الرئيسية أحداث المجتمع الخميسات:ألم يحن الوقت للمسؤولين بالمدينة ليستفيقوا من سباتهم العميق؟

الخميسات:ألم يحن الوقت للمسؤولين بالمدينة ليستفيقوا من سباتهم العميق؟

ad589e3f65.jpeg
كتبه كتب في 20 أكتوبر، 2018 - 3:12 مساءً

 

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي / المكتب الجهوي

 

 

انتظرت ساكنة مدينة الخميسات سنوات طويلة أملا أن تتغير الأوضاع الى الأحسن،لكن،انتظارها ذهب أدراج الرياح،فجل المجالس المتعاقبة لم تفلح أو بالأحرى لم تريد تغيير وجه المدينة،ولا حتى إصلاح أهم شوارعها وتأهيلها على غرار مدن أخرى بالاقليم.

لم يكن يهم المجالس المتعاقبة سوى الصراع على المواقع،والبحث عن أماكن آمنة بعيدا عن المساءلة،فجل برامجها استهدفت بشكل مباشر  قطاعات بعيدة كل البعد عن المواطن،بل أغلبها أفلس وتحول الى مرآب للبهائم ومرتع للمتشردين شأن مشتل المقاولين الشباب الذي دشنه جلالة الملك لما كان وليا للعهد في 1995،حيث

أبرمت بلدية ااخميسات حينها  اتفاقية شراكة مع وزارة التجارة والصناعة لبناء مشتل للمقاولين الشباب على قطعة أرضية مجهزة في ملكيتها، وتبلغ مساحتها هكتاران و94 أر، وقامت الوزارة بتمويل عملية البناء بواسطة موارد مالية كانت مخصصة بصندوق النهوض بتشغيل الشباب، وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 14 مليون درهم..

وضم المشروع 60  محلا مهنيا تتراوح الوجيبة الكرائية الشهرية بين 150 درهم و500  درهم، وذلك حسب مساحة المحلات التي تتراوح مابين 40 متر مربع إلى 240  متر مربع. لكن للأسف الشديد،تبخرت أحلام المقاولين الشباب،الذين وجدو أنفسهم في الشارع يبحثون عن شغل في مدينة  يغلفها الاقصاء والتهميش،ضف الى هذا مجموعة من المشاريع التي تبنتها الجماعة لتتحول في الأخير الى أرقام  تم تخزينها في مستودع البلدية.

وكانت الساكنة تنتظر،عوض البحث عن الصفقات العمومية،وطرق لصرف المال العام،أن يتم تأهيل المدينة بشكل يشجع المستثمرين على الاستثمار ،بعد اغلاق جل المصانع التي كانت تشغل الالاف من شباب وشابات المدينة والمنطقة،لكن،ومع تعاقب المجالس،وتغيير الأسماء والمواقع،تبين بالملموس،أن الخميسات،رغم موقعها الاستراتيجي وخيراتها الطبيعية ورأسمالها البشري،ستبقى سجينة لسياسة محدودة وآفاق مرسومة من قبل لوبي يتحكم في الاقتصاد والسياسة،ولا يهمه أن تنتعش المدينة وتزدهر ،بقدر ما يهمه الاستمرار في موقع القرار،الذي يعني بشكل ما الحفاظ على المصالح والمواقع والنفوذ.

ورغم الاحتجاجات التي عرفتها الخميسات ولا زالت تعرفها ،فالمسؤولين لا يملكون الجرأة الكافية والارادة القوية لتحريك عجلة المدينة التي أصابها التلف من كثرة الانتظار،فلا تعليم يمكن الاعتماد عليه في بناء أجيال قادرة على خلق الفرق،ولا مستشفيات تستطيع توفير شروط الصحة للجميع،ولا موارد قارة كافية لضمان استمرار المرافق العمومية،ولا حتى توزيع عادل للخيرات التي تزخر بها المدينة وضواحيها.

فالشباب الذي يئس من الانتظار،هاجر  بلا عودة،منه من فضل القوارب والموت في مياه المتوسط عوض العيش بلا كرامة،ومنه من ينتظر،أمام باب المؤسسة الاقليمية،علها تتكرم يوما ما بعقدة عمل أو مشروع / سراب. فلا شيء  عادي بالمدينة،تهميش قاتل،واقصاء ممنهج،حتى بات الجميع يطالب بزيارة ملكية ،علها تكون المنقذ من هذه الوضعية التي تقول عنها جمعيات المجتمع المدني بالكارثية.

صور التهميش كثيرة بالمدينة كما بأحيائها،يمكن لأي زائر الوقوف عليها مباشرة ،خاصة بأحياء الهامش،حيث تنعدم البنيات التحتية،وتتحول في الفصل الماطر الى برك مائية تهدد صحة وسلامة المواطن،وهذا أمر سبق لجمعيات الأحياء أن ترافعت من أجله وراسلت المجلس الجماعي،دون جدوى،نذكر منها جمعية حي بنكيران،التي تقف عن قرب على حجم معاناة الساكنة بالحي،وكم من مرة طالبت من المجلس التدخل لاعادة تأهيل الحي ،رحمة بالمواطنين،والأمر كذلك بحوة الصحراوي والردحة  وآخرون…،لكن ،يظهر ،أن اهتمام المجلس يتجاوز مصالح المواطنين الى ما هو أكبر،وهذا يظهر بشكل جلي من خلال النقاط المدرجة بجدول أعمال دورة اكتوبر الأخيرة.

وفي انتظار أن يستفيق المسؤولين بالخميسات من سباتهم العميق،ستبقى المدينة تعاني في صمت من آثار الاقصاء والتهميش،وسيبقى المواطن في دوامة خطيرة،تنتهي للأسف بالهروب نحو مستقبل أفضل ،قد ينتهي بكارثة انسانية المدينة والساكنة في غنى عنها.

مشاركة