 1924 حسب مصادر أخرى، ولد طفل فقير بمدينة سوق الأربعاء، توفيت والدته، فاضطر إلى رعاية الغنم والخروج من الكتاب. ولد الطفل مجبولا على الرسم، ومصادفة تلقفه مجموعة من الرسامين الفرنسيين وأعجبوا بما تصنعه أيادي طفل بلا أمل، بل إن سيدة فرنسية اسمها Untellimi، وكانت موظفة بإدارة السكك الحديدية، تبنته، وألحقته بالمدرسة. بعدها ترعرع الطفل، والتقى بفنان فرنسي فتح أمامه دنيا الفن التشكيلي ولقنه الأساسيات، إنه السيد R. Pillar، منذ ذلك الحين انتقل الشاب بين ورشة وأخرى، والتقى بمعلمه الثاني، الفنان اليهودي المغربي Ojéda، الذي رفعه إلى مقام الاتقان. نظم هذا الغرباوي معرضه الأول سنة 1954 في مدينة الدار البيضاء، ورفض الانتقال مع الجماعة الفرنسية إلى الاستقرار خارج الوطن، فكان هو من رسم لوحة المغرب والآفاق التي تنتظره، وهي اللوحة التي تم تقديمها للملك محمد الخامس فور عودته من المنفى، هناك طالب الملك بالتعرف على رسام تلك اللوحة، وهو ما حدث عندما استقبل الفنان من طرف محمد الخامس في القصر الملكي بالصخيرات. لقد كان هذا الفنان هو الذي حقق للمغرب درجة أفضل ” رائد في دورة اليونسكو “.
إضافة لما سبق، فإن الكثير من أعمال هذا الفنان قد حضيت برعاية وامتلاك شخصيات كبرى، منها : وزير الدولة مولاي أحمد، الوزير أحمد بن سودة، وزير الثقافة محمد بن عيسى، ورئيس دولة الإمارات الشيخ زايد. لم يتزوج خلافة البدوي، ولم يترك خلفا سوى لوحاته التي عبرت العالم وبقيت شواهد حية على أنه كان هنا، ولكن مدينته ومهوى رأسه لم تعرفه، ولم تحتفظ إلا بتاريخ ميلاده، لكنها بدلا عنه تعرف اللغط وهواة النط. توفي ذلك الطفل الرجل منذ 8 سنوات. صدق محمود درويش حين عصر قلبه وهمس : ” هزمتك يا موت الفنون جميعها “. وأعود إلى سؤالي : هل تنفع الذكرى ؟

مشاركة