الرئيسية أحداث المجتمع أكاديميون بكلية الحقوق تطوان يناقشون تاريخ العلاقات المغربية الأوكرانية

أكاديميون بكلية الحقوق تطوان يناقشون تاريخ العلاقات المغربية الأوكرانية

IMG 20181124 WA0124.jpg
كتبه كتب في 24 نوفمبر، 2018 - 7:29 مساءً

كتب محمد أشكور

شهدت قاعة الندوات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان يوم أمس الجمعة 23 نونبر 2018 انعقاد ندوة علمية حول موضوع: “تاريخ العلاقات المغربية الأوكرانية” من تنظيم ماستر القانون الإدراي وتدبير التنمية بالكلية بحضور السيد ياروسلاف كوفال سفير جمهورية أوكرانيا بالرباط، أطرها إلى جانب الدكتور توفيق السعيد منسق الماستر، كل من الدكتور إدريس قريش أستاذ القانون الدبلوماسي والعلاقات الدولية، والدكتور أحمد درداري أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، والدكتور عز الدين خمريش أستاذ القانون العام بكلية العلوم القانونية بالدار البيضاء.

وبعد عزف النشيدين الوطنيين الأوكراني والمغربي تم افتتاح الندوة بكلمة ألقاها عميد الكلية الدكتور رشاد الميل رحب خلالها بالسيد سفير أوكرانيا، كما أشاد بالمستوى الرفيع للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين معرجا على أهم المحطات التي شهدتها هذه العلاقات منذ تدشينها سنة 1991، وفي ختام كلمته سلم للسيد السفير هديتين رمزيتين عبارة عن تذكار للمؤسسة ونسختين من مجلة “أبحاث” التي تصدرها الكلية. إثرها تناول الكلمة منسق ماستر القانون الإداري وتدبير التنمية الدكتور توفيق السعيد استعرض خلالها أبرز أوجه التعاون بين البلدين خاصة على المستويين العلمي والثقافي، معربا عن طموحه للارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تربط البلدين، مشيرا إلى أن هكذا لقاءات علمية ستساهم بلا شك في توطيد وتقوية التعاون والتبادل العلمي والثقافي والاقتصادي فضلا عن التعاون السياسي بين  البلدين.

الدكتور إدريس قريش استعرض في مداخلته الموسومة ب:”السياسة الخارجية للمملكة المغربية ومكانة أوربا الشرقية” أبرز المحطات التي شهدتها العلاقات المغربية الأوكرانية منذ نيل الأخيرة استقلالها سنة 1991، بدءا من التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بنيويورك في يونيو 1992، مرورا بفتح أول سفارة للمغرب بكييف في أبريل 2000 والذي كان له شرف تأسيسها بحكم شغله لمنصب سفير مفوض للمغرب بموسكو إبانه، إلى لقاء القمة الذي جمع قائدي البلدين بجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا في شتنبر 2002 على هامش قمة الأرض الثانية، مشددا على الموقع الدبلوماسي المتميز للمغرب خارجيا، وفي مقدمتها دول أوربا الشرقية المستقلة عن الاتحاد السوفياتي سابقا، “رغم كون المغرب لا يتوفر على موارد بترولية أو طاقية إلا أنه استطاع التموقع بشكل استراتيجي في علاقاته الخارجية”، يقول الدكتور المحاضر، مشيرا في ذات المداخلة إلى أن المغرب كان من بين الدول الأوائل السباقة إلى الاعتراف باستقلال جمهورية أوكرانيا.

وفي سياق مداخلته حول موضوع: “آفاق الشراكة المغربية الأوكرانية”، شدد الدكتور أحمد درداري على ضرورة تنويع التبادل الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي بين البلدين وتطوير المبادلات البينية، “خاصة وأن أوكرانيا تحتل مكانة متميزة بين دول أوربا الشرقية من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومواردها الفلاحية وريادتها كبلد واعد في المجالات الصناعية والعلمية والتكنولوجية”، يقول الدكتور المحاضر. ومن القطاعات التي يجب العمل على تطوير آفاق التعاون بشأنها بين البلدين، يضيف الدكتور درداري، القطاع الفلاحي، “لكون البلدين يتوفران على موارد فلاحية هامة وفي مقدمتها الحبوب التي تنتج أوكرانيا منها سنويا حوالي 11 مليون طن، فيما ينتج المغرب 6 ملايين طن”؛ كما تطرق الدكتور درداري في مداخلته لأوجه التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، خاصة وأن أوكرانيا تستقبل سنويا الآلاف من الطلبة المغاربة الذين يكملون دراساتهم العليا بهذا البلد أغلبهم في مجالي الطب والصيدلة والهندسة، مقدما بعض الاقتراحات التي من شأن العمل بها الإسهام في تطوير وتعزيز الشراكة القائمة بين البلدين.

من جهته، الدكتور عز الدين خمريش تطرق في مداخلته التي كانت حول موضوع: “الجانب الطلابي والثقافي في العلاقات المغربية الأوكرانية” لأهمية العلاقات العلمية والثقافية بين البلدين، والتي شهدت طفرة نوعية خلال السنوات الأخيرة، نظرا للإقبال المكثف للطلبة المغاربة على استكمال دراساتهم في هذا البلد، “إذ خلال الموسم الماضي وحده تقدم أزيد من 10 آلاف طالب مغربي بطلبهم للالتحاق بأوكرانيا لاستكمال دراساتهم”، يقول الدكتور خمريش؛ قبل أن يشير إلى أن هذا الإقبال المتزايد للطلبة المغاربة على هذا البلد أفضى إلى تمتين الروابط العلمية والثقافية بين البلدين، “منها ما تجاوز الجانب العلمي إلى ربط أواصر مصاهرة بين عدد من العائلات المغربية ونظيرتها الأوكرانية”، مشيرا إلى أن حوالي 120 طالب مغربي بأوكرانيا تزوجوا بأوكرانيات وكونوا أسرا فضلت الاستقرار بهذا البلد.

 أما سفير جمهورية أوكرانيا السيد ياروسلاف كوفال فقد استعرض أهم الخطوط العريضة للعلاقات الدبلوماسية المغربية الأوكرانية. واستعرض السيد السفير مجموعة من الصور والمعالم التي تميز بلده في تقريب للصورة الداخلية لجمهورية أوكرانيا، حيث استعرض أهم المناطق السياحية التي يتوفر عليها بلده، وقدم أيضا لمحة عن الموروث الثقافي لها، وما تختص بها من مميزات تستدعي ملامستها من حيث الواقع، مشيرا في عرضه أيضا إلى التقارب بين المغرب وأوكرانيا في عدد من المجالات، خاصة من حيث الموقع الجغرافي وفي مجالي السياحة والفلاحة، وكذا التنوع الثقافي. ومن جانب آخر استعرض السيد السفير أهم الروابط التي تشد المغرب ببلده، وبالخصوص عن التبادل التجاري بين البلدين حيث تستقبل أوكرانيا كبلد ينتمي للاتحاد الأوربي مجموعة من المواد القادمة من المغرب سواء منها المصنعة أو الطبيعية، آملا خلال عرضه “أن تتحسن إيرادات أوكرانيا من المغرب وتتجاوز النقطة التي عليها الآن”.
وبخصوص البعثات الطلابية فقد قال السفير بأن بلده “استقبل وما يزال يستقبل وفود الطلبة وكذا الموظفين، وذلك في إطار علاقات البلدين التي تجمعهما في مختلف المجالات”، مشيرا إلى أن عدد الطلبة الذين يتابعون دراساتهم العليا حاليا بأوكرانيا يبلغ 6665 طالبا وطالبة، معظمهم يتابعون دراساتهم في مجالي الطب والصيدلة والهندسة المعمارية، وأضاف أن “الطلبة أو الموظفين الذين تستقبلهم أوكرانيا والقادمين من المغرب يتلقون تكوينا أوليا بالمجان ويشمل بالخصوص تعلم اللغة الأوكرانية”.

وفي معرض رده عن تساؤلات مجموعة من طلبة ماستر القانون الإداري وتدبير التنمية المتدخلين خلال هذه الندوة، أكد في على أن العلاقات بين المغرب و جمهورية أوكرانيا ليست وليدة اليوم، بل هي علاقة ممتدة في عمق التاريخ، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، مجددا التأكيد على أن “بعثات الطلبة المتوالية والمتنامية كل سنة للأراضي الأوكرانية من أجل تبادل وتحصيل العلم والمعرفة هو أكبر تتويج لهذه العلاقة المتميزة بين الشعبين، حيث أنه ليس أمرا مستحدثا اليوم فقط، فالمئات من الأطر التي تسير دواليب الإدارة المغربية اليوم، سبق لها أن تلقت تعليمها بالاتحاد السوفياتي سابقا حيث كان يحوي أوكرانيا كإحدى الدول المكونة له”. وأكد السيد السفير في ذات الرد أيضا دعم جمهورية أوكرانيا لمسار التحولات السياسية والإصلاحات الديمقراطية الجارية بالمغرب.

وبخصوص الوحدة الترابية للمملكة أثنى على الدور الذي لعبه المغرب من أجل استقلال أوكرانيا حيث “كان من بين البلدان العربية الأوائل التي سارعت إلى الاعتراف بها كدولة مستقلة سنة 1991، مما جعل جمهورية أوكرانيا تؤكد على أحقية المغرب بصحرائه وكون بلده كان ولازال داعما لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء” كما جاء على لسان السيد السفير؛ مضيفا في السياق ذاته أن بلده “يستورد فوسفاط بوكراع والموارد البحرية لمدينة الداخلة كما يستورد موارد باقي مناطق المغرب”، وهذا اعتراف واضح منه بأن موقف بلده تجاه وحدة المغرب الترابية ثابت لا متغير فيه.

وفي ختام الندوة تم أخذ صورة جماعية للسفير الأوكراني والدكاترة المحاضرين رفقة طلبة ماستر القانون الإداري وتدبير التنمية وبقية الحضور.

مشاركة