الرئيسية أحداث المجتمع النقيب حسن بيروين رجل المرحلة بهيئة البيضاء العتيدة بقرارات حازمة و حكيمة

النقيب حسن بيروين رجل المرحلة بهيئة البيضاء العتيدة بقرارات حازمة و حكيمة

IMG 20181118 WA0108.jpg
كتبه كتب في 18 نوفمبر، 2018 - 4:49 مساءً

منذ أن أدى النقيب حسن بيروين قسم المهنة وإرتدى بذلته بإحساس مفعم موصول بالقوة والطموح، تملكته رغبة جامحة في أن يتشرف بين زملائه، بأن يصبح نقيبا لهم يرعى مصالحهم ويذود عن مهنتهم، ويقدر مسؤوليته إتجاهم بضمير وأمانة.

وقد تشكلت ملامحه المهنية تدريجيا في كل المحطات التي مر منها، بحضور وازن ونظرة ثاقبة للأمور، ويقظة في التعاطي مع قضايا المحامين المصيرية، هدفها تقلد مسؤولية النقيب التي تتطلب شروطا دقيقة منها ما يتعلق بمؤهلاته الفطرية التي ولدت معه كإنسان وكمحام، ومنها ما يتعلق بكفاءته، ومؤهلاته الفكرية وحسن خلقه وأمانته، مؤمنا بأن حماية المهنة وتحقيق مكتسباتها تقع بالدرجة الأولى على عاتق النقباء .
ولعل إحساسه العميق في أن مهنة المحاماة تعيش في هذه الأيام ذروة تساقطها وانهياراتها، فلا يمكن للنقيب أن يتحمل وحده أخطاء الممارسات المهنية وانحرافاتها وعاهاتها، أو أن يكون وحده مسؤولا عن أخطاء زملائه وما تسببت فيه من تبعثر وتشرذم مهني.
IMG 20181117 WA0109

فالعارفين بخبايا الأمور يعلمون علم اليقين أن الأستاذ حسن بيروين وبفضل كاريزمته الخاصة وضع نصب أعينه منذ تقلد مسؤولية النقيب مسألة تحصين المهنة من كل ما يتهددها على جميع المستويات، فهو يعي جيدا أن المحامي يدخل المهنة وهو بريء ككتلة جمالية غامضة ولينة، وغير محددة الشكل، حتى يأتي النقيب فيصيغها ويعطيها شكلها البديعي والذوقي و يسموا بها إلى مكانها الطبيعي كشريك قوي لا غنى عنه داخل المنظومة القضائية .

حيث عمل على إعادة بناء جسر التواصل مع المحامين في وسطهم المهني بلغة استثنائية وجميلة قادرة على التواصل والإيصال و الأخذ و العطاء بحنكة و حزم أعاد من خلالهما الهيبة والثقة لمؤسسة النقيب وهيئة البيضاء العتيدة .
وما يمكننا أن نجزم به اليوم أن النقيب حسن بيروين وبعد قرابة سنة من العطاء يمكن تصنيفه ضمن لائحة النقباء الذين يجري العلم في عروقهم ليضيؤا به على فئة عريضة من زملائه، هو أكثر النقباء إصرارا وغيرة على شرف المهنة وحساسية بفضل ثراءه الفكري، وخبرته واتزانه، عاكسا إنتظارات المحامين المبتدئين الذين يبحثون عن صورة مشرقة ومثالية داخل مهنتهم، وينتظرون فيه منذ أن إنتخبونه نقيبا عليهم أن يفتح لهم الأبواب بتجربته العلمية وحضوره البارز في جميع المحطات و بصمته القوية و المؤثرة في كل المستجدات المهنية خصوصا منها التنظيمية.
ولا يختلف إثنان أن التغول المادي في واقع مهنة المحاماة قد نسف العلم الذي يستوجب أن يتسلح به المحامون ومن يمثلهم بالدرجة الأولى، ونسف معه لغتهم، وشغبهم وصوتهم، الأمر الذي فطن له الأستاذ حسن بيروين حيث وفي أقل من سنة نظمت هيئة المحامين بالبيضاء تحت إشرافه المباشر أكثر من ثلاثين ندوة علمية و محاضرة فكرية باسطة ذراعيها لكل الشركاء القضائيين و الفاعلين الحقوقيين لتنظيم كل ما من شأنه الرقي بالمهنة و السمو بقطاع العدل والعدالة إلى ما يطمح إليه الجميع.
كما عرض على المجلس التأديبي أكثر من 167 ملف تم خلالها توقيف 26 محامي لمدد مختلفة و التشطيب على 11 محامي و حفظ بقية الشكايات الأمر الذي يعد سابقة من حيث الكم إستحسنته فعاليات حقوقية و فعاليات المجتمع المدني .
فهو مؤمن أن مسؤولية النقيب الأخلاقية تقع بالدرجة الأولى على عاتقه، لأنه يملك بحكم وظيفته امتيازا خاصا يتلقى بموجبه معاناة المحامين ومشاكلهم وأخطاءهم، وزلاتهم بشكل يومي، منها ما هو قابل للتصحيح والتقويم، ومنها ما هو قابل للتدخل العاجل للتغلب عليه، ومنها ما يتطلب كتمانه والحفاظ عليه.
وسيأتي يوم يحكي المؤرخون عن النقيب حسن بيروين الذي حول كل هموم المحامين الفردية منها والمشتركة، إلى هموم موحدة تشغل باله في كل لحظة، فهو اليوم لا يستطيع أن يعيش حياته الخاصة كالمعتاد، وكنقيب ملزم، أن ينقل حواسه وعقله وعواطفه ولسانه إلى بهو المحاكم ومكاتب المحامين وحتى بيوتهم الداخلية وأوقات فراغهم أحيانا، ويضعها تحت تصرف جميع المحامين وفي خدمتهم على امتداد ثلاث سنوات كاملة، فسن النقيب اليوم هو سن نضج واختمار يسمح له بمعالجة قضايا المحامين على اختلاف انتماءاتهم السياسية أو قناعاتهم الأيديولوجية، لما يتحلى به من ثقة وأمانة، مصوبا سلطته المعنوية في أن يتدخل ويتحرى ويبحث في كل ما يحقق الحماية العصماء للمهنة و منتسبيها بقراراته الحكيمة و الجريئة و سياسته الصارمة التي تستحق منا كسلطة رابعة رفع قبعة الاحترام والتقدير للسيد النقيب .
بقلم عزيز بنحريميدة

مشاركة